قطر تدعو للحوار مع إيران باعتبارها جارة والسعودية: حضورهم للقمم العربية هزلي وسلبي وتمثيلية

في تضارب مع المؤشرات التي اعتبرها البعض إيجابية التي حملها حضور قطر قمم مكة بوفد رفيع، أعلن وزير الخارجية القطري تحفظ بلاده على بياني القمتين معللاً ذبك بأن هاتين القمتين تضمنت بنودًا لا تتفق مع السياسة الخارجية للدوحة، وتجاهلها لملفات أساسية كالقضية الفلسطينية والحرب في اليمن والأزمة الليبية، ناهيك عن كونها أعدت مسبقا دون استشارة الدول المشاركة. 

 

بدورها واجهت الدولة السعودية هذه التصريحات بالرفض، وقال عادل الجبير، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية أن التصريحات القطرية ما هي إلا تحريفًا ولي للحقائق، خاصة أن البيانات أكدت على مركزية القضية الفلسطينية ورفض تدخل إيران في شؤون المنطقة، وشدد أن قطر لا تمتلك قرارها.

 

فما هي خلفيات تحفظ الدوحة على بيانات مكة؟ وما واقعية طرحها في التعامل مع الدور الإيراني في المنطقة؟ 

 

من جانبه صرح محمد بن عبد الرحمن، وزير الخارجية القطري، لا يوجد تصور مشترك بيننا وبين الدول الخليج حول العديد من القضايا.

وقال الباحث القطري، حواس تقية، ببرنامج عبر شاشة روسيا اليوم، أن الموقف من إيران ليس جديدًا، وفي عام 2015 دعا الرئيس القطري إلى حوار خليجي إيراني، لكن السعودية رفضت، بينما كانت القوات القطرية تدافع عن الحدود السعودية في مواجهة الحوثيين –على حد قوله-.

 

وأضاف، إيران جارتنا وينبغي أن يكون التعامل معها عن طريق الحوار والتوصل إلى تسويات وليس التصعيد والمواجهات العسكرية التي ستكون لها أثر بالغ السوء على كل المنطقة.

 

وبسؤاله حول عدم تخوف قطر من النفوذ الإيراني الخطير بالمنطقة، والذي بات مهددًا لاستقرار المنطقة، قال تقية: أن وزير الخارجية القطري قال في تصريحات سابقة أن قطر لها اختلافات مع السياسة الإيرانية في عدد من الملفات المهمة ودول الخليج، ولكن الدعوة لعزل إيران وخنقها اقتصاديًا ليس هو الحل، وقطر ترى خلاف ذلك بأنه ينبغي فتح حوار وفتح كل الملفات وإيجاد ضمانات متبادلة للطرفين "دول الخليج وإيران".

 

وبخصوص استقلالية قرارات قطر، قال تقية: بالطبع قطر مستقلة في قرارها ول كانت تريد أن تداهن لفعلت ذلك مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكننا ذا قرار مستقل.

 

بينما قال اللواء محمد القبيبان، خبير سعودي، د. حواس يحاول خلط الأوراق بعد الموقف الهزلي من قبل المسؤولين في قطر وحضورهم للقمم، فدائمًا ما يكون حضورهم باهت سلبي، ويحبون مسلسل الانسحابات، وبرأيي أن هذه تمثيلية هزلية، وجم يكحلوها عموها.

 

وردًا على ما تزعمه قطر بأن بيانات القمة الأخيرة بمكة هي بيانات مكتوبة مسبقًا وليست مطروحة للنقاش من قبل الأعضاء، قال القبيبان، هذا هراء وغير صحيح، ويتم عرض البيانات واستبيان الآراء، وتصريحات وزير الخارجية القطري كان به الكثير من الكذب والمغالطات، وما يؤسفني حضورهم الباهت وتظاهروا بالأفكار والقرارات القطرية وهذا يؤكد عدم القدرة على امتلاك الرأي داخل الدوحة، وهذه ليست المرة الأولى بل قبلاً حين أدانت جامعة الدول العربية التدخلات التركية في سوريا وقامت قطر بالتحفظ على الرأي، وهي بالفعل تؤكد أنها تعمل لشق الصف العربي الإسلامي.

 

وتابع، باعتقادي أن الملك سلمان وأشقائه رؤساء الدول العربية بذلوا جهدًا جبار لرأب الصدع العربي، والتوافق مع التغييرات الإستراتيجية التي تواجهها المنطقة وبخاصة النفوذ الإيراني.