كتب – روماني صبري
قال الأنبا زوسيما، أسقف أطفيح وتوابعها، بمناسبة احتفال الكنيسة بعيد الصعود الإلهي ، أن هذا العيد المجيد يأتي بعد عيد القيامة المجيد بـ 40 يوم .
الصعود بالجسد
وأضاف الأنبا زوسيما خلال برنامج " ساعة على الهواء"، الذي يبث عبر فضائية "مي سات"، القبطية الأرثوذكسية، انه في مثل اليوم صعد السيد المسيح له المجد بالجسد الذي أخذه من السيدة العذراء إلى السموات ، بعدما تتم الفداء وخلص الإنسان من الموت والخطية .
عيد الكفارة
وكان هذا العيد في العهد القديم ، حيث كان يدخل رئيس الكهنة بدم الذبيحة مرة واحدة كل عام الخيمة حتى يتجاوز الحجاب إلى التابوت وينضح من دم الذبيحة ليكفر عن خطايا نفسه وخطايا الشعب ، لكن بعد موت المسيح وصلبه صار المسيح نفسه هو الذبيحة .
إذ قام المسيح بدور رئيس الكهنة ودخل إلى قدس الأقداس ليكفر عن الكهنة وعن الشعب ويجد فداء أبديا وذلك بعد صعوده إلى السموات بالجسد .
والرسالة إلى العبرانيين تطرقت إلى الحديث عن رئيس الكهنة واجتياز السموات والحجاب وكل هذه الأفكار .
رسالة العبرانيين الإصحاح الرابع أيه 14
تقول الرسالة ،"فإذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السموات ، يسوع ابن الله ، فلنتمسك بالإقرار"، والمسيح هنا ليس رئيس كهنة من الكهنة العاديين بل هو رئيس الكهنة العظيم .
ويشرح الإنجيل كيف جمع المسيح تلاميذه وصعد بهم إلى الجبل وتحدث معهم حتى رفع يديه وباركلهم ، وفيما هو يباركلهم انفرد عنهم وصعد إلى السموات وسط أجواء مليئة بالبركة ، حتى غادر الأرض واجتاز السموات ووصل إلى سماء السموات .
أبواب السماء
وكل شيء فعله السيد المسيح كان بإرادته ، لذلك أبواب السماء لم تمكن مغلقة أمامه هو ، بل كانت مغلقة في وجه الإنسان ابن الخطية ، لكن المسيح كان الله الكلمة خالق السموات والأرض ، فيقول "افتحوا أيها الرؤساء أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد .
الأقداس السماوية
وبعد موت المسيح وقيامته وصعوده أصبح الإنسان يستطيع دخول السماء ، ليعيش الراحة بعيدا عن الحزن والاكتئاب الذي استبد بالأرض بسبب الخطايا البشر ، وذلك لأنه مع المسيح ، الطريق الذي فتح له الطريق إلى السماء بموته بصعوده إلى الأقداس السماوية .
سبقنا إلى السماء
و دخل يسوع كسابق لأجلنا إلى السموات ، هكذا يقول الكتاب المقدس ، بمعنى سبقنا إلى هناك ، ...اصعد باكورتنا إلى السماء ، ونقول هذه في صلوات القداس الإلهي في عيد الصعود .
الذين يزرعون بالدموع
وهؤلاء سيفرحون في النهاية ، حيث هناك وعد الهي بالسعادة والراحة ، وهم الذين يحملون الصليب ويحتملون الألم ، وليس هؤلاء الذين يريدون راحة الجسد والفكر ويبحثون عن الشهوات ، لان الراحة الحقيقية هي الفرح بالخلاص وملكوت السموات وبالاتحاد بالمسيح .
العدو الأخير
كما يقول الكتاب "أن هذا بعدما قدم المسيح عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله ، منتظرا بعد ذلك حتى توضع أعداءه موطأ لقدميه ، وأخر عدو يبطل هو الموت .
الثقة في المسيح
إذا لنا ثقة بالدخول إلى قدس الأقداس ، بدم يسوع ندخلها بالذبيحة التي قدمها لكي يجعلنا من أبناء السموات ، المسيح مات من اجلنا .. لذلك ينبغي علينا أن نشترك في جسده ودمه ونبشر بموته ونعترف بقيامته ، والاهم أن نثق فيه .