جديد الموقع
أطالب بالغاء مادة التاريخ
اطالب بالغاء مادة التاريخ لاننا نكتشف كل يوم انها لا تقدم حقائق ثابتة وصادقة انما تحتوى على نسبة من التضليل والتزوير ذادت نسبتها كلما ذاد عمرنا واتسعت مصادر ثقافتنا أو حتى بدل من الغائها ندرسها ونتعامل معها بصورة اكثر مرونة على انها مثلا مادة (كدة وكدة) او ان الكاتب تاثر بالاحداث واضاف من خياله كى يزيد الكتاب جمالا وافضل ان تضيف الوزارة فى اول صفحات كتب التاريخ عبارة هذه الاحداث كتب تحت مسئولية الكاتب والوزارة غير مسئولة عنها.
فاذا كانت الاحداث والوقائع التى تحدث الان فى مصر ونحن شهود عيان عليها بل وبعضنا شارك فيها تضلل وتزيف امام اعيننا بمنتهى البجاحة فكيف يمكننا ان نثق فى احداث تاريخية مضى عليها عشرات ومئات بل والاف السنين
ما يحدث هذه الايام من كذب وتضليل وتزييف للوقائع ونقض للاحداث التاريخية التى درسناها جعلنى اتوقف واعيد النظر قى مدى مصداقية ما درسته فى كتب التاريخ وبدات اقتنع ان التاريخ الذى ندرسه للاسف لا يسجل وقائع حقيقية ثابته حدثت ولكنه يكتب باقلام يسجل اصحابها فقط ما يريد الحكام فى كل مرحلة تسجيله حسب اهوائهم وحسب أتجاهاتهم وحسب ما يخدم مصالحهم
واذكر لكم بعض الامثلة القريبة والتى نتذكرها جيداودعونا نتامل فيها واترك لكم الحكم بعد ذلك
1- حادثة ماسبيرو الشهيرة والتى تابعناها جميعا على الهواء مباشرة وبرغم انها موثقة بالصور والفيديو والتى استشهد فيها 27 شهيدا خمسة عشر منهم تحت عجلات المدرعات والباقين بالرصاص الحى واصيب فيها اكثر من 350 مصاب طالت احداثها ايادى التزوير والتزييف ليس بعد حدوثها بشهور او بسنوات ولكن فى لحظة حدوثها عن طريق اعلام حكومى مضلل ومحترف فى تزوير الحقائق.
2- دعونا ننسى للحظات سنة 2011 الكبيسة والخطيرة ونرجع الى سنة 2010 لو تصفحنا حتى سنة 2010 كل كتب التاريخ التى تدرس فى مراحل التعليم المختلفة والصادرة من وزارة التعليم المصرية لنجدها ممتلئة بكل ما يمجد الرئيس السابق مبارك ابتداء من تاريخه العسكرى المنضبط وحتى اول طلعة جوية وكيف فتحت باب الحرية والتى تبارى فى وصفها كل اساتذه التاريخ والعلوم العسكرية باجل واجمل الكلمات وترى صفحات اخرى تصفه بانه مؤسس مصر الحديثة وصاحب المشاريع العملاقة ومؤسس المدن الجديدة والكبارى والبنية التحتية وشبكات الطرق والاتصالات والمصانع والمشاريع .
العملاقة ويتكلمون عن عهد مبارك والنمو الاقتصادى وفرص العمل والسياحة.
ومع كل طبعة جديدة فى الكتب المدرسية الوزارية تزداد الكلمات مدحا وثناء وكان مصر لم يراسها احد عبر تاريخها مثل الرئيس مبارك
وفجاة وبقدره قادر تم حذف كل هذا من كتب العام الجديد 2011/2012 لدرجة ان احد تلاميذ المرحلة الاعدادية قال لى بدهشة ان العام الماضى كان هناك سؤال فى احدى الامتحانات يطلب من الطلبة الكتابة بالتفضيل والتوضيح عن دور حسنى مبارك العظيم فى نصر اكتوبر ودوره الرائد فى بناء مصر الحديثة والثورة العلمية والاقتصادية والطبية التى حدثت فى عهده وكيف اصبح فى عهده حرية صحافة وحرية سياسية وانتخابات نزيهة وكيف عرف الشعب معه النور بعد عصور من الظلمة والتخلف ,,,وفجاة وبعد اقل من 6 شهور وفى امتحان نهاية العام الماضى وفى نفس المدرسة ونفس المادة ونفس المدرس طلب منهم الكتابة بالتفضيل والتوضيح عن ثورة 25 يناير التى اذهلت العالم كله وكيف خلصت مصر من الطاغية وكيف خلصتنا من الظلم والهوان والمذلة وكيف اصبح الشعب المصرى حر فى بلاده وكيف تذوقنا طعم الحرية والنجاح والكرامة والعزة بعد ان كان الشعب اسير لحاكم مستبد وعميل وظالم وخائن سرق اموال الشعب وقطع الالسنة وزور الانتخابات وتاخرنا بسبب فساده عشرات السنين وعشنا معه ثلاثين عاما من الذل والقهر والفقر والمرض
تخيلوا معى مساحة عدم الثقة والاهتزاز الذى يشعر به هولاء التلاميذ تخيلوا كم الاضطراب والتشويش الذى اصاب افكارهم شخصيتهم وهى فى بداية تكوينها وتنموا يوم بعد يوم.
وكيف نطلب منهم بعد ذلك ان يثقوا فى معلومة يدرسوها او مبدا يلتزموا به وكيف تغرس فيهم المدرسة المبادى والثوابت بعد ان اصبح التضليل والتغيير وعدم الصدق ليس فقط سلوك مجتمعى يعيشوه انما اصبح منهج يتعلموه ويدرسوه ويتربوا علية فى المدارس تحت اشراف وزارة التربية والتعليم
3- وبمناسبة المدرسة والتعليم اتذكر ما تعلمته فى الصف الاول الاعدادى وفى مادة التاريخ وكان يدرسها استاذ مشهور فى المدرسة ويعتبر من اكبر المدرسين سنا واكثرهم علما وخبرة وكنا يحدثنا عن ثورة 23 يوليو المجيدة واهدافها النبيلة وكان اهم ما ندرسة عن الملك فاروق حسبما اتذكر انه المسئول عن استيراد الاسلحة الفاسدة التى سببت نكسة 1948 وكيف كان هذا الملك فاسدا مبزرا خائنا يغرق هو وحاشيته فى الترف والملذات والسهرات تاركا الشعب المصرى غارقا فى الفقر والجهل والذل وكان هذا الاستاذ يتجلى وهو يشرح لنا فساد الملك فاروق ونحن نسمعه بكل صمت وتوقير وتركيز وحكى لنا عن موقفين للملك الفاسد يعلمهم هو علم اليقين نقلا عن احد المسئولين الكبار واول هذا الموقفين ان الملك كان مولع بالنساء ويقضى معظم لياليه فى شرب الخمر والسهرات الحمراءوكان الملك يوميا ياكل خروف حيث يقوم الطهاء بالمطبخ فى القصر الملكى بطهيه لساعات طويلة وبطريقة خاصة تمكنهم من استخلاص كل القيمة الغذائية الموجودة فى الخروف فى كوب كبير "شوب" من الفيتامينات والبهاريز وكان يبرهن استاذنا على كلامه بصحة الملك القوية ووجهه .الاحمر الذى تضرب منه الدماء
- اما الموقف الاخر للملك فاروق بحسب روايه استاذى الفاضل ان الملك كان على موعد مع استقبال احدى الملكات الاوربيات التى سوف تزور مصر وكانت شديدة الجمال وكان الملك سوف يستقبلها من المطار الى القصر الملكى بعربته الملكية وقبل موعد الزيارة بايام امر الملك احد المهندسين باعاده رصف الطريق من المطار الى القصر قبل وصول الملكة بحيث يكون هناك انحدار بطول الطريق المرصوف تجعل الملكة تنحنى الى الامام طول المشوار وتقترب من صدر الملك فاروق
هذا هو كل الذى كنا نعرقه عن الملك فاروق بالاضافة الى عشرات القصص والحكايات الشعبية التى يحكيها الناس عن الملك اغلبها من نسج خيال البسطاء ويحكوها ويتداولوها ثم يصدقوها وتصبح حقيقة
الى ان فوجئنا بمسلسل الملك فاروق للكاتبة الدكتورة لميس جابر والذى انصف الملك فاروق بعد 60 عام من الظلم والتزوير وفوجئنا بوطنيته وحبه .ومشاعرة النبيلة تجاة مصر وفوجئنا بشخصية مختلفة تماما عما كنا نعرفه عن الملك فاروق.
4- بل ان التاريخ لم يكتفى فقط بالتزوير او التضليل انما وصل الى مرحلة الالغاء الكامل لفترة زمنية من التاريخ المصرى تعرف باسم التاريخ القبطى وهو مرحلة مهمة فى تاريخ مصر ابتدا من القرن الاول الميلادى واستمر لاكثر من 3 قرون واشتهر بالفن القبطى والعمارة القبطية ونبغوا المصريين وقتها فى تنظيم مواسم الزراعة حتى انه الى اليوم يعتمد الفلاحين فى مصر على التقويم والاشهر القبطية لتنظيم مواسم الزراعة
هذا هو التاريخ الذى ندرسه والذى نبنى عليه مستقبلنا ونكون منه شخيصتنا وتنمو بحسبه انطباعتنا ومشاعرنا واى تغيير او مغالطة فية تنعكس على شخصية المصريين وانا ارى ان هذا له دور كبير فى حالة عدم الثقة التى تسيطر على معظم المواطنين منذ عده سنوات فلاتجد احد يصدق كلام ووعود وخطط الحكومة او المسئولين وحدث شرخ كبير جدا بين المواطنين والحكومة بل اذداد هذا الشرخ ليتلف العلاقة بين المواطن والجهة الحكومية وبين الموظف ورئيسه فى العمل وبين الطالب واستاذه واصبح كل فرد يسلك طريقه حسب قناعته الشخصية وخسرنا تماما روح التوحد وروح الفريق
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :