شغل العديد من المناصب.. ودرس في السعودية.. وترك إرثا كبيرا في تفسير القرآن
كتب - نعيم يوسف
مع مرور ذكرى "5 يونيو" من كل عام، يتذكر المصريون ما عرف بـ"النكسة"، وما صاحبها من أحداث، وتصريحات وشخصيات، ومنهم الشيخ محمد متولى الشعراوي، الذي قال إنه "سجد لله شكرا" على هزيمة الجيش المصري فيها.
من إحدى قرى الدقهلية
من قرية "دقادوس"، في مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، ولد محمد متولي الشعراوي، في 15 أبريل عام 1911، وبدأ في حفظ القرآن صغيرا، وأتمه في سن الحادية عشر من عمره، ثم التحق بالمعهد الابتدائي الأزهري في الزقازيق، وأراد والده وأصر على إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، رغم اعتراض ابنه، ولكن هذا كان نقطة تحول كبيرة في حياته.
في جامعة الأزهر التحق بكلية اللغة العربية سنة 1937، ونظرا لمواقفه ضد الإنجليز تم اعتقاله عام 1934، وتخرج من الكلية عام 1940، وحصل بعدها على إجازة التدريس عام 1934.
دراسة.. ومناصب
عمل في المعهد الديني بطنطا، ثم المعهد الديني بالزقازيق، ثم المعهد الديني بالإسكندرية، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية ليعمل أستاذًا للشريعة في جامعة "أم القرى"، عام 1950، وعين وكيلاً لمعهد طنطا الأزهري سنة 1960م، ثم مديراً للدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف سنة 1961م، ثم مفتشاً للعلوم العربية بالأزهر الشريف 1962م، ثم مديراً لمكتب الأمام الأكبر شيخ الأزهر حسن مأمون 1964م، ثم رئيساً لبعثة الأزهر في الجزائر 1966م، ثم أستاذاً زائراً بجامعة الملك عبد العزيز بكلية الشريعة بمكة المكرمة 1970م، ثم رئيس قسم الدراسات العليا بجامعة الملك عبد العزيز 1972م، ثم وزيراً للأوقاف وشئون الأزهر بجمهورية مصر العربية 1976م، وعضواً بمجمع البحوث الإسلامية 1980م، واختير عضواً بمجلس الشورى بجمهورية مصر العربية 1980م، وعرضت علية مشيخة الأزهر وأكثر من منصب في عدد من الدول الإسلامية لكنه رفض وقرر التفرغ للدعوة الإسلامية.
جوائز
حصل "الشعراوي"، على العديد من الأوسمة والجوائز، ومنها: وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لمناسبة بلوغه سن التقاعد في 15 أبريل 1976 قبل تعيينه وزيراً للأوقاف وشئون الأزهر، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983 وعام 1988، ووسام في يوم الدعاة، والدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية، واختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي تنظمه الرابطة، وعهدت إليه بترشيح من يراهم من المحكمين في مختلف التخصصات الشرعية والعلمية، لتقويم الأبحاث الواردة إلى المؤتمر، واختارته محافظة الدقهلية شخصية المهرجان الثقافي لعام 1989 والذي تعقده كل عام لتكريم أحد أبنائها البارزين، وأعلنت المحافظة عن مسابقة لنيل جوائز تقديرية وتشجيعية، عن حياته وأعماله ودوره في الدعوة الإسلامية محلياً، ودولياً، ورصدت لها جوائز مالية ضخمة، واختارته جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم كشخصية العام الإسلامية في دورتها الأولى عام 1418 هجري الموافق 1998 م.
أشهر المفسرين.. ولكن
يعتبر "الشعراوي" أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث، وعمل على تفسير القرآن الكريم بطرق مبسطة وعامية ولقبه البعض بإمام الدعاة، وأثار الجدل بالعديد من المواقف، أشهرها ما قاله عن أنه سجد لله "شكرا"، على هزيمة مصر في نكسة عام 1967، وقال الشعراوي، مبررًا ما فعل إنه فعل ذلك لأن "مصر لم تنتصر وهي في أحضان الشيوعية فلم يفتن المصريون في دينهم"، إلا أن هذا الموقف ظل مثارًا للنقد له حتى الآن.
توفي في 17 يونيو 1998م، تاركًا ورائه إرثًا كبيرًا من التأملات والتفسيرات للقرآن الكريم، والتي ما زالت مرجعًا للكثيرين.