سليمان شفيق
يقوم 11 سياسيا من حزب المحافظين البريطاني اليوم الاثنين بإيداع أوراق ترشحهم لرئاسة الحزب وخلافة تيريزا ماي التي استقالت من منصبها. ويبدو وزير الخارجية السابق بوريس جونسون الأوفر حظا للفوز. وسيكون من بين أبرز أولوياته إنجاح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المقرر في 31 أكتوبر القادم.
يتقدم نحو عشرة سياسيين محافظين الاثنين لتسجيل ترشحهم لتولي رئاسة حزبهم وبالتالي رئاسة الحكومة البريطانية خلفا لتيريزا ماي، وعلى رأسهم وزير الخارجية السابق بوريس جونسون الذي يبدو أن لا شيء يمكن أن يوقف تقدمه على هذا الطريق، والفائز برئاسة الحزب يتولى حكما منصب رئيس الحكومة الذي يعود إلى الحزب الذي يتمتع بأغلبية برلمانية كافية ليتمكن من الحكم. وستكون مهمته الرئيسية إنجاز خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وهذا ما لم تنجح ماي في تحقيقه في الموعد الذي كان محددا في 29 مارس ، واضطرت إلى إرجائه إلى 31 أكتوبر.
وكان تسعة رجال وامرأتان قد أعلنوا رغبتهم في قيادة حزب المحافظين بدلا من تيريزا ماي التي استقالت الجمعة من مهامها على رأس الحزب، قبيل انتهاء مهلة تقديم الترشيحات
وجونسون الذي يبدو الأوفر حظا في المراهنات وهدفا للمرشحين الآخرين الذين يرون فيه خصما رئيسيا، يعد البريطانيين بمستقبل باهر للمملكة المتحدة خارج الاتحاد الأوروبي الذي يبدو أنه مستعد لخوض مواجهة معه في المفاوضات حول بريكسيت. ويهدد جونسون بعدم دفع كلفة بريكسيت، وهو مبلغ يقدر بما بين أربعين و45 مليار يورو، إذا لم يوافق الاتحاد الأوروبي على شروط أفضل لبلده.
وقال جونسون الذي يلقب "بوجو" في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" إن "أصدقاءنا وشركاءنا يجب أن يفهموا أننا سنحتفظ بالمال إلى أن نرى وضوحا أكبر بشأن الطريق الذي يجب أن نسلكه"، وبوعده بالتشدد مع الاتحاد الأوروبي وبالعمل على توحيد بلده، يقدم جونسون نفسه على أنه الرجل الوحيد القادر على منع انهيار كامل للمحافظين عبر التصدي لخصمين كبيرين لهم هما حزب بريكسيت الرابح الأكبر في الانتخابات الأوروبية، والعماليين في أكبر حزب معارض، وحزب المحافظين يواجه في الواقع صعوبة كبيرة. فقد كشف استطلاع للرأي أجراه معهد يوغوف في الخامس والسادس من يونيو ، أن الحزب الذي جاء في المرتبة الخامسة في الانتخابات الأوروبية، وهي نتيجة مهينة، لن يتجاوز في حال جرت انتخابات تشريعية، المرتبة الرابعة ولن يحصل على أكثر من 18 بالمئة من الأصوات
وبات بقاء الحزب مرتبطا بقدرة أو عدم قدرة رئيسه على تنفيذ بريكسيت بعد ثلاث سنوات على الاستفتاء الذي جرى في يونيو 2016 الذي صوت 52 بالمئة من البريطانيين فيه لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ترامب يتودد للمرشحين لرئاسة الوزراء
توقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تتوصل الولايات المتحدة إلى "اتفاق تجاري مهم للغاية" مع بريطانيا بعد بريكسيت وذلك خلال لقائه الثلاثاء الماضي مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي في لندن. وقلل الرئيس الأمريكي من حجم المظاهرات الصاخبة التي خرجت للاحتجاج على زيارته لبريطانيا ووصفها "بالأخبار المضللة".
وقال ترامب في المؤتمر الصحفي الذي عقدة الاسبوع الماضي اثناء زيارتة لبريطانيا :"أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق تجاري مهم للغاية. سيكون اتفاقًا منصفًا جداً. نريد إنجازه وسننجزه،
وسعى الرئيس الأمريكي في اليوم الثاني من زيارة دولة يقوم بها لبريطانيا إلى التقرّب من مرشّحين لخلافة ماي. وأجرى محادثة هاتفية "ودية وبناءة" لمدة 20 دقيقة مع وزير الخارجية السابق بوريس جونسون، بحسب ما أفاد مصدر مقرّب من جونسون. ولم يصدر البيت الأبيض أي تأكيد للقاء أو للمحادثة الهاتفية مع جونسون.
كذلك سعى ترامب إلى التقرّب من وزير البيئة مايكل غوف، أحد أبرز المرشّحين لخلافة ماي، بحسب ما أعلن مصدر مقرّب من الوزير
وفي المؤتمر الصحافي، امتنع ترامب عن دعم مرشّح محدد. وقال "أعرف بوريس، إنه يعجبني منذ فترة طويلة. أعتقد أنه سيؤدي عملا جيدا جدا". وتابع ترامب متوجها بالحديث إلى وزير الخارجية جيريمي هانت، الذي يُعتبر أيضا أحد أبرز المرشّحين لخلافة ماي "أنا أعرف جيريمي، أعتقد أنه سيؤدي عملا جيدا جدا".
وأضاف الرئيس الأمريكي متوجّها بالسؤال إلى هانت "أنا لا أعرف مايكل. هل سيؤدي عملا جيدا جدا؟". وكان غوف قد أجرى مقابلة مع ترامب لصالح صحيفة "ذا تايمز" البريطانية في يناير 2017، بعيد توليه الرئاسة الأمريكية.
لكن ترامب أعلن أنه رفض طلب زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن اللقاء معه، نافيا قيام تظاهرات حاشدة ضدّه ومنتقدا كوربن الذي دعا لاحتجاجات ضد زيارته لبريطانيا