محطات من حياة "لينين الرملي" أعظم من كتب للمسرح .. رفض تغير اسمه المسيحي إرضاء للمجتمع

من أعظم من كتب للمسرح في مصر ، يستطيع أن يضحكك ويبكيك في الوقت ذاته ، بسبب حسه الكوميدي الحزين ، وأسلوبه الفريد في نقد الإنسان وفقره وحياته السياسية ورغباته .. كون مع محمد صبحي ثنائيا جميلا حيث قدما معا عددا كبيرا من المسرحيات الناجحة ، خلال السطور التالية نستعرض ابرز المحطات في حياة لينين الرملي .

 

ولد لينين فتحي عبد الله فكري الرملي في 18 أغسطس عام  1945 بمحافظة القاهرة، وما أن انقضت سنوات الطفولة واصبا يافعا ، حتى أبصرت عينه المسرح والسينما .. ساعده انفتاح القاهرة في هذا الوقت على الأعمال الفنية العالمية ، على أن يشاهد ويرى العديد من الأعمال الفنية التي كان لها دور بارز في إقدامه على الكتابة .

أصاب الرملي نجاحا كبيرا في المسرح ، بسبب أسلوبه الذي ميزه عن غيره ... حيث وأنت تشاهد مسرحه تدرك منذ الوهلة الأولى انك أمام مسرح كوميدي ، تلك حقيقة ومن ينكرها جاحد ، لكنك ستخرج في النهاية بعد انتهاء العرض مشحون بالكوميديا والدراما ، وهذا هو مسرح الرملي .

لا تتوقف الخطوط الدرامية للشخصيات في أعماله ،هو لا يؤمن بذلك ، بل تتصاعد وتتصاعد حتى تبلغ من الذروة أشدها ، بمعنى تكشف الشخصيات عن دواخلها ودوافع اتجاهها طوال الوقت ، ولكن دون أن تفقد أسلوبها الكوميدي ، ويعد هذا الأسلوب من أصعب أنواع الكتابة المسرحية ، وهو أن تجعل الضحك والدراما على نفس الخط ، دون أن تغلب كفة الدراما على العمل فتحوله لعمل تراجيدي .

دائما ما أدرك الرملي أن الفن الحقيقي هو الذي يعتمد على البساطة ، ولا يتفلسف على المشاهد بكيفية فجة باعتباره تلميذ غبي ... واستمد الرملي إلهامه من المواطنين البسطاء ، وأحلامهم ورغباتهم ، ونجح أن يعبر عنهم وعن مشاكلهم ، حتى احتل اسمه واجهة المشهد المسرحي مع محمد صبحي .

اعتقد ملايين المصريين أن الرملي مسيحي بسبب اسم ( لينين)، وفي الحقيقة يعتنق الرملي الدين الإسلامي ، دين والده وأمه ، والسبب في تسميته بهذا الاسم هو والده الصحفي فتحي الرملي ، الذي كان معجب بشخصية الزعيم الشيوعي فلاديمير لينين.

وكان تعرض الرملي الصغير وهو في المدرسة لموقف غريب مع مدرسه ، الذي كان يشك فيه ويظنه مسيحيا بسبب اسمه ، فطلب منه قراءه الفاتحة .

 

وصرح لينين في إحدى الندوات إنه رفض تغيير اسمه ، لأنه من المستحيل أن يقدم على فعل ذلك من اجل إرضاء المجتمع .

 

ورغم شهرة ونجاح هذا الثنائي ، إلا أن الخلافات استبدت بمسرحهم ، بعد خروج محمد صبحي عن النص ، الأمر الذي رفضه الرملي حيث قال وقتها أن صبحي يحب الخروج عن النص وفعل ذلك أكثر من مرة  .

 

وبعدها أعلن الرملي انه لن يجمعه عمل مع صبحي مرة أخرى ، لأنه لا يحترم الكاتب ويفرض وجه نظره على الموضوع المسرحي، رغم علمه أن ذلك الفعل سيغضب كاتب المسرحية .

 

تخاريف ، انتهى الدرس يا غبي، أهلا يا بكوات، وداعا يا بكوات، عفريت لكل مواطن، الشيء، الكابوس، سعدون المجنون، بالعربي الفصيح، وجهة نظر، الهمجي، انا وشيطاني، الحادثة، سكة السلامة ، سك على بناتك، أعقل يا دكتور .

 

وقدم الرملي عددا من الأفلام السينمائية ومنها : 

 

العميل رقم 13، الإرهابي بطولة الفنان عادل أمام، بخيت وعديلة 1 و2، البداية .

 

وتعرض الرملي لوعكة صحية نقل على إثرها المستشفى، وقال الكاتب صلاح منتصر في مقال رأي ، أن الرملي دخل في زوايا النسيان، وإنه يعاني المرض، منذ سنوات، ويرقد صامتا في أحد المستشفيات.

 

وردت الكاتبة فاطمة المعدول زوجة "الرملي"، عبر صفحتها الشخصية على فيسبوك: "كانت مفاجأة أن أقرأ هذا المقال الرقيق الذي كتبه الأستاذ الكبير صلاح منتصر عن لينين الرملي ومرضه".

 

وأضافت "تفاجأت أكثر من ردود الفعل التي تتهم الحكومة بالتقصير في علاجه، والحقيقة أن الدولة لم تقصر لأنني أنا وأولاده لم نطلب علاجا على نفقة الدولة ولم نعلن عن مرضه، وهذا تنفيذا لوصيته، وأشكر كل من كتب وتمنى له الشفاء".