كتبت – أماني موسى
قال حسين العباسي الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل، الحائز على جائزة نوبل للسلام بالمشاركة مع شخصيات أخرى، أن تونس أول بلد عربية بدأ فيها الربيع العربي، وذلك بمشاركة عدد من القطاعات والشباب وبمشاركة الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي يعد أكبر منظمة نقابية في تونس.
وأضاف العباسي، في لقاءه عبر قناة RT، أن منظمة الإتحاد العام التونسي للشغل ليست منظمة كبيرة من حيث الحجم فقط، بل أيضًا بتاريخها النضالي الكبير، حيث تأسست عام 1946 وقت الاستعمار الفرنسي لتونس، ومؤسسها وقع اغتياله في 5 ديسمبر عام 1952، أي بعد ما يقرب من 6 سنوات منذ رئاسته للمنظمة.
موضحًا أن اغتياله وقع بسبب نشاطه الوطني والسياسي المعادي للاحتلال الفرنسي والمدافع عن المصالح الاقتصادية والاجتماعية للوزراء في تونس.
وشدد أن منظمة الاتحاد العام التونسي للشغل كانت دائمًا حاضرة في أهم المحطات النضالية التي شهدتها تونس، وكانت دائمًا متأهبة وتلتقط اللحظات التي يمكن أن تغير الواقع للأفضل.
جاء تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل، بعد فشل محاولتين سابقتين لتأسيس منظمة نقابية وطنية هما جامعة عموم العملة التونسية الأولى في العشرينات ثم الثانية في الثلاثينات.
وقد بقي الاتحاد هو المنظمة النقابية الوحيدة على الساحة التونسية بعد الاستقلال رغم محاولات للخروج عليها وتأسيس منظمات أخرى هي: الاتحاد التونسي للشغل في الخمسينات والاتحاد الوطني التونسي للشغل في الثمانينات، والجامعة العامة التونسية للشغل عام 2006.
جدير بالذكر أن الاتحاد هو أحد مكونات رباعي الحوار الوطني الذي تحصل على جائزة نوبل للسلام في 2015 لنجاحه في الخروج بتونس من أزمتها السياسية عبر الحوار الوطني والتوصل للمصادقة على دستور تونس 2014 وتنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية.
وأضاف العباسي، بعد نجاح الثورة في تونس امتدت إلى مصر، ثم انتقلت إلى سوريا، ثم ليبيا، واليمن والبحرين، ولكن سرعان ما انطفأت هذه الثورات التي قامت هذه البلدان وخلفت عدد كبير من الشهداء، ولكن في تونس كان الشهداء أقل بكثير من الدول الأخرى، إلى أن تحولت هذه الثورات إلى اقتتال داخلي ونعرات داخلية بين الأحزاب والقوى السياسية، وأخذ كل حزب وكل طرف يبحث عن ليلاه.
وتابع، لكن بعد تدهور الأوضاع بمعظم هذه البلدان التي شهدت الربيع العربي، كان لا بد من الحذر والحيطة مما رأيناه يقع بالدول الأخرى حتى لا تقع كارثة أيضًا بالنسبة لتونس، فالاقتتال لن يؤدي إلا إلى خراب كامل، ولذا دعوناهم إلى مائدة الحوار، هل تريدون أن تحكموا بلد؟ انظروا إلى الصومال؟ فهي بلد لا يوجد بها ثروات أو بنية تحتية، وعليه خرجت مبادرتنا لنبذ العنف من قبل الاتحاد العام التونسي للشغل، وبالفعل نجحنا في لم الشمل، والحد من العمليات الإرهابية.
وتوقع النابلسي فوز حزب النهضة بالانتخابات التونسية.