الأقباط متحدون | يا فخامة المخلوع: اللى خلف ما ماتش
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٤٣ | الجمعة ١١ نوفمبر ٢٠١١ | ٣٠ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٧٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

يا فخامة المخلوع: اللى خلف ما ماتش

الجمعة ١١ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: د. صبري فوزي جوهرة
اكدت مذبحة ماسبيروفى التاسع من اكتوبرحقائق انتقلت من مجالات الشك الى حيز اليقين. الدولة تضطهد الاقباط و تتعمد قتلهم دون ايه من فئات المعارضة الاخرى. ذلك لان الحكام الجدد يتبعون مخططا يرمى الى انهاء الوجود القبطى فى البلاد . حقيقة اخرى وضحت هى مساندة الولايات المتحدة التامة للجماعة الحاكمة فى مصر. اما الحديث عن حقوق الانسان و كرامته و عن الحرية, و هى الدعائم التى قامت عليها الولايات المتحدة ذاتها, فليست سوى فض مجالس لم تحظى عقب هذه المذبحة الفاصلة فى تاريخ مصر حتى بكام كلمة فارغه من مكتب السيد حسين اوباما
وضح كذلك الان انه من المؤكد ان العسكر يصرون على الاستمرارفى حكم مصر. ولما كانت ارادة الشعب تعارض هذا المصيرالبائس بشدة بعد تجربة1952 المريرة و ما تبعها من كوارث, فقد فطن العسكر الى هذا الامر فلجأوا الى مناورة معروفة وهى تقديم "ماريونيت" على مسرح الحكم و التحكم فيه من خلف الستار. ووقع خيارهم على جماعات الاسلام السياسى لتنفيذ هذا المخطط غير الشريف.

. . فمنذ تعثر قدر البلاد و تولوا امورها, ما برح العسكر يغازلون تلك القوى النافقة المنافقة لاسباب عدة منها سهولة تقبل السواد الاعظم من الشعب لها لدروشته (التى يقال عنها انها خلقية- كونجينيتال) والتى ازداد سعيرها على مدى عقود الانحدار الستة الماضية و استعداده الساذج لتقبل كل ما صبغ بصبغة الدين, اضف الى ذلك سيطرة هذه القوى المتطلعة للقفزعلى كراسى الحكم منذ اوائل القرن الماضى على عقول العامة و طبقات الشعب الكادحة بما تلقى له من الحديث عن الجنة التى سيخلقها "الدين" عندما يطبقون صحيحه, الى جانب الالقاء ببطانية هنا و زجاجة زيت هناك. ثم هناك ايضا ميول بعض العسكر الدينيه المتأصلة المسبقة قبل مشاركتهم فى حكم مصر, تتكاتف هذه العوامل لتجعل من التحالف بين العسكر و اصحاب اللحى امرا مقضيا. هناك اذن عسكر لن يتركوا السلطة و لا بالطبل البلدى, و امامهم جيش عرمرم من الدمى الجذابة للعامة و المتمثلة فى الاسلاميين الذين يحجبون عن الشعب المخدوع هوية المحرك الفعلى خلف الستار بينما يتعايشون معهم ما دام الجميع مدلدلين رجليهم على كراسى الحكم المغرية (من الغراء و الاغراء).

و يقف على بعد الاف الاميال العم سام يحرك العسكر بالرموت كنترول و يقود هذا التجمع شديد النشاز. فالعسكر على علم تام بهوية من يضمن قبضتهم على زمام السيطرة. و لذلك تراهم مهادنين لاسرائيل ربيبة السادة الامريكان الى حدود ما كانت تتقبلها جموع ميدان التحرير بالرضا. الغاز ما زال ينساب فى انابيبه و شاليط عاد لبلاده بعد عدة جولات من ال"ستوب اند جو" فى الماضى, ومغامرى حماس جرى شجبهم و ايقاف صواريخ العيد بتاعتهم سريعا و "اسطول الحرية" المرسل لتخفيف ما يقال عن معانه سكان قطاع غزة من تجبر اسرائيل قد "اتجرجر" لميناء اسرائيلى و احتجز كافة افراد طاقمه دون ان ينبت عسكر مصر ببنت شفه و لا حتى "زمجره على خفيف", و كيف يكون هذا و مصر تتحكم من جانبها فى حدودها مع غزه, ولو خلصت نية العسكرفى رفع الضنك عن الغزاويين لفتحوا لهم المعابر و الابواب, و لكن اليس فى ذلك مايغضب واشنطون؟ يبقى يلاش منه.

العسكر يتبعون سياسات المعزول الى آخر حرف: الطاعة التامة لواشنطون و الا...
وماذا عن الاقباط فى هذه الدوامة؟ اتبع الاقباط تكتيك التقهقر و الشرنقة داخل مخابئهم و اديرتهم و كنائسهم خلال فترات انحدار مصر على مدى اربعة عشر قرن من الزمان. كان هذا فى زمن مغاير اما اليوم, فلعلهم يحظون باعتراف و انصاف التاريخ عندما تعزى اليهم و الى ضحاياهم بحق اولى خلجات ثورة25 يناير. لقد تفهموا بحسهم و حدسهم معنى دهس شبابهم بمدرعات جيش يمدونه الاموال و الارواح لحماية الوطن, فاذا به يترك الاعداء و يصوب رصاصاته الى قلوبم. عندئذ انتهى التقهقر و الانكماش و خرج القبط يناشدون كل قوى التحضر و العدالة فى العالم ان تنظر الى ما يؤشر الي مصيرهم فى بلادهم. وكان هذا للاسف هو فى واقع الامر سلاحهم الوحيد امام طغيان عسكر مصر و تجاهل الولايات المتحدة مدعية حمل لواء الحرية و العدالة فى العالم لمأساتهم بل و تآمرها عليهم بتبنيها لعسكر يدهسون اجسادهم بجنازيرها, و باعلانها المبين بالاستعداد للتعاون مع من يجلبه العسكر من زبانيه "منتخبين" يكملون مخطط القضاء عليهم فى مصر.
لا يريد الاقباط التدخل العسكرى الخارجى فى بلادهم. و يرجع ذلك الى يقينهم ان فى ذلك تحطيم مصر بكل من فبها و ما فيها, ولهم و للجميع فى العراق مثال حى على هذاالخراب. هذا بالاضافة الى ان الولايات المتحدة خاصة لا تعطى حماية الاقباط شرو نقير خاصة و انها غير مستعدة لمغامرة عسكرية اخرى و هى ما زالت تسعى للتملص من مستنقع افانستان و ما صدقت تطلع من العراق بعد ان جابت خبره! هذا بالطبع الى جانب ان العسكر يتحكمون تماما فى كل مقدرات مصر و لن يكون الاطاحه بهم بالامر الهين خاصة و انهم ربما يتمتعون بمساندة اصدقاء خارجيين لا شك فى انهم سيعملون للابقاء علىهم. و لعل الموقف فى سوريا و الابتعاد عن التخل المباشر الى الان يمثل كافة هذه المعطيات العملية. و لكن و بالرغم من هذا, فان تأزمت امور مصر الى حدود المجازر و المذابح فلن يمكث العالم بلا حراك. فمصر دولة محورية لسلام الشرق الاوسط و جنوب اوروبا و تسيطر على البحر الاحمر بكامله و لها وقع ملحوظ على استقرار الامور فى شرق البحر المتوسط على أقل تقدير. و من المجدى ان نتذكر ان القوى العالمية قد تعاملت بنجاح فى الماضى لانهاء ازمتين مشابهتين على الاقل لصالح الجانب الاضعف المعتدى عليه كما حدث عندما اجبرت اندونيسيا على التراجع و الكف عن محاولة ابتلاع دولة شرق تيمور ذات الاقلية المسيحية, كذلك التدخل السافر فى بقايا يوغوسلافيا لصالح البوسنه ضد اعتداء الصرب.

على الاقباط الاستمرار و المثابرة فى عرض قضيتهم على العالم و التعبير السلمى القوى داخل مصر و خارجها عما يقلقهم و عما يعانون, ذلك الى جانب المساهمة الفعالة بكل طاقاتهم فى تحقيق اهداف ثورة 25 يناير و الاستعانة و قبول مساعدات كافه قوى التحضر و العدالة فى العالم للحفاظ على وجود كريم فى وطن عزيز.

احوال مصر عامة و الاقباط خاصة اصبحت اسوأ مما كانت عليه تحت حكم حسنى مبارك. العسكر لا يريدون التخلى عن الحكم المباشر او غير المباشر, ناهيك عن اخضاعهم للاشراف المدنى كما هو الحال فى البلاد التى تنعم بنظم سياسيه ديموقراطيه سليمه لما فى ذلك من كشف الخلل الخفى فى مؤسسة يقال عنها انها كانت افسد دعائم الدولة تحت حكم مبارك و من سبقه من ديكتاتورات . الولايات المتحدة سعيدة بخلفاء حسنى مبارك و تقف ورائهم متغاضيه عن كل فشل و اجرام "بيلغوصوا" فيه و بالتالى فهى مستعدة لقبول ما يشبه الحكم الايرانى فى مصر ما دام هذا ما "يريح" العسكر و يوفر عليهم "مناكفات" القوى المخلصة المتطلعة للحرية و العدالة و التقدم و ليس مجرد المشاركة فى الحكم باى ثمن. لن يحيد العسكر قيد انمله عن الخطوط التى تضعهاا لهم الولايات المتحدة, فهم يعلمون انهم ان فعلوا ستكون فى ذلك نهايتهم و انهم سيلقون بعد سقوطهم مصيرا ربما كان اكثر ظلاما من مصير معلمهم حسنى مبارك.
بذمتكم فيه حد يقدر يقول لى ايه الفرق بين حكم مبارك و حكم طنطاوى و شركاه غير ان الاخير ازفت؟ ما فيش اجابه...

يبقى يا فخامة الرئيس المخلوع زأطط بالعسكر "نقاوتك" فما زالوا يعملون معاولهم لهدم مصربناء على توجيهات سيدتكم قبل ما تنزاح ما دام فى ذلك ثباتهم على كراسى الحكم وهم فى ذلك يقتدون بمثلكم غير الكريم: حقيقى اللى خلف ما ماتش




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :