هاجم رجال الدين بشدة.. واستخدم القصص القصيرة للنقد
كتب - نعيم يوسف
تناول الكاتب مؤمن سلام، في أحد الندوات التي تتحدث عن "العلمانية والعدالة الاجتماعية عند فرح انطون"، فلسفة هذا الكاتب التنويري وأسلوبه وتأثيره من خلال كتاباته.
من هو فرح أنطون
فرح أنطون يعتبر أحد رواد التنوير في أوائل القرن العشرين لبناني بالميلاد في عام 1874 ومصري بالهجرة والوفاة عام 1932. مثل غيرة من هذا الجيل التنويري أدرك حجم الماساة التى تقع فيها البلاد الخاضعة للامبراطورية العثمانية في هذا الوقت وراح يبحث عن الطريق للخروج من هذا النفق المظلم فألف الكتب والروايات والمسرحيات وأنشأ جريدة الجامعة ليعبر بها عن افكاره من أجل النهضة.
أول من كتب بالعربية
وقال "سلام"، إن فرح أنطون هو أول من كتب باللغة العربية بشكل واضح وصريح، وأسس للعلمانية، ومن المفارقات إنه جاء لمصر على نفس المركب التي جاء عليها رشيد رضا، والذي أصبح أستاذا لحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين.
جيل من التنوير
وأشار إلى أن فرح أنطون قليل في كتابة الكتب، ولكه جيله كان معتمدا على كتابة المقالات والكتب المترجمة، مشيرا إلى أن هناك 5 كتب له متاحين على الانترنت بصيغة "بي دي إف"، وهو مثل جميع أعلام التنوير اتفقوا على ضرورة النهوض بالبلاد، ولكنهم اختلفوا في الطريقة.
قضيتين
ولفت إلى أن "أنطون"، اختار قضيتين كان يعمل عليهما، أولهما العلمانية والثانية هي الاشتراكية، موضحا أنه كان علمانيا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ولكنه كان أقرب إلى الاشتراكية الديمقراطية، أو أقرب إلى العدالة الاجتماعية.
شكل قصصي
وأوضح أن "أنطون"، كان يكتب كتاب ثقافي بشكل قصصي، بدلا من النقد المباشر، حيث كان يهاجم رجال الدين، وكان يضع النقد في إطار حبكة قصصية، موضحا أنه في قصة "أورشليم الجديدة"، تدور أحداثها في إطار عشية دخول عمر بن الخطاب للقدس، ويتناول فيها علاقة المسيحيين واليهود، وبها نقد شديد للقيادات الدينية الكنسية، يعرض تحذير لعمر بن الخطاب لكي لا يقع الإسلام فيما وقعت فيه المسيحية من أخطاء، إلا أنه في النهاية يموت الجميع، مشددًا على أنه لا يميل للنهايات الرومانسية.