سليمان شفيق
الامم المتحدة ترفض الحضور والبنك والصندوق الدوليين سيحضران
أعلن مسؤولون أمريكيون أن مصر والأردن والمغرب أبلغت الإدارة الأمريكية اعتزامها حضور مؤتمر المنامة الذي ترعاه واشنطن هذا الشهر، والذي سيبحث مقترحات لدعم الاقتصاد الفلسطيني في إطار خطة سلام اعتبرها مسؤولون فلسطينيون جزءا من "صفقة القرن" المثيرة للجدل، جاء ذلك بعد ان اكد مسؤولون أمريكيون أن مصر والأردن والمغرب قد أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتزامها حضور مؤتمر ترعاه واشنطن في البحرين هذا الشهر، بشأن مقترحات لدعم الاقتصاد الفلسطيني في إطار خطة سلام تستعد الولايات المتحدة لطرحها، وتنطوي مشاركة مصر والأردن على أهمية خاصة على اعتبار أنهما تاريخيا طرفان رئيسيان في جهود السلام الإسرائيلية الفلسطينية، والدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان أبرمتا معاهدة سلام مع تل أبيب.
وسبق أن أكدت السعودية وقطر والإمارات حضورها وفقا لما أعلنه مسؤول بالبيت الأبيض. لكن لم يتضح مستوى تمثيل تلك الدول
وكانت الأمم المتحدة أعلنت سابقا أنها لن تشارك في المؤتمر، حسبما أعلن ناطق باسم المنظمة الدولية فرحان حق أواخر مايو ، مشيرا إلى أنه "في هذه المرحلة، لم أبلغ بحضور أي شخص" المؤتمر الذي سينعقد يومي 25 و26 يونيو. لكن تعتزم مؤسسات مالية دولية، ومنها صندوق النقد والبنك الدوليان، الحضور أيضا. وأعربت الحكومة الفلسطينية عن أسفها لإعلان دول عربية حضورها مؤتمر البحرين، ومن جهة اخري أعلن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أن لبنان لن يشارك في ورشة البحرين "لأن الفلسطينيين لن يشاركوا فيها"، وقال باسيل "نفضل أن تكون لدينا فكرة واضحة عن الخطة المطروحة للسلام حيث إننا لم نُستشر بشأنها ولم نُبلغ بها".
المقاطعة الفلسطينية
كما قرر زعماء المنظمات الفلسطينية جميعا مقاطعة المؤتمر، ما أثار الشكوك بشأن فرص نجاحه. وهم ينأون بأنفسهم عن جهد دبلوماسي أمريكي أوسع للسلام يطلق عليه ترامب "صفقة القرن"، ويرجح الفلسطينيون أن يكون منحازا بشدة لصالح تل أبيب وأن يحرمهم من إقامة دولتهم المنشودة.
وكتب صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في خطاب يحمل تاريخ العاشر من يونيو ، موجه لدبلوماسيين أجانب على الأراضي الفلسطينية، قائلا إن حضور الفلسطينيين مؤتمر المنامة سيستغل لإضفاء الشرعية على المبادرة التي قال إنها تهدف إلى حرمانهم من حقوقهم، وعلى الرغم من ذلك يواصل مستشار البيت الأبيض غاريد كوشنر، صهر ترامب، وأحد المخططين الرئيسيين لخطة السلام تلك، الترتيبات الخاصة باجتماع البحرين، حيث من المتوقع أن يتم الكشف عن الشق الاقتصادي من خطة السلام باعتباره الخطوة الأولى منها، كما قال المسؤولون الأمريكيون إنهم وجهوا الدعوة لوزراء الاقتصاد والمالية وكذلك لكبار قطاع الأعمال بالمنطقة والعالم للمشاركة وبحث الاستثمار في الاقتصاد الفلسطيني المتعثر بقطاع غزة والضفة الغربية.
ولم يكشف بعد عن توقيت المرحلة الثانية من المبادرة الأمريكية، والتي ستشهد طرح مقترحات لحل القضايا السياسية الشائكة التي تقع في لب أعقد صراع في منطقة الشرق الأوسط، وأكد عريقات أن "من يريد الدفاع عن مصالح الشعب الفلسطيني عليه أن يدعم موقف الإجماع الفلسطيني ممثلا بموقف الرئيس محمود عباس، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والفصائل والحركات الفلسطينية كافة والشخصيات الوطنية والقطاع الخاص".
وأعرب عريقات عن شكره العميق لموقف الإجماع الدولي في مجلس الأمن، الذي عارض مواقف الإدارة الأمريكية تجاه محاولات إسقاط حل الدولتين على حدود 1967، وقضايا القدس، واللاجئين، والاستيطان، والحدود.
وقال عريقات في بيان إن "منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لم تفوض أحدا للحديث باسمها، ولا نريد أن نزايد على أحد أو ننتقص من مصالح أحد".
وأضاف عريقات "لكن على ضوء قرارات الإدارة الأمريكية، قررنا عدم المشاركة في المؤتمر الذي اقترحت الإدارة الأمريكية عقده في المنامة بأي شكل من الأشكال".
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أعلن أول أمس الاثنين، أنه لم يتم التشاور مع الفلسطينيين بشأن ورشة ستعقدها الولايات المتحدة الأمريكية في البحرين الشهر المقبل، لبحث الاستثمار الدولي في الأراضي الفلسطينية.
وأعُلن في واشنطن والمنامة الأحد الماضي أن الشق الاقتصادي من خطة السلام الأمريكية المعروفة باسم “صفقة القرن” سيُطلق الشهر المقبل.
وجاء في بيان مشترك أن البحرين ستستضيف بالشراكة مع الولايات المتحدة ورشة عمل للتشجيع على الاستثمار في المناطق الفلسطينية، بمشاركة مسؤولين سياسيين ورجال أعمال في الخامس والعشرين والسادس والعشرين من يونيو القادم.
يشار إلى أن الفلسطينيين أوقفوا اتصالاتهم السياسية مع الإدارة الأمريكية منذ اعترافها في ديسمبر 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل، ويطالبون منذ ذلك الوقت بآلية دولية متعددة الأطراف لرعاية مفاوضات السلام مع إسرائيل.
من المعروف ان الدول التي ابرمت معاهدات سلام مع اسرائيل كما تقول وكالة "رويترز" إن مشاركة مصر والأردن في مؤتمر المنامة تعتبر مهمة على نحو خاص لأنهما تاريخياً طرفان رئيسيان في جهود السلام الإسرائيلية – الفلسطينية.
من المعروف ان مصر سبق ان رفضت صفقة القرن في اكثر من مجال ولكن حضورها لا يعني سوي تأكيد علي سعيها من أجل السلام منذ توقيع معاهدة السلام 1978 .