الأقباط متحدون | الفنان "داوستاشي": الثورة قامت لتغيّر نظام حكم فاسد وستستمر حتى تحقق جميع مطالبها
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٣٦ | السبت ١٢ نوفمبر ٢٠١١ | ١ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٧٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الفنان "داوستاشي": الثورة قامت لتغيّر نظام حكم فاسد وستستمر حتى تحقق جميع مطالبها

السبت ١٢ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

كتبت: ميرفت عياد
"إن الفن هو تعبير عن فكر الفنان وأحاسيسه، والفنان المبدع يستطيع بعمله الإبداعي أن يجسِّد المشاعر المتباينة، ويوثِّق الأحداث بصورة لا يمحوها الزمن".. من هذا المنطلق، أقام الفنان التشكيلي "عصمت داوستاشي" معرض فن تشكيلى تحت عنوان "قبل وبعد الثورة"، وذلك بمركز "محمود سعيد" للمتاحف، ليعبِّر بحس صادق ورؤية فنية متميزة عن الثورة المصرية والمتغيرات العديدة التي واكباتها، ثابرًا أغوار الشخصية المصرية، من خلال مزج الألوان الساخنة بالباردة، لتوحي بالأمل والتفاؤل أهم سمات الإنسان المصري.

 

إحباطات الثورة
ينقسم المعرض إلي جزئين، يضم الأول حوالي (35) لوحة من التصوير الزيتي على القماش والخشب، جسَّد من خلالها أحداث الثورة، منها: "شهداء الثورة ـ تحية الشهيدـ موقعة الجمل- إحباطات الثورة- مصر الحزينة- وجمعة الغضب... وغيرها من أحداث مرت بها الثورة، أما الجزء الثاني فهو عبارة عن (30) لوحة من التصوير الزيتي، يتضح من خلالها الحضور الأنثوي الجميل ليضفي على العمل حالة من الحنان والدفء.

 

متحف الفن المصري الحديث
ومن جانبه، أعرب "عرفات أحمد"- مدير عام العلاقات العامة والإعلام بقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة- عن إعجابه بأعمال "داوستاشي" التى يقتني جزءًا كبيرًا منها متحف كلية الفنون الجميلة ومتحف الفن المصري الحديث، حيث أن له أكثر من ستين معرضًا منذ عام 1962، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وحصل على العديد من الجوائز، وكانت الأولى عام 1962 في معرض "اتحاد طلاب الإسكندرية" عن لوحة تصوير زيتي بعنوان "في انتظار الفرج"، وجائزة "بيكاسو ميرو" من المركز الثقافي الأسباني، وجائزة "راديو فرنسا الدولي بباريس" عن تصميم إعلان إفريقيا 1988.

 

توريث الحكم
ومن ناحية اخرى، أصدر الفنان "عصمت داوستاشي" العدد السابع من كتابه السنوي (معرض× كتاب)، والذي واظب على إصداره منذ عام 2005 في نفس التاريخ، اعتراضًا على المادة (76) من الدستور، والتي تم تعديلها آنذاك لتسمح بتوريث الحكم، حيث قام بالإفصاح عن رأيه بشجاعة دون خوف أو تردد، متمردًا على الكثير من الأوضاع السلبية والفساد السياسي الذي ساد حكم الرئيس السابق "حسني مبارك"، فجاء الجزء الأول تحت عنوان "إبداعات × لون أسود"، يضم بين دفتيه (32) صفحة، كلها سوداء خالية من أي كتابة أو صور، وكتب الفنان على ظهر غلاف الكتاب يقول "اليوم انطفأت الشموع وحل الظلام.. ولا أدري حين تضاء الحياة مرة أخري أين سنكون؟.. فمعذرة إن جاءت أعمالي في هذا الكتاب سوداء".

 

بر مصر المحروسة
وحمل الجزء الثاني من الكتاب عنوان "صور× بر مصر المحروسة"، جاءت صفحاته كلها حمراء، إشارة إلى أن الثورة هي الطريق الوحيد للتغيير، حيث كتب على ظهر الكتاب "معرضي هذا يصور بر مصر المنكوب بالعشوائيات والطائفية والفقر والفساد والأوبئة والفتن والبلطجة.. إنه إبداع تراكمات تاريخية عريقة في الحكم العبثي لفراعنة العصر الحديث"، وجاء الجزء الثالث من الكتاب يحمل ورقًا أبيض اللون، والجزء الرابع من ورق "اللحمة"، وقام الفنان بتجميعه يدويًا، وفي الجزء الخامس، والذي تزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي أوباما إلى "مصر"، وإلقاء خطابه الشهير بالجامعة، فقام بنشر الكتاب من خلال الإنترنت ولم يطبعه، كما لم يطبع الجزء السادس، فكلاهما صدر في الهواء تعبيرًا عن حالة البلاد المتردية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية.

 

ثورة 25 يناير مستمرة
وصدر الجزء السابع من سلسلة الكتاب هذا العام تحت عنوان "ثورة 25 يناير 2011 مستمرة"، وضم العديد من اللوحات التى رسمها الفنان "عصمت" خلال الأيام الأولى للثورة من خلال تفاعله مع الأحداث، كما أنه أهدى هذا الجزء إلى شهداء الثورة وابنه الذي أُصيب خلال جمعة الغضب بخمسين طلقة مطاطية في جميع أنحاء جسده، وأصيب مرة أخرى يوم 3 مارس أمام مبنى أمن الدولة، حيث اخترقت رصاصة حية صدره لتخرج من ظهره، ولكن كتب الله له النجاة، لهذا صمَّم صفحات هذا الجزء باللون الأخضر رمزًا للنماء، ولوادي "مصر" الخصيب الذي نعيش فيه، وللمستقبل الذي ننشده، تاركًا العديد من الصفحات الخالية ليكتب مقتني الكتاب ذكرياته أو يرسم لوحات عن رؤيته الخاصة للثورة.

 

نظام حكم فاسد
وأوضح الفنان "داوستاشي" من خلال الجزء السابع من الكتاب، أن الثورة المصرية تمثل انتفاضة شعب هب من مرقده ليغيِّر نظام حكم فاسد، أزكمت رائحته الأنوف، انتفاضة حركت جماهير الشعب بطوائفه المختلفة والمتعددة فسطع نور جديد، أزاح رموز الفساد والانتهازية، ودبت الحياة في عروق كادت أن تجف، جاءت الثورة لتحطم حاجز الخوف من السلطة الطاغية المستبدة، ومن عصابة المافيا التي سرقت "مصر" عقودًا من الزمن الحزين، لهذا سوف تستمر الثورة حتى تحقَّق جميع مطالب الشعب كاملة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :