كتبت – أماني موسى
تحدث البابا تواضروس في الجلسة الختامية للمجمع المقدس عن "رحلة الاستنارة والجهل"، قائلاً: قصة تلميذي عمواس تحكي لنا رحلة الجهل والاستنارة، نحتاج ألي العقل الدارس الفاهم المتطور المستنير، والنفس البارة المستقيمة ذات الطريق الواضح، وأيضًا حياة التقوى أي السلوك النقي حسب وصايا الله.
أولا: انغلاق الذهن:
" إِلَى مَتَى تَضَعُونَ أَشْرَاكًا لِلْكَلاَمِ؟ تَعَقَّلُوا وَبَعْدُ نَتَكَلَّمُ". (أيوب 18 :2)
الكلام قبل الفهم : تلميذي عمواس يتكلما قبل أن يفهموا وهذا أسوأ شئ سواء على نطاق الأسرة الصغيرة أو المجمع الكبير.
رحلة الجهل: أنهم تكلموا قبل أن يفهموا أو يستوعبوا
ويقول معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيطس 2: 12 "مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ"، تعقلوا ثم تكلموا.
ثانيا: انعدام البصيرة:
أمسكت أعينهما عن المعرفة أي انعدام البصيرة عن الرؤية. الإنسان كائن له عقل ويفكر، والبعض يقول فلان ده أعمى القلب أي انعدام البصيرة أو الرؤية فلم يميزوا وجود المسيح معهم الذي عاش وسطهم سنين هذه عددها لأنهم لم يفهما الكتب المقدسة.
خطورة البر الذاتي نجده في قولهم "هل أنت متغرب عن أورشليم؟" وكأنهم يملكون الحقيقة ويعرفوا الحقائق عن المسيح أما هذا الذي يسير بينهم كأنه غريب لا يعرف شئ.
ثالثا: عبوس الوجه
عابس الوجه " فقال لهما: ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين" أحد صفات الجهل العبوس لا يملكوا السلام أو الفرح. في سفر الأمثال "القلب الفرحان يجعل الوجه طلقا" ولأنهم في طريق الجهل لا يملكوا الفرح. الفرح علامة الصحة الروحية.
رابعا: الحيرة
" بل بعض النساء منا حيرننا إذ كن باكرا عند القبر"، الجهل وضع حاجزا قويا منعهم أن يتمتعوا ببركة المسيح " ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب."
العودة إلى أورشليم : رحلة الاستنارة والمعرفة الحقيقية
توجها صوب أورشليم صوب ملك السلام
أولا: انفتاح الذهن: "أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء"، المفروض أن يفهم يعيش يستوعب.
ثانيا: الاستنارة
" فلما اتكأ معهما، أخذ خبزا وبارك وكسر وناولهم. فانفتحت أعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما"
ومضة في ذهن وقلب الإنسان عندما سنحت الفرصة أن يكون في حضور السيد المسيح. وهنا أهمية فترات الصمت والخلوة والهدوء. فالكلام سمة العالم الحاضر. لماذا دائما أكون انا الصح؟ لماذا لا أجلس وأرى قد أكون مخطئا؟
ثالثا: الفرح
بعدما تركهم السيد المسيح رجعوا إلى التلاميذ فرحين لأن قلبهم امتلأ فرح بسبب كلام الرب يسوع معهم.
دفعهم الفرح لكي يصلوا إلى إخوتهم ليخبروهم بالخبر المفرح.
رابعا: اليقين
" فقاما في تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم، ووجدا الأحد عشر مجتمعين، هم والذين معهم. وهم يقولون: إن الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان. وأما هما فكانا يخبران بما حدث في الطريق، وكيف عرفاه عند كسر الخبز"، صار اليقين والتأكيد لأن فيه استنارة
الخلاصة أحب أن أضع أمامكم الآتي :
1- حينما نقول أفتح ذهنك لا نعني قبول أي شئ بدون فحص لكن يجب أن نعطي أنفسنا الفرصة لكي نفهم " لاَ يَعْرِفُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ لأَنَّهُ قَدْ طُمِسَتْ
عُيُونُهُمْ عَنِ الإِبْصَارِ، وَقُلُوبُهُمْ عَنِ التَّعَقُّلِ." (إش 44 :18)
2- انفتاح الذهن يتطلب دراسة وتعمق ووقت وانتظار لصوت الله
لا نصنع أمورنا لمجرد فكرنا. لابد من صلوات مرفوعة وركب منحنية وإنجيل مفتوح لكي تنفتح بصيرتنا.
3- انفتاح الذهن والاستنارة يجعل حضور المسيح واضحا ومعية الله محسوسة وملموسة. نتعقل ونتكلم ونفتح أذهاننا.. نفهم الكتب.