الأقباط متحدون | بكره ألْحق نَفْسِي.. ومن البنك أسْحب فِلِسِي.. قبل الحُكم السَلَفِي!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٢٠ | السبت ١٢ نوفمبر ٢٠١١ | ١ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٧٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

بكره ألْحق نَفْسِي.. ومن البنك أسْحب فِلِسِي.. قبل الحُكم السَلَفِي!

السبت ١٢ نوفمبر ٢٠١١ - ٢٥: ١١ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: نبيل المقدس

أكيد سوف تجدون صعوبة في تفسير عنوان المقال.. كل ما أقصدهُ أن ألحق و أبادر بسحب أموالي (فلسي) من البنك.. قبل ما تأتي الطوبة في المعطوبة، وتؤول البلاد إلي الحكم السلفي.. بيني وبينكم أتاني هذا الإحساس الغريب في اليوم الخامس من قيام شبابنا الأصيل بثورة 25 يناير 2011، بعدما رأيت شبابًا غريبًا عنهم اقتحم حاجز سمة المواطنة الخالصة التي كان يتحلي بها الشباب في أول خطوات تظاهراتهم.. رأيتُ شبابًا من كوكب آخرلم أتعود عليهم.. كنت أراهم فرادا من حين إلى حين.. كانت لهم سمات وصفات مغايرة تمامًا لشباب مصر الثورة الواع. كُنت أرى في بداية المظاهرات أيادٍ مرفوعة متشابكة، لم أستطع أن أميز إن كانت هذه الأيادي المرفوعة أصحابها مسلمين أم مسيحيين.. لم أقدر أن أفرق بين أيادي الشابات من أيادي الشباب.. وأيادي الأطفال من أيادي ذويهم الذين كانوا يحملونهم على أكتافهم في عز البرد وسقوط المطر.. كان حب الوطن ومصلحة مصر هو كل ما في بالهم وفكرهم.. لم تأت على فكرهم إلا فكرة واحدة.. أنهم يريدون أن يحييوا حياة مدنية خالصة.. أساسها المواطنة أولًا وأخيرًا.

حزنتُ عندما لمحت من بين هذه الأيادي الطاهرة بعضًا من الأيادي الغريبة والتي وإن دلت، فقد دلت على قسوتها.. وشراستها.. أيادي مرفوعة وكأنها ممسكة بسكين.. أيادي مرفوعة تحاول تنزيل الأيادي المختلفة معها وتبقى هي فقط المرفوعة.. أيادي مرفوعة للتفرقة.. أيادي مرفوعة للانتقام من حكومات وحكام سابقين على حساب مستقبل وطن بحاله.. أيادي مرفوعة ليست من أجل الحرية بل مرفوعة للوعد والوعيد. اختفت الأيادي البريئة رويدا رويدا.. وظهرت أيادي الجهل والتقهقر .. أيادي لا تستطيع أن تتشابك إلا مع أخوتها، ولا يمكن أن تتناغم وتتشابك مع أيادي الآخر.

فعلًا أصحاب هذه الأيادي كانوا قابعين ومتربصين ومتوارين خلف الأسوار منتظرين الفرصة، وعندما تأكدوا من نجاحها ركبوا الحدث العظيم، وسرقوا ثورة الشباب الأصيل، وبدأوا ينفذون خطتهم للوصول إلى الحكم.. مستغلين الدين كسلاح حاد في معركتهم على السلطة.. فنشروا الفزاعة بين المسيحيين خاصة والمجتمع عامة.. فخرجوا علينا بتصاريح مفزعة وفي نفس الوقت مضحكة، لأنها لا تناسب ولا تتناغم مع المزاج المصري، وبعيدة كل البعد عن روح الإنسانية.

انتشروا ونشروا عبر وسائل الإعلام أجندتهم، وكأنهم تبوؤا فعلًا السلطة.. وكشفوا عن أفكارهم وبنوا أجندتهم على أساس أن جميع المصريين يحييون حياة المجون والنجاسة.. وإختزلوا مشاكل مصر الإقتصادية والاجتماعية وجميع النواحي الحياتية في المرأة.. وصوروها أنها كانت السبب الأول والأخير في خراب مصر.. ونشروا أن بغطاء رأسها وتلحفها بعباءة هو الحل الوحيد في التقدم وحل المشاكل.. كما أن وجود اللحية للرجال هو قمة الحلول في جعل مصر من البلدان المتقدمة.. حتى المرشحات منهن للمجالس النيابية هو ما إلا خدعة لكي يظهروا أن أجندتهم أمام العالم أنهم جماعة متقدمة تعترف بدور المرأة، حتى أنهم وضعوا وردة حمراء بدلًا من صورهن في إعلانات الإنتخابات.. وعلى رأي واحد قرأت له تعليق، كان لازم يضعون بدلًا الوردة صورة شخص "محرم".. كما على المرأة السلفية التي تنجح في البرلمان عليها دخوله مع محرم لأن صوتها عورة لا يصح ان يلعلع تحت قبة البرلمان.

ومن الأخبار الأخيرة عن تصريحاتهم و"شر البلية ما يضحك" أن حزب النور السلفي يتبنى مبادئ العدل والحرية والمساواة "هذا كلام جميل".. لكن ينهون كلامهم بأنهم مُصرون على تطبيق الشريعة الإسلامية بحذافيرها.. ورأفة بنا انهم سوف يطبقونها "تدريجيًا".. لم أفهم ماذا يقصدون بتدريج تطبيق الشريعة.. هل يقصدون أنه نوع من إرهاب المسيحيين لكي يتركوا بلدهم مصر عندما يشعرون أن درجات تطبيق الشريعة تزداد عليهم بمرور الأيام، فتمتلئ قلوبهم بالخوف والرعب؟؟؟.. بالإضافة إلى تصريح غريب من إحدى السلفيين بأنهم وطبقًا للشريعة سوف يفكرون في إلغاء البنوك لأنها من الأعمال الرجسة..! لذلك سوف ألْحق نَفْسِي .. ومن البنك أسْحب فِلِسِي.. قبل ما يأتي الحُكم السَلَفِي.! لكن حتي ولو خسرتُ مال البنوك، ومهما ضاقت بي الاضطهادات والذل سوف أصمد حتى الموت.

وأخيرًا... قارنت الكلام والأحاديث لبعض شيوخ السلفيين الذين تستضيفهم بعض البرامج، والتي تدور حول كراهيتهم للمسيحيين وتكفيرهم لهم، واعتبار المسيحي ذمي من الدرجة الثانية، وأن نهايته جهنم وبئس المصير. وفي نفس الوقت أشاهد هذا الاحتفال الجميل الذي تم إقامته علي جبل المقطم خصيصًا من أجل رفع مصر بمسلميها ومسيحييها.. كم أنت حلو يا إلهي أن ترتب مثل هذه الليلة، لكي نرفع صلواتنا وتسبيحاتنا من أجل مصر ومن أجل كل مصري، مهما كانت ملته أو طائفته. اظهر قوتك ووعودك لنا يارب بأن تجعل بلادنا تحيا حياة السلام والأمان... ابعد يا رب عن مصر أي قوة تحاول أن تهدمها.. وتجعلها في عالم الظلمة والجهل. نحن وضعنا مصر بين ايديك، ولدينا الثقة أن لا تعرضها لأي مشاكل لأنك في القديم قلت على لسانك "مبارك شعبي مصر".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :