الأقباط متحدون | زيارة الأديرة بين التحريم والتحريض
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٠٥ | السبت ١٢ نوفمبر ٢٠١١ | ١ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٧٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

زيارة الأديرة بين التحريم والتحريض

السبت ١٢ نوفمبر ٢٠١١ - ١٥: ١٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: ماجد الراهب

أحيانًا كثيرة أحس أنه لا فائدة من الكتابة، وأننا نحرث في البحر، وتنتابني نوبات من العزوف الكتابي، ولكن شهوة الكتابة ومشاهداتي لما نحن فيه تدفعني إلى ذلك قهرًا.

كنت بالأمس القريب في زيارة إلى أحد الأديرة القريبة من القاهرة نوعًا ما، وهو دير حديث نسبيًا، وكانت الزيارة أثناء إجازة عيد الأضحى، ومن مميزات الدير فصل منطقة القلالي عن منطقة الزيارة، والتي تضم كنيسة كبيرة ومضيفة وكافتيريا ومكتبة (بدون كتب) وصيدلية.
وبالرغم من ذلك وجدت الرهبان منتشرين بين الزوار وهم يعدون بالمئات، وفي داخل الكنيسة رصدت عدة مشاهد زادت من إحساسي أننا لا فائدة مما نكتب، وأننا نحرث فعلًا في البحر، وسوف أدع الصور تشرح معي ذلك.  

 


كتابة على الصورة في المكان الأبيض المتوفر بالصورة

 

لا أعلم متى دخل طقس كتابة الأسماء والطلبات على الجدران والأيقونات وداخل رفات القديسين، وكأن الله لن يسمع صلواتنا وطلباتنا ويحتاج إلى تِذكرة مكتوبة، وطبعًا هذا يرجع إلى كمية الطلبات في كافة أنحاء مصر من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، والتي تنحصر في الغالب بطلب النجاح وتوفير فرص عمل وزواج ورزق أطفال وشفاء من مرض وتدبير مصاريف السفر والهجرة إلى الخارج.
وكل هذه الطلبات تحتاج معجزة، وتحتاج قديس يتدخل لصنع المعجزة، وتم أخيرًا تصنيف القديسين حسب نوع المعجزة المطلوبة، توفيرًا لوقت القديسين ولسرعة الاستجابة.
والغريب أن الدير تسهيلًا لهم وضع ورق وقلم بجوار الأيقونات.

وبالطبع بجوار ذلك تم وضع صندوق نذور كبير به آية (اعطوا تعطوا) " لوقا 6 : 38 "

   


وهذه الآية مقتطعة من سياق حديث للسيد المسيح عن معاملتنا مع الآخرين تبدأ بالآية "ولا تدينوا فلا تدانوا. لا تقضوا على أحد فلا يقضى عليكم، اغفروا يغفر لكم، اعطوا تعطوا، كيلًا جيدًا ملبدًا مهزوزًا فائضًا يعطون في أحضانكم، لأنه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم." (لوقا 6 : 37 – 38).
وطبعًا هذه الآيات لا تعبر عن المعنى المقصود الذي وضع على الصندوق.

عنما رأيت ذلك أحسست بقهر، فإن لم تدفع لن تحصل على ما تريد من القديس، وبالطبع يسارع المصلون بالدفع طواعية أو قهرًا، جلبًا لتحقيق ما يطلبونه، وهنا تصير هناك مقايضة بين الله والبشر، أو بين القديس والمصلين، ادفع نذور تأخذ معجزات وتتحقق مطالبك، والطامة الكبرى عنما لا تتفق إرادة الله مع إرداة البشر ولا تتحقق المعجزة، هنا يصير السخط على الله وعلى القديس الذي لم يحقق المطالب، بالرغم من الدفع.

بالله عليكم هذه تعاليم مسيحية؟ هذا ما نرسخه في وجدان شعبنا وخاصة أن الغالبية منهم تعليم منخفض، هذا هو المسيح الذى نقدمه لهم؟ ولا نكتفي بذلك بل الغريب أيضًا أن صورة القديس أصبحت تطبع بانر بالكمبيوتر، وصارت صورته أكبر من أيقونة السيد المسيح، فبدلًا من أن نختفي جميعًا خلف المسيح، اختفى المسيح خلف صورة القديس.
أعلم أنني سوف أهاجم وأُشتم (بضم الألف) وأننى ضد القديسين..... إلخ ولكن الضرورة موضوعة عليً إن لم أكتب.
 

هامش
راجع مقالة اللي يحب الأنبا مقار مايرحلوش




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :