«الزراعة» تصرف قروضا لتدشين وحدات تعبئة وتغليف وثلاجات لتخزين الخضراوات 

 

نقيب الفلاحين: فترة «تصويم الأشجار» وراء ارتفاع أسعار الليمون والإنتاج حاليا لا يتخطى 10%
 
من وقت لآخر تشهد الأسواق ارتفاعا جنونيا لبعض المنتجات الزراعية، كان آخرها وصول كيلو الليمون إلى 100 جنيه لأول مرة، وهو ما أرجعه خبراء إلى فترات نقص المعروض التى عادة ما تكون نتيجة موسم فرق العروات الزراعية، أو فى بداية الموسم، حيث يكون نضج الخضراوات قليلا مما يقلل المطروح بالأسواق، وكذلك عند انتهاء المحصول بنهاية الموسم أيضا، مطالبين بوضع خطة لتحقيق الاستقرار فى أسواق بيع الخضراوات والفاكهة ومواجهة الارتفاعات المتكررة خلال هذه الفترات من كل عام.
 
من جانبه قال مصدر حكومى إن وزارة الزراعة تعمل على وضع خطة لزيادة فترة تداول المنتجات لتكون متواجدة طوال العام وعدم تأثرها بالفترات الموسمية من زيادة أو نقص المنتج الزراعى، عن طريق تحسين قدرات المزارعين التسويقية، والتى تهدف إلى تطوير سلاسل الإمداد والقيمة المضافة، «الوزارة توفر قروضا لصغار المزارعين لتدشين وحدات تعبئة وتغليف وثلاجات لتخزين الخضراوات والفواكه بشكل جيد، مما يحافظ على سلامتها لفترة أطول، ويقلل من نسب الهدر فى المحاصيل ويسهل تداولها فى جميع فترات السنة.
 
وأشار إلى أن الوزارة نفذت مشروع «تعزير القدرات التسويقية لصغار المزارعين بالسوق المصرية»، فى 7 محافظات هى كفر الشيخ والبحيرة وبنى سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا، وتم تدشين جمعيات تعاونية جديدة وإمدادها بالدعم والقروض اللازمة لرفع قدراتهم التسويقية، وإقامة مجموعة من الشوادر والمنافذ لتسهيل عمليات البيع.
 
وأضاف أن الوزارة تعمل على زيادة المعروض من المنتجات الزراعية عن طريق استخدام الصوب الزراعية فى إنتاج بعض الخضراوات كالطماطم وغيرها لتوفيرها طول العام، واستنباط وإنتاج أصناف جديدة من تقاوى الخضراوات التى كانت مصر تستوردها بما يقلل فاتورة الاستيراد.
 
وقال حسين أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، إن موسم فاصل العروات الزراعية وبداية موسم الزراعة ونهايته يشهد انخفاض كمية المحاصيل فى السوق مما يؤدى إلى ارتفاع الأسعار، فضلا عن احتمال حدوث أزمات أخرى كالتغيرات المناخية أو انتشار أمراض معينة، مما يؤثر أيضا على الأسعار، مشيرا إلى أن الأزمات غالبا ما تحدث فى الخضراوات الأساسية أو القابلة للتلف مثل البطاطس والطماطم والليمون.
 
يذكر أن عددا من المحاصيل تتعرض لأزمات موسمية، كان آخرها الليمون الذى وصلت أسعاره إلى 100 جنيه للكيلو الواحد فى حادثة غريبة على سوق الخضراوات المصرية التى لم يسبق أن وصل سعر سلعة فيه لهذا الحد من الغلاء، ومن قبله محصول البطاطس الذى وصلت أسعاره لأكثر من 12 جنيها للكيلو فى أكتوبر الماضى، وكذلك الطماطم التى وصلت إلى عشرة جنيهات للكيلو الواحد الشهر الماضى، إلا أن الطماطم ترتفع أسعارها سنويا فى انتظار محصول العروة الصيفى والتى تزرع فى مارس وإبريل ومايو.
 
وبحسب نقيب الفلاحين، فإن ارتفاع أسعار الليمون يعود لقلة الإنتاج فى الشهور الصيفية إلى 10% فقط، «نظرا لأنها فترة تصويم للأشجار»، فيما يزيد الإنتاج إلى 30% خلال أكتوبر، ويصل إلى 60% فى مارس.
 
وأوضح أبو صدام، أن هناك عددا من المحاصيل الموسمية لكنها لا تشهد أى أزمات مثل الثوم والبصل اللذين تبدأ زراعتهما فى شهر يناير، ويتم حصادهما فى مايو ويوليو، ولكن لا تحدث بهما أزمات لأنهما من المنتجات التى يسهل تخزينها فى وقت ذروة المحصول، كما أن هناك خضراوات موسمية يمكن الاستغناء عنها بالبدائل الأخرى كالبامية والفاصوليا، بحسب نقيب الفلاحين.
 
فيما أكد حاتم النجيب، أحد تجار سوق العبور، أن مواجهة أزمات ارتفاع أسعار الخضراوات الموسمية يحتاج لنشر الوعى بالثقافة والنشاط الزراعى، وتوفير قاعدة بيانات توضح الكميات المناسبة للعمل على موازنة الأسواق.
 
وشدد النجيب، على ضرورة طرح كميات كبيرة من الخضراوات بالأسواق داخل الجمعيات الاستهلاكية التابعة لوزارة التموين عند حدوث أزمة لأى صنف من أصناف الخضار أو الفاكهة، كبديل للقطاع الخاص الذى قد يستغل الأزمة، «التجار يرفعون الأسعار على المستهلكين عند انخفاض المعروض وارتفاع الطلب على المنتج، كما حدث فى أزمة الليمون حاليا».