أغرب مكالمة تليفونية
بقلم: مدحت ناجى نجيب
بعد هذا فتح أيوب فاه وسب يومه وأخذ يتكلم فقال :
(( ليته هلك اليوم الذى ولدت فيه ، والليل الذى قال قد حبل برجل . وليكن ذلك اليوم ظلاماً. لا يعتن به الله من فوق ولا يشرق عليه نهار . ليملكه الظلام وظل الموت . ليحل عليه سحاب ولترعبه كاسفات النهار ، واما ذلك اليوم فليمسكه الدجى ولا يفرح بين أيام السنة ولا يدخلن فى عدد الشهور . هوذا ذلك الليل ليكن عاقراً . لا يسمع فيه هتاف ))
هكذا تلقيت خبر وفاته ، كان عزيزاً فى عينى وانا قد احببته ، لكنه فى يوم من الايام ، اختفى من تحبه نفسى ، مات ، لكنه موجود حياً فى قلبى ، لم يمت بل هو نائم ، بل هو حى فى السماء ، هكذا كنت اردد هذه المرثاة التى قالها ايوب عندما اشتدت عليه التجربة ، فأخرج هذه الكلمات الصعبة ، خرجت لتعبر عن مرارة الألم ، ورددتها أيضاً عندما سمعت بخبر وفاتك الذى أفجعنى مراً وغماً .... فليتك تذكرنى امام عرش النعمة .
لم أكن أعلم ان خبر وفاتك حقيقى ، لكننى أسرعت إلى الباب لأجدها تبكى من أجلك وكانت قد جمعت أولادها الثلاثة البنات ليبكوا هم أيضاً ، ثم دخل الابن ليحتضن الأم مع بناتها .
كان خبر سريع وغير متوقع وغير مرغوب فيه أيضاَ ، فقد تمت الجنازة فى اسرع وقت، وكأنك كنت تحلم ، انه حلم مزعج ، لكن لتكن مشيئتك هكذا كنت أقول بعد ذلك عندما استرجعت مخزون الايات المعزية الموجود على عصابتى ...
لكن بعد ان مرت مراسم الدفن ، ومرت فترة من الايام ، قبل الاربعين ، وفى يوم عمل منهك ومتعب ، تذكرت ان أجرى مكالمة تليفونية بهذا الإنسان الذى أعشقه ، فعندما وجدت رقمه لأتصل به ، قتذكرت انه قد مات ، ولم تتم المكالمة ، بل اغلقت عينى لتتأمل ذكرياته الجميلة مع نفسى ، ما أجمل نعمة النسيان يالهى .. اشكرك ، وهنا بدأت الدموع تنزل ...( اعتذر عن عدم أستكمال المقال ... إلى هنا اعاننا الرب ) .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :