" وجدت دراسة أميركية حديثة أن بكتيريا الأمعاء قد تلتهم الأدوية التي نتناولها قبل أن تتاح لها فرصة الوصول إلى أهدافها. ومعروف أن الأمعاء ضرورية لقدرتنا على الاستفادة من كافة أنواع المواد الغذائية التي لن تكون متاحة لأنظمتنا بطريقة أخرى، وكلما عرفنا المزيد عن الميكروبيوم، كلما بات من الواضح مدى أهميته بالنسبة لصحتنا العامة.
لكن هذه الدراسة الجديدة، التي أجراها باحثون من جامعة هارفارد، وجدت أن التريليونات من بكتيريا الأمعاء التي نتعايش معها ( في الغالب ) تعمل بهدوء ضدنا في بعض الأحيان كذلك.
واكتشف الباحثون أن بعضاً من بكتيريا الأمعاء يمكن أن يتسبب في تدمير الأدوية، كتلك التي تُستَخدَم في علاج الشلل الرعاش، حيث تصبح غير فعالة أو حتى سامة. وقد يساعد هذا الكشف العلماء يوماً ما على تطوير عقاقير تتصدى لمحاولات الأمعاء التهام الأدوية قبل بلوغها أهدافها. وبينما ينفق الملايين حول العالم مليارات الدولارات على الأدوية كل عام، فإن ذلك ليس ضماناً على أن الأدوية التي نتناولها ستكون فعالة.
وخلاصة القول هي أن الأدوية لا تكون فعالة بنسبة 100 %، فضلاً عن أن طريقة عملها تختلف من شخص لآخر، بناءً على مجموعة لا حصر لها تقريباً من العوامل، بما في ذلك باقي الأدوية، وزن الجسم ونوعين من التمثيل الغذائي، كما علمنا الآن أيضاً.
وبينما يتم تناول أي دواء عبر الفم، سواء كان على هيئة قرص، كبسولة أو شراب، فإن عليه أن يمر عبر الجهاز الهضمي، لكن ليتمكن هذا الدواء من الوصول لهدف يقع خارج الجهاز الهضمي، فيجب تصنيعه بحيث يمكنه مقاومة محاولات الجسم البشري لهضمه.