كتبت – أماني موسى
قال ثروت الخرباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، جاءت الفرصة سانحة للإخوان بموت محمد مرسي ليصنعوا لهم نبيًا جديدًا، ومظلومية جديدة يضحكون بها على المغيبين أصحاب العقول الضعيفة، ولعلنا نتذكر أن الإخوان شبهوا خيرت الشاطر بسيدنا يوسف ، وقالوا عنه إنه يوسف هذا العصر!
وتابع الخرباوي، هل تتذكرون؟! وقتها قلنا لهم هل كل قياداتكم أنبياء؟! ألا يوجد لديكم صحابة، بعدها لم أتعجب حينما كتب مفتيهم الشيخ الخطيب مقالا عندما حكموا مصر عن حسن البنا قال فيه: (حسن البنا رضى الله عنه)! لم يكن قوله هنا من باب الدعاء بأن يرضى عنه الله، ولكن من باب الإخبار، وكأنه تألى على الله فعرف مكانة البنا عند الخالق صاحب الأمر (ألا له الخلق والأمر)!!.
واستطرد الخرباوي قائلاً: حين قـُتل البنا بكوه وأسرفوا في البكاء، ورثوه وأسرفوا في الرثاء، فهي فرصة لصنع مظلومية لأنهم لا يعيشون إلا بالمظلوميات، ولمَّا كتب قادة الإخوان كتابًا جمعوا فيه أقوالهم في هذا الرجل كانوا لا يتحدثون عن بشر ولكن عن نصف إله.
وعلى سبيل المثال فهذا مصطفى السباعي الذي كان مراقب الإخوان في سوريا يقول: "فما هو إلا النور المرسل من السماء؛ ليكشف عن أهل الخلود ظلماتهم، ثم يظل فى السماء دائماً وأبداً، ولن يختلط بتراب الأرض؛ إلا كما تقع أشعة الشمس على أعلى القصور وأدناها «حسن البنا بأقلام تلاميذه ومعاصريه لجابر رزق صفحة 104».
وأضاف، الصورة التى رسمها مصطفى السباعي هنا لمرشده البنا هى الصورة الماثلة فى أذهان عموم الإخوان، البنا عندهم ليس بشرا عاديا يمشى مثلنا فى الأسواق وتأكل أمه القديد فى المحمودية، ويرد عليه ما يرد على باقي البشر من نقص وذلل وهوى وخطأ، ولكنه نور من السماء، نور خالص لا يختلط به زيغ، أنزله الله من السماء ليكشف الظلمات التى كانت تخيم على الأرض فيحيلها نورا سرمديا.
ومع ذلك فإن هذا النور لن يتنازل ـ كما تنازلت الأنبياء من قبل!! ـ فيهبط على الأرض ليختلط بالناس هاديا لهم ومنيرا لهم حياتهم، ولكنه سيظل فى السماء لا يتدنس بطين الأرض، يظل فى السماء مثل الشمس، بعيدا عن بنى البشر، فقط أشعته الذهبية هى التى ستصل إلينا أما هو ففى السماء دائما وأبدا!! وفي نفس الكتاب قال عمر التلمساني إن "الإمام الشهيد ترك الدنيا وشرورها وهو الآن في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر" وبذلك جزم التلمساني بموقع البنا في الجنة وكأن الله أوحى له بذلك، ولا أنسى هتاف الشاطر أمام محكمة مصر الجديدة أيام قضية سلسبيل عام ١٩٩٣، ذلك الهتاف الذي قال فيه"سلسبيل عين في الجنة واحنا اشتقنا لحسن البنا" لم يقل الشاطر ومن هتفوا وراءه أنهم اشتاقوا لسيدنا محمد، ولكنهم اشتاقوا للبنا !! وغدا ستخرج كتابات للإخوان تضع مرسي في مصاف الأنبياء، فهل نملك إلا أن نتعجب من هذه العبارات الشركية ونقول سبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.