كتب – روماني صبري
استضاف الإعلامي عمرو أديب في فقرة "الفكر الديني"، من برنامجه (الحكاية)، المذاع عبر فضائية "ام بي سي مصر"، الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ، للتحدث عن حقوق الإنسان من المنظور الديني والتعليق على وفاة "محمد مرسي العياط" ، الذي توفي بالأمس الاثنين خلال محاكمته في قضية التخابر .
الحكمة الثابتة
وقال الهلالي أن هناك حكمة ثابتة في كل أخلاقيات الإنسان على مستوى الأرض وهي انه لا شماتة في الموت والمرض ، لان الموت في النهاية سيطال الجميع ، ومن يعتقد عكس ذلك وانه سيخلد على الأرض فهو بحاجة لطبيب .
وتابع ، ثمة معنى لطيف نتخطاه ومن أمنياتي ألا نتخطاه وهو الراحة النفسية وشفاء القلب الذين تحظى عليهما الروح البشرية بالموت ، .. وتابع ويقول القران :" ويشفي قلوب قوم المؤمنين ، قاتلوهم .. يعذبهم الله بأيديكم ويخذيهم وينصركم عليكم ويشفي صدور قوم المؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم .. إذا لا شماتة ولكن راحة قلب ارتياح ،موضحا ، أليس من حق الإنسان إن يرتاح ؟! .. وحقه الذي لم يستطيع الحصول عليه في الأرض رغم مساعيه أن يعوضه الله العادل عنه في السماء .
الخصومة لا تنتهي
وأكد أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن مقولة "الخصومة انتهت"، مقولة خاطئة ، والصحيح هو أن نقول الخصومة انتقلت من الأرض إلى العدل الإلهي المطلق .. لان حق العدل لا يسقط ، موضحا :" حق الله من الممكن أن يسقط لان الله غفور رحيم لطالما سامح وغفر لكل مقصر في الصلاة والصوم ولأنه أيضا لا يحتاج للإنسان بل الأخير من يحتاجه .
ولان الله العدل فانه من المستحيل أن يتغاضى عن حق أي إنسان ظلم في حياته على الأرض أو قتل ظلما ، لذلك سينتقم من الظالم على الأرض وان لم يحدث سيعاقبه في السماء بعد موته .
يوم الدين
خطابنا الديني أوهمنا أن نعيش مع حق الله ونظلم حق البشر ، لازم خطابنا الديني يشمل الحقوق الخمس التي فرضها الله علينا ، ومنها حق النفس الإنسانية في الحياة ... من حقي احمي نفسي وأعيش ربنا عاوز كده ولو مش عاوز كده مكنش خلقنا .
الله جعل عقلي يفهم ويستوعب ولا يريد لأحد أن يسيطر عليه، ولا أنا أسيطر على غيري ، كذلك مسؤوليتي عن نفسي وغيري ، حقي في حماية سمعتي واسمي وتاريخي وكذلك سمعة غيري ، حمايتي لمالي ومال غيري ، وأخيرا الدين ، ديني.. حرية عقيدتي وعقيدة غيري ، هذه هي الحقوق التي فرضها الله عز وجل .
هل تجوز الرحمة على الظالم حين يموت ؟
الفقه أراء عقلية ، بعض العلماء أجازوا الترحم على الميت الذي فجر وظلم وقتل في حياته ، فيما رأى البعض الأخر أن الترحم لا يجوز على الميت الظالم، ولكن الصحيح أن يرفع المظلوم يده إلى الله العادل حتى يحاسبه لما اقترفه في حقه خلال حياته على الأرض .
كل مذهب وظيفته انه يجيب وجه نظر مقنعة للعقل الإنساني ، .. يعني واحد عاوز يترحم على ميت ظلم غيره في حياته ، هيلاقي مذهب يتفق مع وجه نظره ، والعكس كذلك لو واحد عاوز يدعي على إنسان مات وكان لظمه أو قتل ابنه هيلاقي مذهب بيعزز إحساسه ده .