بيوتر بوختا سفير بولندا بالقاهرة: لدينا تحفظات على وضع أقباط مصر..
ولا نرفض التعاون مع الإسلاميين طالما ينبذون العنف.. والعلاج بالصدمة أفضل وسيلة للاقتصاد المصرى
قبل شهرين زار القاهرة رئيس مجلس الشيوخ البولندى بودوجان بوروسويجر، الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى لمدة ستة أشهر، وأعرب خلال زيارته عن استعداد بلاده لتقديم المساندة اللازمة لمصر فى عملية التحول الديمقراطى من واقع التجربة المماثلة التى خاضتها بولندا منذ ما يقرب من 30 عاما، والتى استغرقت حوالى 9 سنوات، ولكن فى نهاية المطاف تحقق الهدف بدون سفك للدماء، مؤكدا على أن التجربة البولندية فى التحول الديمقراطى لا يمكن أن تتطابق بشكل كامل مع مثيلتها فى مصر فى ظل وجود الاختلافات فى الزمان، حيث يفصل الثورتين ما يقرب من 30 عاما إلى جانب البعد الجغرافى والثقافى.
حديث بوروسويجر فتح المجال للحديث كيفية الاستفادة، مما حدث فى المجر، خاصة سياسيا واقتصاديا، فبولندا التى تحتفل فى الحادى عشر من نوفمبر من كل عام بعيدها الوطنى لديها ما يكفى من رصيد سياسى يؤهلها لذلك، وهو ما دفعها لدعوة أعضاء اللجنة العليا للانتخابات فى مصر على سبيل المثال لزيارة وارسو للاطلاع على سير الانتخابات فيها على أرض الواقع فى أكتوبر الماضى.
اليوم السابع التقى بيوتر بوختا سفير بولندا بالقاهرة، الذى تحدث عن تجربة التحول الديمقراطى فى بلاده، وكيفية الاستفادة منها فى مصر، ونظرة بلاده للإسلاميين إذا ما وصلوا لحكم مصر، خاصة أن بولندا من الدول الأوربية التى تبدى اهتماما شديدا بوضع الأقباط فى الشرق الأوسط، وتحديدا فى مصر.. وإلى نص الحوار..
*كيف تنظرون إلى العلاقة بين البلدين بعد ثورة 25 يناير؟
- أعتقد أن ما حدث فى القاهرة فى يناير وفبراير من هذا العام خلق مناخ جديد فى العلاقات بين البلدين والشعبين، فقد شهدنا هذه الثورة التى اتخذت من ميدان التحرير ومدنا مصرية كثيرة ونحن نتذكر ما كان يحدث بالفعل فى بولندا قبل 22 عاما، وقد أعرب عن ذلك رئيس البرلمان البولندى خلال الزيارة التى قام بها فى يوليو الماضى عندما قال إنه جاء للتحدث الى ممثلى السلطات المصرية.
* ما هى الدروس التى يمكن أن تستفيد بها مصر من الفترة الانتقالية التى مرت بها بولندا؟
- أعتقد أنه ليس لنا حق لاتخاذ قرار فى ذلك، فهذا الأمر متروك للشعب المصرى وعليه أن يقرر ما يمكن أن يستفيد من تجاربنا. وما حدث هو مشروع خاص بالمصريين منذ البداية، وحتى النهاية، لذلك سيكون للشعب المصرى أن يقرر أى التجارب التى يرغب فى الاستفادة منها من تاريخنا، فالتاريخ هو الذى دفعنا إلى فترة من التنمية والنحاج لمجتمعنا واقتصادنا. وأنا على علم بأن هناك كثير من الناس فى مصر فى مجالات معينة يبدون اهتماما لدراسة تجارب بولندا، وواحد من هذه المجالات هو كيف نجحنا فى إنشاء نظام مكافحة الفساد فى بولندا.
فى مايو من هذا العام ، ذهبت مجموعة من الخبراء المصريين إلى بولندا لدراسة تجربتنا الانتقالية، وقبل الذهاب إلى بولندا ذكرنا لهم أن هذه الزيارة مصممة وفقا لاحتياجاتهم، وما يودون رؤيته ومع من يرغبون فى الاجتماع فى بولندا، وعندما وصلوا بولندا تحدثوا فى التحول السياسى، والاقتصادى وفى مجال إعداد وسائل الإعلام؛ وأعددنا كل الأجوبة التى طلبوها منا من صميم تجاربنا.
*هل دعوتم أعضاء من اللجنة العليا للانتخابات لزيارة بولندا؟
- نعم، ذهبوا إلى بولندا فى مطلع الشهر الماضى، تحديدا يوم 9 أكتوبر، الذى وافق إجراء الانتخابات البرلمانية لدينا وسألناهم على القضايا التى يودون أن يتكلموا فيها حتى يشاهدوا تجارب الانتقال البولندية على أرض الواقع، وأعددنا لهم برنامج يحوى الأجوبة على الأسئلة الخاصة التى سألوها لنا.
* مثل ماذا هذه الأسئلة؟
- هذه الأسئلة كانت مهتمة بصفة خاصة بإجراءات وضع نتائج الانتخابات فى ظل تدقيق النظام القانونى. وإذا كان هناك شكاوى بشأن الإجراءات الانتخابية والطريقة التى تتم بها. وأطلعناهم على البرنامج المعد للإجراءات التى نتبعها نحن فى نظامنا.
* على الرغم من كل الصعوبات الاقتصادية الأوروبية، بولندا لا تعانى من أى تراجع فى النمو، وعلى العكس من ذلك هناك قدر أكبر من توقعات النمو. ما هى نصيحتكم لمصر؟
- أعتقد أن أى بلد تعاصر مرحلة انتقالية لابد لها فى المقام الأول محاولة تحسين الاقتصاد قبل أن تسأل عن أى نوع من المساعدات وهذا حدث فى بولندا، فالمساعدات التى تلقيناها صغيرة سواء كانت مساعدات مادية أو غيرها.
وهذا يعنى أن التغييرات التى كانت تجرى حينها كانت تأخذ فى الاعتبار المشاكل الكبيرة التى نعانى منها، وكيف كنا نرى مستقبلنا. وعندما كنا فى حاجة لأى نوع من المساعدة، كانت المساعدة صغيرة. وبالتالى فإن الفكرة هى توفير وسائل للشريك من تحسين الاقتصاد ثم إثبات أن المال يستخدم لتحقيق نتائج معينة، وهذه هى تجربتنا فى الاقتصاد ونحن نستمر فى ذلك.
فمن المهم بناء نظام جديد فى مصر يوفر الربح، لا يتم ثقله ببعض الإعانات التى لا توفر النمو الاقتصادى، وهذا ما يسمى بالعلاج بالصدمة الذى فعلناه خلال الأشهر الأولى من المرحلة الانتقالية، وأدى بنا إلى الحالة التى نحن نحن فيها الآن من ازدهار اقتصادى واستقرار سياسى.
هذا يعنى أن كل العيوب التى لا تجلب الأرباح يجب أن يتم التعامل معها بشكل مناسب. بمعنى أننا لا نستثمر فى تلك الأمور التى لا تجلب الأرباح فى الاقتصاد، نحن لا نستخدم عمالة لا تتسم بالكفاءة، وضد عرض أماكن كثيرة لفرص عمل لأشخاص يتقاضون رواتب متدنية جدا ، وكانت من ضمن القرارات الأولى للحكومة البولندية تقديم علاوات لأولئك الذين لا يجدون وظائف مناسبة.
* هل لديكم أى مخاوف فى بولندا حول الحركات الإسلامية فى مصر، وهل بولندا لديها أى نوع من التحفظات التى تتعامل بها مع جماعة الإخوان المسلمين اذا وصلت إلى الحكم؟
- أعتقد أننا نتعامل مع معايير معينة لا يمكن أن نتعامل دونها، وبخصوص ذلك سأستخدم مثال فلسطين، ففى فلسطين بعد الانتخابات الديمقراطية التى جرت قبل عدة سنوات، كان موقف الاتحاد الأوروبى وبولندا مستقيم جدا، وأعلنا أننا سنتحدث مع أى هيئة تمثل موقف يناسب قيمنا، ولكن جاءت نتيجة الانتخابات بحركة حماس التى تخوض فى العنف، وعليه اعتقد وفقا لما أسمعه من الشخصيات السياسية فى مصر أن جميع القوى السياسية تنبذ العنف. لذا أعتقد أن هناك أرضية لإقامة اتصال وتعاون.
* وفى الإطار ذاته، هل لديكم أى مخاوف بشأن الأقباط فى مصر؟
- لا أعتقد أنها مخاوف، هى تحفظات، وهذا جزء من البرنامج الرئاسى لبولندا والاتحاد الأوروبى، بأن ينعم المجتمع المسيحى فى جميع أنحاء العالم ببيئة مناسبة لممارسة حقوقهم الإنسانية والمدنية.
* ما نوع الرعاية التى يمكن أن تقدموها للمسيحيين فى مصر؟
- بالنسبة للكثير من الناس فإنه من المهم عندما يواجهون أوقاتا صعبة أن يعرفوا أنه فى جزء آخر من العالم هناك أناس تتفهم ما يحدث لهم ويثار قلقها حولهم. ونحن يمكننا عقد اجتماعات مع لجان مسيحية مصرية فى مصر ومع ممثلى السلطات المصرية.
على سبيل المثال، وزير الخارجية المصرى خلال زيارته الأخيرة إلى أوروبا عندما زار بولندا فى بداية سبتمبر، تمت مناقشة هذا الأمر معه فى إطار أهمية هذه النقطة ضمن برنامج الرئاسية البولندية، وكان رد فعل ممثلى الحكومة المصرية أن وضع الأقباط يشكل مصدر قلق لديهم أيضا وذلك خلال اجتماع عقد مؤخرا مع القادة المسيحيين فى مصر والمجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة، لذلك أعتقد أن هناك العديد من الشركاء داخل وخارج مصر لديهم نفس الشعور بالقلق تجاه وضع الأقباط.
* ما هى العلاقة بين بولندا والكنيسة الكاثوليكية والأزهر فى مصر؟
- أعتقد أننا فى عملية حوار؛ وقد أصبح دور الأزهر مفعل تجاه المسلمين فى بولندا، وهو فعلا مهم جدا بالنسبة لنا هو الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وسبق وأعلنت الكنيسة الكاثوليكية أنه لا يوجد فرق بين مواطن مصرى قبطى ومسلم والمجتمع واحد، وهذا ما نؤيده. نحن نهتم أيضا بحالة النظام المؤسسى المسيحى فى مصر. ونحن نؤيد أيضا نظام التعليم لتوفير التعليم لجميع الأطياف المختلفة من مصر.
* هل ترى أن الظروف الحالية التى تمر بها مصر مناسبة للاستثمارات البولندية؟
- أعتقد حقا أنها مناسبة وكما سمعت من الشركات البولندية أن لديها الرغبة فى الاستثمار بمصر.
* هل هناك أى شروط من قبل الشركات البولندية للاستثمار فى مصر؟
- هناك شركة تعمل لمدة 3 سنوات فى مصر فى مجال الاستكشاف، والآن حصلت على مشاريع مشتركة وهى على استعداد لاستئناف عملها دون شروط.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :