الأقباط متحدون | "علياء المهدي" ليست أسطورة كما يتصورها البعض
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٠٢ | الجمعة ١٨ نوفمبر ٢٠١١ | ٧هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٨٢ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

"علياء المهدي" ليست أسطورة كما يتصورها البعض

بقلم: يوسف سلامة | الجمعة ١٨ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

لا أنكر جمال جسم المرأة والرجل أيضًا، وهذا واضج في الحضارة اليونانية التي احتلت فيها التماثيل العارية للمرأة والرجل مساحة كبيرة إلى حد ما، أيضًا لا أنكر إعجابي الشخصي بالتماثيل وبعض الصور الفنية لجسم المرأة العارية، ولكن هذا في إطار الإبداع الفني، وما يحب الفنان أن يوصله أو يقوله من خلال هذا الإبداع أو الرؤية، إن نحت التماثيل العارية له جماله وفلسفته وتذوقه ومقاييسه ونقاده أيضًا، وليس عمل خارج نطاق القيم، ولكن فن معترف به على مستوى العالم ويظل داخل إطاره الخاص.


لست ضد أو مع ما عملته "علياء المهدي"؛ لأني أحترم الحرية الشخصية إلى أقصى درجة، فهذه حياتها وأسلوبها واختيارها، وعليها أن تتحمل نتائج أفعالها، ولكني أكنب هذه السطور كإنسان يشعر أن سلم القيم في "مصر" يتعرض لاهتزاز، تاني لا أكتب عن "علياء" فهذا موضوعها، أكتب عن رد الفعل وليس الفعل ذاته.


كثير من ردود الأفعال للقراء جاءت لصالح "علياء"، هنا الخطورة، وأجد أن ميزان القيم لدينا كمجتمع مصري بدأ مؤشره في الهبوط.. "علياء" ليست أسطورة وليست محررة للمرأة المصرية، وليست كاسرة لتابوه الجنس، ولا أي شئ من الكلام التخين اللي قاله الكثيرون.. البطولة الحقيقية في سيدة خرجت للحياة لتكافح في تربية أبنائها بعد رحيل رجلها.. البطولة في خروج سيدة بمظاهرة من أجل حقوق المرأة.. البطولة في أن تكتب المرأة عن قضيتها الكتب والمقالات وتخاطب الرأي العام وتقنعه بعدالة قضيتها. البطولة في تقلد المرأة لمناصب كانت حكرًا على الرجل من قبل.. الريادة في أن تطوَّر المرأة نفسها بتعلم لغة وكمبيوتر لتملك أدواتها، وتكون قادرة على التنافس، ولكن عذرًا يا سادة، ليس بجسمها ولكن بعقلها، العالم لا يحترم إلا ثمار الفكر والإبداع العقلي والرقي الإنساني.


يحضرني مثل في الفيسبوك لسيدة متحضرة "نجاة كسلر" مع أني بناديها بـ"نوجا".. "نجاه كسلر" فرضت نفسها على المجتمع الغربي، وكلنا يعرف مدى شراسة المنافسة في هذه المجتمعات؛ فهي تجيد 3 لغات أو أكثر، تتقن الكمبيوتر، محاضرة، شاعرة، كاتبة، معظم كتابتها وأشعارها عن المرأة وقضيتها ولها باع طويل في هذا المشوار، سيدة استوعبت نتاج حضارتين بفهم ونضج وعمق وكان لها رؤيتها واختياراتها، كسرت "نجاة" كثير من التابوهات الثقافية في مقالاتها وقصائدها، أيضًا لم تتقوقع في قضايا المرأة فقط ولكن متحدثة لبقة في السياسة والفن والثقافة وكل قضايا الفكر، لها مستوى من الجرأة والثقة بالنفس، ولها صور تعتبر جريئة من وحهة نظر الشرقيين، ولكنها لا تبالي؛ لأنها إنسانة حرة نجحت أن تنتزع حريتها بعقلها وقلمها وإبداعها وفكرها وثفافتها وليس بجسدها، على الرغم من تمتعها بقوام أوروبي ممشوق.. لا أنكر إعجابي به على المستوى الشخصي مع تحفظي على بعض شطحاتها الفكرية.


أخيرًا وليس آخرًا، كان من الممكن أن أتعاطف مع "علياء" لو لها حق أو مطلب أو صرخة ولم يلتفت لها أحد، وعبَّرت بهذا الأسلوب كنوع من الرفض أو الإحتجاج أو التمرد، لا ألوم "علياء" ولكن قد تكون عانت من قهر نفسي أو ضعوط أو خلل اجتماعي أو لحظة لم يتحملها جهازها العصبي، أو لديها ميكانزم الاستعراض بشكل تجاوز الخطوط الآمنة، أو نوع من الإسقاطات السياسية أو الدينية لديها.. فهذا دور علماء الاجتماع والنفس لمناقشة هذه الظواهر.

إلى كل إمراة مصرية: المرأة ليست فستان أو موديل على المرأة أن تقدم نفسها تقديم حضاري جديد يحترم عقلها ويقبله المجتمع.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :