الأقباط متحدون | كتاب ومفكرون: الديمقراطية لن تتحقق بقرار شعبي، ويجب استكمال ثورة يناير بـ"ثورة في العقول"
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٢٥ | السبت ١٩ نوفمبر ٢٠١١ | ٨ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٨٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

كتاب ومفكرون: الديمقراطية لن تتحقق بقرار شعبي، ويجب استكمال ثورة يناير بـ"ثورة في العقول"

السبت ١٩ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

* د. "عمرو الشوبكي": لابد من تحویل مبادئ الثورة من حریة وكرامة وعدالة إلى ممارسة حزبیة وسیاسیة جدیدة.
* "شريف الشوباشي": الديمقراطية لن تتحقق بسهولة.

كتبت: ميرفت عياد
"نجحت ثورة الشعب المصري في إسقاط رأس النظام القدیم ورموزه، وبدأت تستعد للدخول في مرحلة التحول الدیمقراطي بكل ما یفرضه ذلك من فرص ومخاطر من أجل بناء نظام سیاسي قائم على الدیمقراطیة واحترام حقوق الإنسان، فمن المؤكَّد أن ثورة ٢٥ ینایر هي الأعظم في تاریخ "مصر" الحدیث، وتعد واحدة من الثورات الكبرى في العالم، حيث أن الطاقة التي فجرتها الجماهیر المصریة طوال ١٨ يومًا وإصرارها على ضرورة تنحي مبارك ومطالبتها بالتغییر، كانت مسار فخر واحترام العالم كله، خاصة وأنها اتسمت بالسلمیة والتحضر وعدم العنف، رغم المشكلات الاجتماعیة والاقتصادیة التي تعاني منها البلاد".. هذا ما أكَّده د. "عمرو الشوبكي"- رئيس منتدى البدائل العربي للدراسات- في دراسة له بعنوان "واقع ومستقبل الثورة المصرية"، والتي تنقسم إلى ثلاثة محاور أساسیة، هي: بین إسقاط النظام والدولة، وثنائیة الشعب والجیش، وتحدیات بناء الجمهوریة الثانیة.

العدل والدیمقراطیة
وأشار "الشوبكي"، إلى أن أهم التحدیات التي تواجه الثورة المصریة تكمن في بناء تیار سیاسي جدید یستند إلى قوة اجتماعیة حقیقیة، ویكون امتدادًا لشبكات العمل الاجتماعي والأهلي الصاعدة، خاصة وأن الأحزاب والتنظیمات السیاسیة القدیمة ظلت طوال العهد السابق منعزلة عن الواقع الاجتماعي، وظل المسار السیاسي في عزلة عن المسار الاجتماعي، وقد حان الوقت لبناء تواصل حقیقي بین الاثنين، لافتًا إلى أن التحدي الأكبر المطروح أمام ثوار ٢٥ ینایر هو تحویل مبادئ الثورة وقیمها إلى ممارسة حزبیة وسیاسیة جدیدة، من خلال تأسیس حزبًا أو أكثر یكونان نواة لبناء تحالف واسع يستند إلى قوى اجتماعیة جدیدة، ویضم نقابیین وجیلًا ثانیًا من رجال الأعمال، وطبقات فقیرة ووسطى حریصة على بناء "مصر" الجدیدة القائمة على العدل والدیمقراطیة.

تحدیات بناء الجمهوریة الثانیة
وأوضح "الشوبكي" أن "مصر" باتت أمام تحدي بناء الجمهوریة الثانیة، والانتقال إلى نظام رئاسي دیمقراطي تُنزع منه الصلاحیات الفرعونیة لمنصب رئیس الجمهوریة، وتحديد مدة الرئیس بمدتین غیر قابلتین للتمدید، وتغییر القوانین المقیدة للحریات، وإطلاق حریة تكوین الأحزاب وتأسیس الصحف، ورفع القیود المفروضة على منظمات المجتمع المدني، وتطهیر جهاز أمن الدولة وإعادة بنائه بصورة جدیدة، وتحویل المؤسسات الصحفیة الحكومیة من كیانات مرتبطة بالحزب الحاكم إلى مؤسسات عامة مملوكة للدولة والشعب. مؤكِّدًا أن الانتقال للجمهوریة الثانیة قادم، وأن المسئولیة الكبرى التي ستقع على النخبة المدنیة وشباب ثورة الغضب هي وضع قواعد سیاسیة جدیدة، وإدارة مؤسسات الدولة بكفاءة معقولة بعد أن عانت لیس فقط من غیاب الدیمقراطیة وإنما أیضًا من فشل مهني وسیاسي، فتصبح المهمة التاریخیة لثوار ٢٥ ینایر هي تحویل قیم ومبادئ الثورة في الحریة والكرامة والعدالة الاجتماعیة إلى ممارسة سیاسیة وحزبیة قادرة على أن تحصل على الأغلبیة النیابیة في أي انتخابات دیمقراطیة قادمة.

الثقافة العربية الإسلامية
كما أصدرت مكتبة "مدبولي" كتابًا بعنوان "مستقبل مصر بعد الثورة"، للكاتب "شريف الشوباشي"، وهو يضم 12 فصلًا، هم: بصراحة، طاعة أولى الأمر، الشرعية الديمقراطية، الماجنا كارتا، علم المباركولوجيا، مباحث أمن الدولة، ما هي الديمقراطية، دكتاتورية الأغلبية، القدرية، لو كنت قبطيًا، المسئولية المشتركة والأمل في الشعوب. وقال على غلافه: "إن الديمقراطية لن تتحقق بقرار شعبي أو رسمي، كما أنها لن تتحقق بسهولة، وذلك لأن الثقافة العربية الإسلامية تحمل بذور التصادم مع أبرز مبادئ الديمقراطية، لذلك سوف تحتاج مصر إلى سنوات طويلة حتى يستقر بها نظام ديمقراطي يفتح الباب لعصر جديد تشرق فيه شمس الحرية والعدالة والمساواة بين الجميع".

ثورة العقول
وأكّد "الشوباشي" أن ثورة 25 يناير هي أول ثورة قامت في "مصر" منذ ستة آلاف سنة من أجل الحرية والكرامة وسيادة كلمة الشعب، ولكن "مصر" تحتاج إلى استكمال هذه الثورة بثورة في العقول والمفاهيم والسلوكيات، وانتزاع جميع القيم السلبية التي ظلت لعقود طويلة تتغلغل داخل المجتمع المصري، مثل: التطرف الفكري، والسلبية، والتقليل من شأن المرأة، وعدم الموضوعية، واحتقار الأقليات، وغيرها من قيم نحن في أمس الحاجة لتغيرها حتى لا تتحول ثورة 25 يناير إلى مجرد انقلاب نجح في خلع رأس الدولة وبعض أعوانه، والقضاء على قليل من مظاهر الفساد السطحية، لكنه عجز عن إحداث تغيير جذري في الضمير الجماعي للشعب المصري.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :