طارق الشناوي
بمجرد أن تناثرت شذرات من المؤتمر الصحفى للمطربة مريام فارس، الذى أجرته فى مهرجان (موازين) بالمغرب، انهالت عليها (السوشيال ميديا) بكل ما أوتيت من تنمر وتجريح وسباب ينال منها كإنسانة.
من الممكن طبعا أن يعجبك أداؤها أو تغلق كل المنافذ التى من الممكن أن يتسلل منها صوتها إليك، ولكن هتك عرض الإنسان هو السلاح المرفوض دومًا.
سألنى أحد الزملاء بمجرد تناثر خبر انفلات تصريح مريام، ما الذى على هانى شاكر نقيب الموسيقيين اتخاذه الآن؟ قلت له هانى مش محتاج أى تحفيز، الرجل دائما يضع السيخ المحمى على نار الفرن، وبمجرد أن يخبروه بشىء يسارع بغرز السيخ وفين يوجعك، لا تقلق يا صديقى، لقد فعلها مع شيرين وأكيد سوف يكررها بضراوة أكثر مع مريام.
مرت الساعات والنقابة لا حس ولا خبر، حتى جاء الليل ووجدنا الاعتذار والتكذيب والإنكار على لسان مريام من النقيب شخصيا، ما الذى دفع هانى لأول مرة لإطفاء نار الفرن ووضع السيف على جبال الثلج، ما سر كل هذه السكينة والهدوء، وكيف ارتدى فى لحظات زى المهاتما غاندى، رمز التسامح فى العالم كله؟.
ليس من المنطقى أن ينقلب 180 درجة، كيف له كل تلك الرزانة والتروى الذى هبط عليه فجأة؟ أنا قطعا سعيد بموقفه الذى أدى لنزع فتيل القنبلة قبل تفجيرها فى الوسائط الاجتماعية، وكأنهم ما صدقوا وجدوا فريسة لا حول لها ولا قوة، وهاتك يا تلطيش، ولكن السؤال كيف؟.
مريام بطبعها مثل أغلب الفنانين لا تزن الأمور، فضحت مرة رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف وذلك قبل نحو 8 أعوام، وقالت إنها بعد أن أحيت حفلا غنائيا ضخما هناك، وبرغم أن الرئيس له زوجة وأبناء إلا أنه بعد انتهاء وصلتها، طلب منها الزواج على سنة الله ورسوله ولكنها اعتذرت، ومن الممكن أن تتخيل حجم الإغراءات المادية التى رفضتها.
أنا لا أشكك فى صدق هذه الرواية، من الصعب الادعاء فى مثل هذه الأمور، ولكن هذا التصريح يكفى جدا لكى ندرك أن ماريام لا تعرف ما يقال وما لا يقال.
طبعا فى الشيشان ولحساسية الموقف، لم يصدر شىء ولا حتى تكذيب للواقعة، بينما فى مصر فإن مريام فارس لم تقف فى المواجهة وحدها، هانى دافع عنها، معتبرا ما حدث انفلات لسان وفارقا فى اللهجة، وأوقف تماما الأصوات التى كانت تطالبه باتخاذ موقف متشدد، بمنعها من دخول البلاد، أنا سعيد بالهدوء والتروى، وهو يليق حقا بمصر.
إلا أن السؤال لماذا لم يعامل شيرين بنفس حالة الدفء، التى نالتها مريام، شيرين أيضا سارعت بالاعتذار، وعلى الملأ بكت على قناة (إم بى سى) فى حوارها مع عمرو أديب، بل واستجارت بالرئيس السيسى لينقذها من تعنت النقابة.
هانى هو مطرب المشاعر والأحاسيس أراه أيضا كإنسان الوجه الآخر للفنان، شخصية رقيقة جدا فى تعامله مع المحيطين به، لم أستشعر أبدا أن كل هذه الرقة من الممكن أن ترتدى فى لحظة ثوب الجلاد وتعاقب أى مطرب مصرى أو عربى على كلمة غير مقصودة، هل يظل هانى شاكر منتحلًا شخصة غاندى، أم أنه فى لحظة من الممكن أن يعود (دراكولا)؟!!.
نقلا عن المصرى اليوم