الأقباط متحدون | أنا السلاح
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٥٦ | الأحد ٢٠ نوفمبر ٢٠١١ | ٩ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٨٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

أنا السلاح

الأحد ٢٠ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: مينا ملاك عازر

أعترف أنا السلاح الذي سرقه "علاء عبد الفتاح"، بأنه سرقني بالإكراه بعد أن لقّن الجنود المعهود لهم بحملي علقة ساخنة، وضربهم ضربًا مبرحًا، حتى أنهم سلموني له بكل هدوء واستسلموا له بعد أن عذبهم عذابًا لا يطيقه بشر، أنا السلاح الذي طالما رافقتهم في حملاتهم السلمية للحفاظ على الثورة ضد الفتن الطائفية، وهم يشاهدون كيف انهدمت كنيسة "صول" واحترقت كنيسة "إمبابة" وتهدَّمت كنيسة "الماريناب"، وقفت اليوم أيضًا عاجزًا عن حمايتهم كما عجزوا هم عن حماية تلك الكنائس.

 

أنا السلاح المحشو رصاصات فشنك، كما يقول قادة الجنود المكلفين بحملي، أيوه محشو رصاص فشنك، أصل أنا بأحمي مبنى ليس له أهمية ولا قيمة، أظنكم تعرفونه وتسمعون عنه، إنه مبنى الإذاعة والتليفزيون بـ"ماسبيرو"، نعم ليس له أهمية.. هو لسه فيه حد بيتابع ما يقدم بهذا المبنى من برامج وأخبار؟ الكل عرف منذ الثورة- وقد يكون من قبلها- أن كل ما يُذاع من هذا المبنى كذب في كذب، ومبنى مبنِي للدعاية للحكومة منذ نشأته.

 

أنا السلاح صدقوني، الذي ألقاه "علاء" في النيل لأنه خايب ما عرفشي ياخدني ويحتفظ بي، كان فاده لما قبضوا عليه زي كل المجرمين، وقاتلهم بي كما يقاتلهم كل المجرمين. صدقوني، كانوا تركوه كما يتركون كل المجرمين الذين يطلقون عليهم النار. أنا السلاح الذي أرقد بقاع النيل بلا قيمة لي كما كنت بلا قيمة بيد الجنود الذين ارتاعوا فور رؤية الأقباط، وعجزوا عن التعامل مع البلطجية الطرف الثالث في معادلة "ماسبيرو"، أشهد أن "علاء عبد الفتاح" سرقني رغم أنف الجنود الواقفين كلهم.

 

أنا السلاح أشهد أيضًا، إنني كنت بأيدي جنود يبدو أنهم لم يكونوا مدربين لمواجهة أمثال "علاء عبد الفتاح" من المدنيين، ولا مواجهة البلطجية المدنيين الخارقين الذين أخذوا يطلقون النار ولم يقبض على واحد منهم. صدقوني، أنا هنا مرتاح من رؤية ما كنت أراه، يكفيني أن أنسى أنني وقفت على الحياد بين من في "التحرير" ومن حاولوا اقتحام "التحرير" يوم 1 و2/2/2011، حينها كان بودي أقف بجوار أولئك العزل الذين يجابهون راكبي الجمال، لكن حاملي أبَى أن يطلق رصاصة على الثوار ولا على أعدائهم.

 

أنا السلاح، أشهد بإنني كده مية مية، ومش عايز حد يدور عليَّ عشان يثبت التهمة على "علاء"، فـ"علاء" مذنب مذنب مذنب ومن معه، حينما آمنوا لمن لا يستحقوا المؤامنة، وصدقوا من لا يجب تصديقهم.

 

لكنني أؤكِّد أنني لم أكن موجودًا أثناء مظاهرات يوم الخميس الماضي بـ"شبرا"، فقد كنت مُلقى في النيل. صحيح قبل ما أختم اعترافي، دعوني أشكر الأخ "علاء" الذي رماني في النيل ليغسلني من همومي التي أحملها من جراء ما رأيته من تهاون رجال الجيش والشرطة في حماية الأقباط والثورة والبلد، وحمايتهم للسلفيين والبلطجية، وألومه على أنه لم يستفد بي حين سرقني ليحمي نفسه ورفاقه من بطش أُناس لا تعرف الرحمة.

 

المختصر المفيد، ربنا على الظالم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :