حمدي رزق
أبكى.. أنزف.. أموت/ وتعيشى يا ضحكة مصر
وتعيش يا نيل يا طيب/ وتعيش يا نسيم العصر
وتعيش يا قمر المغرب/ وتعيش يا شجر التوت
أبكى.. أنزف.. أموت/ وتعيشى يا ضحكة مصر
لم أرَ تجسيدًا أمينًا لقصيدة الخال عبدالرحمن الأبنودى: «وتعيشى يا ضحكة مصر»، سوى ضحكة الشهيد مصطفى عثمان، التى تنير صوره المنشورة على صفحات الفيس، ضحكة فى صورة تدخل القلب وتشرح الصدر، ضحكة شهيد، ضحكة من قلب حديد، ضحكة موحية، ملهمة، تنقلك إلى عالم من الصفاء، ورغبة فى الفداء، وحزن نبيل.
ضحكة من قلب شجاع، يضحك فى وجه الموت، ضحكة تقهر الخطوب، وتتحدى الأيام، وتبلسم الآلام، ضحكة ملؤها الثقة، والإيمان، والاحتساب، ضحكة الشهيد مصطفى فى طريقه إلى الشهادة.. طلبها، على أعتاب الطريق إلى الجنان.. تشوق لها، ضحكة الشهيد بشارة، وتعبير عن إيمان، ويقين بالرسالة.
وتعيشى يا ضحكة مصر، ضحكة النقيب مصطفى الصافية فى وجه الموت نبوءة نصر مبين، مصطفى واجه الديابة فى الصحراء بيقين، وجهًا لوجه مع الموت فى الظلام، مارد فارد قلوعه، لم يفقد ثباته، ولم يخش أو يخاف، ثبت فى موقعه يدافع عن أرضه وعِرضه، مصطفى هرع لاحتضان الموت الذى استهدف الكمين، ضحى بروحه لينقذ إخوته، ليفدى وطنه، ضحكة مصطفى باقية هناك فى مطرحه، فى قلوب الأحبة الصامدين على الحدود.. أسود.
ضحكة مصطفى تعزيك، تلمس قلبك الحزين، تصلب ظهرك، مصطفى يقرئكم السلام، الفاتحة على روحه الطيبة، وروح وريحان، ربنا يصبر أمك، ويصلب ظهر والدك، ويعزّى أهلك، ويطبطب باليد الحانية على القلوب المفطورة من قسوة الفراق.
نعم.. قلبى محزون، وفى عنقى دَين، وكف عزاء، وما حييت إلا مديون لمصطفى وإخوته، لولا تضحيات هذا الجيل من شباب مصر ما طابت ولا استطابت لنا الحياة، لولا أرواح الشهداء التى تظللنا ما كُتب لنا حياة، هؤلاء يرسمون لنا طريقا، يهبوننا يومًا جديدًا.
وتعيشى يا ضحكة مصر، ومصطفى ضحكة مصر فى وجه الزمن الصعيب، مادام بيننا مصطفى لن تفقد مصر ضحكتها، وضحكتها سر خلودها وصمودها وعظمتها، ضحكة مصر حاصل جمع ابتسامات الشهداء ورضا البسطاء وقناعة الطيبين بأن هذا وطن يستحق الحياة.
نقلا عن المصرى اليوم