كتب – روماني صبري
استضاف الإعلامي عباس الحاج حسن في برنامجه "منتدى الصحافة" المذاع عبر فضائية فرانس 24، كل من الإعلامي والقيادي في تيار "المستقبل" راشد فايد، والإعلامي مختار حداد، والإعلامي جمال العواضي، ومدير مجلة "أفريك-آزي" ماجد نعمة، للحديث عن دور الإعلام في تأجيج الأزمة والاشتباك السياسي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
يفتقد التجرد المطلق من الأحاسيس
وردا على سؤال " هل يلعب الإعلام دروا كبيرا اليوم في الاشتباك بين الولايات المتحدة وإيران وتصاعد التوتر بينهما ؟" .. أجاب راشد فايد قائلا :" الإعلام مهمته كشف الحقائق ، ورغم ذلك هناك ميول إعلامية لتصاعد التوتر ، لكن ثمة مشكلة وهي أن الإعلام يسلط الضوء على القضايا من أكثر من زاوية ، بمعنى أوضح من زاوية اهتمام الإعلاميين وليس من خلال التجرد المطلق من الأحاسيس .
واستطرد :" ثمة شيء وهو انه لا يمكن التجرد من الأحاسيس السياسية التي تسيطر علينا ، لذلك التوترات بين الولايات المتحدة وإيران كل صحفي يراها من زاويته الشخصية وميوله وقناعاته ، فمثلا الحدث نفسه يراه من يؤيد إيران من زاوية ويراه من يرفض إيران من زراية أخرى .
وشدد ، ليس هناك تجرد مطلق في تعامل الإعلام مع الأحداث والوقائع .
الإعلام الإيراني مستقل
ومن جانبه أكد مختار حداد ، أن وسائل الإعلام في إيران مستقلة ، موضحا الإعلاميين هناك لديهم استقلالية وحرية فيما يكتبون عكس الغرب ، لذلك غالبية ما ينشر في جميع وسائل الإعلام الإيرانية لا يعبر عن أراء المؤسسات الكبرى في إيران .
وتابع ، معظم وسائل الإعلام في طهران عدا عدد قليل جدا قد يصل إلى أصابع اليد ، قد تتلقي بعض الدعم من ناحية الأموال من خلال الإعلانات وما إلى أخره .
موضحا ، الإعلامي في النهاية إنسان لديه عواطف ومشاعر وطنية ، فمثلا عندما يرى رئيس دولة أخرى يسيء لبلاده وشعبها ويسب رئيس وطنه وقتها لن يقف مكتوف الأيدي هذه الطبيعي ، فهو رجل وطنيا وليس خائنا.
أما في الولايات المتحدة فثمة عدد كبير من وسائل الإعلام تعمل لصالح وزارة الدفاع الأمريكية الحكومة الأمريكية .
فقاطعه الإعلامي عباس قائلا :" أيضا يؤخذ على الحكومة الإيرانية أنها تمتلك صحف وأقلام كبيرة في الدولة تكتب لصالح الخارجية والحرس الثوري الإيراني! .
فرد :" هذا غير صحيح وعاري عن الصحة ، قد يكون رأي شخصي لهذا الكاتب ، أي هو يحب الحرس الثوري الإيراني والخارجية الإيرانية من قلبه فيكتب المقالات حتى يشيد بهما .
أما في إسرائيل فالجيش الإسرائيلي يمنع وسائل الإعلام من تغطية الإنباء التي قد تضر بسمعته ، عكس إيران ، هنا الجميع يستطيع أن يكتب وينتقد دون قمع .. الإعلام الإيراني لديه مشاعر وطنية لذلك يتصدى لترامب الذي قال أن الشعب الإيراني إرهابي .
إيران تقمع الصحفيين
وتساءل جمال العواضي قائلا :" هل يستطيع الصحفي في طهران أن يعبر باستقلالية عن كل ما يجول في خاطره؟ ، لا اعتقد الوضع هناك صعب ، والواقع يقول أن كل صحفي يتعرض للقمع والاعتقال إذا قال الحقيقة ، لذلك كل صحفي هناك يسير وفقا لما تريده الحكومة .
خلط الرأي بالخبر
وشدد ماجد نعمة على انه من الخطأ خلط الرأي بالخبر ، واستطرد ، للأسف الشديد ، صحف عربية كثيرة تخلط الرأي بالخبر ، فيتجول الإعلام إلى أداه حرب ، موضحا ، وهذا يحدث أيضا في الدول الأوروبية .
في فرنسا مثلا ، وضعوا قانونا ضد ما يسمى بالأخبار الكاذبة ، ويقول المثل "ومن يأكل بمطبخ السلطان يضرب بسيفه" ، الآن من يملك وسائل الإعلام مليارديرات فرنسا الذين لا علاقة لهم بالصحافة ، لكنهم وظفوا أموالهم في الصحافة لأهداف معينة .