حمدي رزق
أخطأَ، فهو مخطِئ، والمفعول مُخطَأ، نعم أخطأَ صلاح، وأَخْطَأَ الرَّجُلُ: غَلِطَ، حَادَ عَنِ الصَّوابِ، أَذْنَبَ عَمْداً أَو سَهْواً، وخير الخطائين التوابون، نعم فقد صلاح بتضامنه مع «وردة» بعضاً من تعاطف المحبين، لكن لايزال يملك فى قلوبهم الكثير، وعليه أن يحذر مستقبلاً، وينصت للنصيحة المخلصة، ويتبين موقعه من الإعراب، ويقتصد فى تغريداته، فكل حرف محسوب عليه، ونخشى عليه حباً، لذا أفسحت المجال لنصيحة من محب، للدكتور يحيى نورالدين طراف، علها تصل صلاح وينصت لصوت العقل، عليه أن يفكر بعقله أولا قبل أن يسدد بقدميه.
يقول الدكتور طراف: «أخالفك الرأى فيما جاء بمقالك (ماسكين فى شورت صلاح)، فانتقاد صلاح الذى أمسى عالمياً لموقفه الغريب من زميله المتحرش ودفاعه عنه بتغريدات مكتوبة بالإنجليزية، هو ما جناه صلاح على نفسه ولم يجنه عليه الإخوان.
فقد أساء صلاح اختيار موقفه من قضية زميله الذى أوقفه الاتحاد المصرى، وتزعم حملة للضغط على الاتحاد للرجوع عن قراره، ونسى أن القضية التى ركب فيها الصعاب، هى قضية غير أخلاقية مخلة بالشرف يزدريها العالم الحر الذى نبغ فيه صلاح، فلا غرو أن تناقلت السى إن إن والبى بى سى وغيرها من أمهات محطات العالم وصحفه، بالعجب والعجاب، خبر انتصار لاعب مثل محمد صلاح، لمتحرش جنسى، قد سبق منه التحرش عالمياً ومحلياً مرات ومرات.
صلاح يحتاج منا ومن الحكماء النصح والإرشاد، خاصة أنه وإن كان الله أتاه موهبة فريدة فى قدمية، فإن نصيبه من التعليم والثقافة محدود، ويسهل التغرير به، فيقع فى المحظور الذى لا يليق بأمثاله. عقب نهائى دورى أبطال أوروبا، هرع كى تلتقط له الصور مع الإرهابى الهارب!
وغداة وصوله لمصر حين وقعت مجزرة كمين (البطل 14) بالعريش، ووجد نفسه مضطراً أدبياً للتعليق، كتب تغريدة ينعى فيها (شهداء الوطن)، فلا خص الشرطة ولا الجيش بالذكر، ولا حتى كتب اسم الشهيد عمر القاضى كدليل على المجموعة، فالتزم (التقية) حيث يعتبر الطرف الآخر قتلاه كذلك شهداء للوطن. وهذه كانت صورة من تغريدة الإرهابى الهارب.
ثم أحدث صلاح ما لم يأته من قبله أحد، حين اتصل هاتفياً بشيخ الأزهر يعاهده على المضى قدماً فى نصرة الإسلام!! وحرص كلاهما على أن تنشر الصحف أخبار هذه المكالمة!!! فما كانت الرسالة التى أراد صلاح توصيلها للأمة المصرية؟ وهل سيرسى تقليداً جديداً فيقوم اللاعبون من الآن فصاعداً بإهداء الكأس لشيخ الأزهر وزيارته إذا ما فازوا بها، وتنحية الدولة الراعية لهم جانباً. ليتك تكتب كلمة لصلاح فى هذا الشأن، فهو يحتاج لكلمة صادقة أمينة ولنصح مبين قبل فوات الأوان، فصديقك من صدقك لا من صدّقك».
نقلا عن المصرى اليوم