الأقباط متحدون | هل هي نهاية الفترة الانتقامية؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٥٢ | الثلاثاء ٢٢ نوفمبر ٢٠١١ | ١١ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٨٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل هي نهاية الفترة الانتقامية؟

الثلاثاء ٢٢ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سامي فؤاد

في قريتي الصغيرة اعتدت على مشاهدة مشاجرة أو نزاع ينتهي بأن يقف شخص من العدول ليقول صاحب الحق حقه عندي، وبالفعل ينتهي الأمر بتأديب المخطئ ورد الاعتبار لصاحب الحق، وبهذا يكون الرجل مصدر ثقة، وعندما وافقنا على تسلم الجيش زمام الأمور من المخلوع وافق الجميع حفاظًا على الوطن وسلامته ولضرورة وجوده ليقود المرحلة لثورة لم تكن لها قيادة محددة، وغضضنا البصر ولم يسلط أحد الضوء على أشياء كادت تعطي انطباعًا أن هناك محاولة للتهدئة مع الحفاظ على سلامة وكرامة المخلوع وأسرته، بل ولم نقف كثيرًا عند كيف تمكن بلطجية موقعة الجمل من دخول الميدان؟ وما ضرورة الاستفتاء الانقسامي؟ ولماذا لم يقدم المخلوع للمحاكمة إلا بمليونيات؟

 

ولماذا كان هناك تراخي في فرض الأمن وشعور المواطن بالأمان، وكأن هناك رغبة في بث الكراهية لما سببته الثورة والثوار؟؟.. وكان مشهد "أطفيح" و"إمبابة" ثم أحداث "ماسبيرو" مسامير تُدق في نعش ثقة المواطن بالنظام الحالي وإعلامه، بل شعر الكثير أننا في عهد "مبارك نيو لوك"، ولسرعة الأحداث واعتمادها على عناصر الزمن والعوامل الاجتماعية والنفسية للقطاع العريض من الشعب المصري، نجح النظام- سواء بقصد أو بحسن نية- في بعثرة الأهداف، ولكن سرعان ما خسروا الرهان؛ لأن من يصدِّقك سريعًا تفقد ثقته سريعًا، خصوصًا عندما يدخل في رهانك الحلول المدرعة قبل الحلول السياسية. ودعنا نتفق على نقاط تسئ لخارطة طريقهم وتجعلنا نشعر بأنه ليس طريقًا.

 

 

عدم الشعور بجدية المحاكمات للمخلوع وأعوانه، والتعامل مع المتهمين بقتل الثوار بطريقة تقترب من التكريم، والتعامل مع أهالي الشهداء ومصابي الثورة وكأنهم هم المذنبين..

الحكومة المرتعشة التي رُفضت استقالتها أكثر من مرة، والتي شعر المصريون معها أنها صورية ليس أكثر، والحاكم الفعلي هو المجلس العسكري.

التعامل بعنف مع المعتصمين والاستعانة بالبلطجية، التي تعني أن النظام يستخدم نفس أدوات النظام السابق.

 

شعور النخب السياسية والأحزاب، حتى التيارات الدينية التي ملأت الدنيا، بخطوطها الحمراء وأن المجلس آخر دروعنا، بأن ما يحدث ضد الثورة وضد أهدافها، ومن يفعل ذلك لا يؤمن بأن "مصر" كانت بها ثورة.

 

الزج بالتيارات الدينية كفزاعة ولإقصاء التيارات السياسية واستخدامها كقوة مدنية تقبل التفاوض على ما يرفضه السياسيون، وذلك لقلة ممارستهم السياسية، وتركهم للبناء الأساسي، والتركيز علي صراعات من نوعية المادة الثانية، ومدنية أو دينية الدولة، لكن يبدو أنهم استوعبوا الأمر مؤخرًا.

 

 

الأسباب كثيرة ولا يغفلها أحد، ولا يتسع المجال لذكرها، لكن دعنا نقرأ من صفحات الماضي لتتسع عيوننا.. ماذا يجب أن نفعله الأن؟؟ وأقول هذا ليس للمواطن ولكن للنظام، فالعجلة لن تدور للخلف، وحلول القوة والدماء لن تزيد الأمر إلا سوءًا، بل كلما زاد العنف زادت المطالب، وقبل نزف الدماء تكون المطالب بنوعية "التغيير، التعديل"، لكن بعد الدماء يكون المطالبة بالرحيل ثم المحاكمة. احتكم الأمر الآن يا سادة، ويجب تجاوز الأزمة، فـ"مصر" فوق الجميع. يجب تدارك الأمر قبل خروج الجميع، قبل أن يخرج الفقراء والمهمشون ومن تساوت الحياة عندهم مع الموت، بل قد تجد أجسادهم قبورًا بعد الموت في حين لم ترَ في الحياة سوى أكشاك خشبية ومعيشة غير أدمية، وإن كان الأمر لجس النبض أو بالونة اختبار للقوة وطول النفس، أعتقد ليس بدماء وعيون شبابنا. يا سادة، لقد نجح المخلوع وفلوله لوضعكم في مأزق. الحل في الاستعانة بأهل الصنعة والخبرة من السياسيين والوطنيين بعيدًا عن صنع توازنات، وحقنًا للدماء وزيادة الشرخ في العلاقة بين أبناء الوطن وإخوانهم في الجيش والشرطة. فـ"مصر" يتربص بها شياطين من الخارج، ولهم أعوان في الداخل. وأخيرًا: إن كنتم قدرنا أعاننا الله عليكم، وإن كنا قدركم أعانكم الله علينا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :