قبل أسبوع، اقتربت سفينة صينية صغيرة من الخليج العربي، بعد رحلة استغرقت 19 يومًا، ليبلغ قبطانها عن وضعها، ومسارها وسرعتها، فضلا عن تأكيده ارتفاعها عن المياه قليلًا، ما يوحي أنها –ربما- تكون فارغة وغير محملة بالبضائع.
بعد لحظات من تبليغ قمرة قيادة السفينة أجهزة المراقبة في منطقة الخليج العربي، اختفت الشاحنة الصينية الصغيرة "صينو إنيرجي 1" تمامًا من على شبكة الملاحة، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز".
بعد 6 أيام، ظهرت إشارات من قمرة قيادة السفينة الصينية مرة أخرى، تبلغ أنها ستتجه نحو الشرق، بعيدًا عن مضيق هرمز، باتجاه إيران، وأنها تغوص قليلا في المياه، ما يعني أنها محملة ببضائع.
أوضحت الصحيفة الأمريكية، أن السفن التي تعبر تلك الأيام في الخليج العربي، ومضيق هرمز، تختفي في لحظة ما، وتظهر بعدها محملة بالبضائع، في محاولة للمراوغة من تنفيذ العقوبات الأمريكية على قطاعي النفط والبتروكيماويات الإيراني.
تتحدى السفن التجارية الدولية، العقوبات الأمريكية بالاختفاء عن أعين أجهزة المراقبة والملاحة الدولية، للتعاون مع إيران، دون علم واشنطن.
سمير مدني، الشريك المؤسس لمؤسسة TankerTrackers.com، وهي شركة تستخدم صور الأقمار الصناعية للتعرف على الناقلات التي تتصل بالموانئ الإيرانية: قال في تصريحات لـ"نيويورك تايمز": "إنهم يخفون نشاطهم، حتى لا يعرف أحد بوجودهم في إيران، ومن ثم التهرب من العقوبات الأمريكية".
وقالت الصحيفة الأمريكية إن المعاهدة البحرية الموقعة بين المجتمع الدولي، وتشرف عليها الأمم المتحدة، تتطلب من السفن التي تتخطى حمولتها 300 طن، أن يكو بها نظام تعريف آلي، ما يسمح لمراقبة حركة الشحن.
قال ريتشارد نيفيو، الباحث في جامعة كولومبيا، الذي أشرف على سياسة إيران في مجلس الأمن أثناء إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إن الشركات الأجنبية العاملة مع المؤسسات أو البنوك الأمريكية يخاطر بأن يتم معاقبته من قبل الولايات المتحدة بسبب تعاونه مع إيران.
براين هوك، الممثل الخاص للولايات المتحدة لإيران، قال للصحفيين في لندن الجمعة الماضية، إن واشنطن ستعاقب أي دولة تستورد النفط الإيراني.
وذكر جاري سامور، الأستاذ في جامعة برانديز، والذي عمل في قضايا الأسلحة في إدارة أوباما، أن إيران تحاول حل العقوبات الأمريكية من خلال تقديم "تخفيضات كبيرة" في أسعار منتجاتها النفطية والبتروكيماوية.
أكدت "نيويورك تايمز"، أن الشركاء التجاريين لإيران، لم يلتزم بالعقوبات الأمريكية، ففي أواخر سبتمبر وأوائل أكتوبر، وقبل فترة وجيزة من بدء سريان العقوبات، اختفت سفينة صينية عن شبكة المراقبة لمدة 10 أيام، وبعد الظهور مرة أخرى على الشبكة، بدا على السفينة الصينية، امتلائها بحمولة ثقيلة.
يقول كورت سميث، وهو ضابط سابق في خفر سواحل الولايات المتحدة، إنه في بعض أنحاء العالم، بما في ذلك بحر الصين الجنوبي، من غير المألوف أن تلتزم السفن الصمت، لأن نظام التعرف الآلي قد يعطي بيانات عن حجم الشاحنات، ووزنها.