أيمن غالي
تابعت بعض الأطروحات عن اللغة القبطية وكونها غير مهمة لدراسة الكتابات المصرية القديمة لأنها لا تمت بصلة بالهيروغليفية، ولا صوتيات اللغة المصرية القديمة، وهي تمثل حروف وصوتيات لغة المستعمر اليوناني إللي إختصر صوتيات مصرية أصيلة في صوتياته المنقوصة وإللي هي عبارة عن 24 حرف ..
في دراستنا لعلم أصول الكلمات (الإيتيمولوچي Etymology)؛ أهمية دراسة تاريخ اللغات ومفردات علم اللسانيات linguistics؛ وإللي منه علم الصوتيات Phonetics ..
وناس كتير من غير المتخصصين بيعتقدوا إن أصوات اللغة القبطية غير مصرية وتم صبغها بالنطق اليوناني وكونها لا تمت للمصرية القديمة بصِلة ..
ببساطة شديدة؛ ظهرت اللغة القبطية في منتصف القرن التالت ق. م (هي لغة تختلف عن تركيبات وصرف المصرية القديمة وليست فقط خط من خطوط اللغة المصرية)؛ نشأت عن لغة الخط الديموطيقي (لغة العامة والشارع المصري) وتطورت إلي أن وصلت إلي ذروة تطورها في القرنين الرابع والخامس ..
الحروف اليونانية أصلها مصري؛ ترجع أصولها للكتابات السينائية (قرن 17 ق. م)؛ المأخوذة عن الهيراطيقية (يعني بضاعتنا وردت إلينا) ..
اليونانية فيها 24 حرف صوتي، والمصرية فيها أكتر من كده ..
المصريين ما إكتفوش بالحروف اليونانية، وكل صاحب لهجة مصرية أضاف حروف صوتية تخدم لهجته، وشوفنا لهجات قبطية بتبدأ حروفها بـ 24 حرف فقط كالبشمورية (شمال الدلتا) ، ولهجة قبطية بتشمل 35 حرف صوتي زي اللهجة الطيبية (الأقصر حالياً)، ومنها إللي وصل لـ 36 حرف، وحالياً اللهجتين البحيرية والصعيدية 32 حرف ..
ناس قالت إن الصوتيات اليونانية بلعت الصوتيات المصرية .. نسأل صاحب الكلام ده: جبت الكلام ده منين ؟!
بالفعل المصريين أخدوا الحروف اليونانية إللي هي من الأصل بتاعتهم وإستعملوها بصوتياتهم وأضافوا عليها حروف صوتية غير موجودة في اليونانية لخدمة لغتهم ..
وإللي يتابع ما يعرف باللفظ القبطي القديم وإللي كان موجود في مصر قبل سنة 1888م حا يعرف الكلام ده، وإعتماد الصوتيات اليونانية لـ 24 حرف قبطي تم إعتمادها كأحد مفردات مشروع إتحاد بين الكنيسة المصرية واليونانية في نهاية القرن التسعتاشر ..
لكن صوتيات القبطية القديمة بلهجاتها محفوظة وموجودة ومسجلة من خلال وثائق مخطوطة، ومن دواعي شرفنا وجود رسالة دكتوراة من جامعة أوكسفورد عن صوتيات اللغة القبطية القديمة للعالم المصري الدكتور إميل ماهر أستاذ اللغة القبطية (1985م) ..
وصوتيات اللغة القبطية هي نفسها المصرية القديمة، وغير صحيح إنه تم تغريقها (صبغها بالصبغة الإغريقية) مع الوضع في الإعتبار أن المجتمع القبطي كان مجتمعا مغلقاً عن المجتمع اليوناني في الإسكندرية وبعض المراكز التجارية، وده حا نلاحظه كويس جدا في كتابات الأقباط وأشهرهم كتابات الأنبا شنودة (من أباء القرن الرابع) باللهجة الصعيدي والكثير من الأدب القبطي بعدة لهجات قبطية ..
مهم جدا إننا نقرا ونتعلم ونرجع لفروع العلوم المختلفة منعا لأي لغط ..
معلومة هامة: شامبوليون له كتاب عن اللغة القبطية باللهجة الطيبية؛ ده غير معرفته باللهجات الشائعة الأكثر إنتشارا - صعيدي وبحيري - إللي إتعلمها من فم الكاهن القبطي يوحنا الشفتشي .. (يعني شامبوليون كان لسانه القبطي مظبوط جداً) ..
ولدينا مئات آلاف المخطوطات - بعدة لغات تحتوي علي نصوص واحدة في عدة لغات - تؤكد صوتيات اللغة القبطية؛ أشهرها مخطوطات قبطي ومقابلها ترجمات لنفس النصوص بلغات: لاتينية، يونانية، أمهرية، سريانية، عربية، أرمينية، سريانية بلهجاتها ..
وتوافر المخطوطات دي راجع لوثائق بين مختلفي اللغات ما بين بائع ومشتري مختلفي اللغة والجنسية مثلاً، ومخطوطات الصلوات والنصوص الدينية والتي كان بعضها يحوي أكتر من خمس لغات في الصفحة الواحدة وقتما كانت أديرة مصر ملاذاً لشباب العالم كله بمختلف لغاته لتعلم الرهبنة والترهب في صحاري مصر (جبل نتيريا ووادي النطرون وجبال البحر الأحمر وغيرها) ..