جمال رشدي : يكتب
ما تعرضت له الصديقة فاطمة ناعوت من تجريح لشخصها وسمعتها، بألفاظ رخيصة، دنيئة، سوقية، بسبب الصالون الشهري الأخير الخاص بها، وضيفها قداسة البابا تواضروس غير مقبول علي المستوي الإنساني أو طبقا لتعاليم المسيحية، تابعت الأحداث عن كثب منذ البداية ومن خبرتي الإدارية توقعت ما سيحدث من انفلات أخلاقي على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الكاتبة فاطمة ناعوت وضد شخص قداسة البابا.
عندها أرسلت رسالة إلي الصديقة فاطمة ناعوت، طلبت منها تأجيل ذلك الصالون الخاص باستضافة قداسة البابا لحين الترتيب المناسب والملائم له بما يتوافق مع قدسية ومكانة قداسة البابا، وتواصلت تليفونياً من خارج مصر ولكن لم يكن هناك رد من صديقتي.
أولا . لابد إن تعلم الصديقة فاطمة ناعوت إن هناك كتائب إلكترونية إخوانية وسلفية محترفة ومنظمة، تتخذ أسماء مسيحية لصفحات وهمية ومن خلال تلك الصفحات تشن حملة ممنهجة علي قداسة البابا، وعلي القوي المدنية التنويرية التي تنادي بدولة المواطنة، وما حدث معها لا يخرج عن تلك الكتائب المنظمة المحترفة التي تعتمد علي سذاجة وأميه الكثيرين.
ثانيا . للأسف إن تلك الصفحات الوهمية تجد رواجاً عند بعض الأقباط المغيبين، الذين ليس لديهم إدراك أو معرفة، فيتناولون المادة التي تنشرها ضد الكنيسة وقداسة البابا، وتلك المادة تخاطب بذكاء منقطع النذير غريزة العقيدة التي تثير البسطاء في الإدراك والمعرفة.
ثالثا . الصديقة فاطمة ناعوت نختلف أو نتفق مع شخصها لكن الكل يجمع أنها صوت تنوري قوي وقف ضد دولة الإخوان، وما زالت تناضل ضد الظلام والرجعية لفكر جماعات التكفير والإرهاب، وتعرضت عبر مسيرتها النضالية لحروب كبيرة، وقد وقفت بجانبها بالكتابة والمساندة في بعض تلك الحروب لما تستحقه من تقدير لدور نضالها.
رابعا . لقد قبلت الكنيسة وقداسة البابا دعوة الصديقة فاطمة ناعوت بصدر رحب وروح المودة والمحبة، ومن منظور حضن أبوية قداسة البابا لجموع
المصريين رحب قداسته بأن يكون صالون فاطمة ناعوت في بيت المصريين وهو الكاتدرائية المرقصية وذلك شرف كبير للصالون وللقائمين عليه.
خامسا . تحية خاصة لقداسة البابا والمسئولين في الكاتدرائية لقبولهم الصالون داخل الكاتدرائية وبحضور قداسته، رغم الهجوم الشرس والرفض الجامح من الكثير من الأقباط ، وذلك الرفض ليس مرتبط بشخص الصديقة فاطمة ناعوت أو صالونها الثقافي بل له ارتباط بقدسية المكان وقيمة قداسة البابا الروحية عند الأقباط ..
سادسا . عتابي علي الصديقة فاطمة ناعوت في عدة نقاط وهي:
1 – تتعامل مع الأحداث والمواقف بحس الشاعرة الرهيف والبساطة والعفوية والتواضع، دون ضوابط ونظام إداري، وهذا ما حدث مع الصالون الأخير وضيافة شخص قداسة البابا ذلك الحدث الكبير وهو بالتأكيد إضافة تاريخية لمسيرة الصالون كان يحتاج تنظيم إداري وحنكة وحكمة، بحيث يكون الإخراج ايجابي ونفعي علي جميع الإطراف، ويحظي بقبول شعبي قبطي وهذا ما كنت أود تناوله مع صديقتي ورسالتي لها بضرورة تأجيل الصالون لكي يتسني لجميع الإطراف تنظيم الوضع أكثر بما يلائم مكانة قداسة البابا.
2 – ما كتبته صديقتي بعد انتهاء الصالون واعلم كل العلم أنها كتبته بحسن نية دون أي مواربة أو قصد سئ، وهو إنها لا تفكر في استضافة قداسة البابا مرة أخري لان الصالون لا يستضيف شخصيات رفيعة المستوي مرتين في السنة، تلك الكلمات كانت غير موفقة وتناولها الكثيرين من منظور انتقاص لمكانة البابا، وذهب بها البعض بأنها ترويج واستغلال لاسمه.
3 – خطأ جسيم وقعت فيه صديقتي حين انزلقت إلي من هاجموها بألفاظ دنيئة ونشرت علي صفحتها في الفيس بوك تلك العبارات ضد شخصها، لان هؤلاء لا يستحقون الاهتمام أو الرد، بل كنت أتمني إن تترفع عن الرد، ولا تعطي فرصة لهؤلاء إن يدخلوا دائرة الشهرة والاهتمام علي صفحتك لأنه واضح من مفرادتهم اللغوية الغير سليمة مدي جهلهم الثقافي وجوعهم العلمي وانحطاطهم الأخلاقي.
سابعا. وأخير ارفض رفضا قاطعاً ما تتعرض له فاطمة ناعوت، من سباب وشتائم عفنة دنيئة ترفضها الإنسانية والتعاليم المسيحية، لكن أقول لكل الإطراف عليكم بالوعي والإدراك من حروب الجيل الرابع والخامس، التي تستخدم منصات مواقع السوشيال وهدفها هدم القيمة وتقزيم القامة، وتفريغ المجتمع من رموزه، ومن ثم الدخول به في حالة عراك وضجيج وصراخ وفوضي أخلاقية وبعدها المحاربة والاشتباك، ومن ثم التفتيت والتفكيك، وفي والأخير السقوط والانهيار.