Oliver كتبها
الفردوس مسكن الأفراح للنفس التي تحيا أشواقها للمسيح بغير فتورحتى يأتي بقدميه فوق جبال النور يبشرها بنفسه فاتحاً حضن إبراهيم الذى هو حضنه قائلاً اليوم تكون معي في الفردوس.
ما أجمل أن تتمتع الروح في موضع الأرواح وحدها إلي أن يأتي الميعاد و تعود الأرواح إلى أجسادها الممجدة بفرح عظيم لتسكن ملكوت الله مسكن الله الأبدى مع الناس .ليس الفردوس مكان إنتظار صامت خامل لا نشاط فيه بل هو إنتظار عامل مثمر مثل إنتظار أم حبلى تترقب ولادة جنينها.
تدخل الروح الفردوس منقادة بروح الله.تزفها الملائكة التي ستتمتع بصحبتها .تنغمس الروح في طهارة الرجل البهى صانع الأنوارالرب يسوع .يكرز للروح نفس ما سمعه اللص التائب علي الصليب.اليوم تكون معي في الفردوس.
قتها يصيب الروح تغير لا يوصف يؤهل الروح للحياة بفرح بدون جسد –مؤقتاً-
قبل تلك اللحظة كانت الروح محدودة بالجسد.تسمع به و تتحرك من خلاله و تشاركه جميع حالاته .
تقود الجسد و تسمو به أيضاً لكن لم تكن دوماً في موقع القيادة .أما الآن فلا جسد بل حرية مجد .غادرت الأرض و غادرته في الأرض إلي حين ينتعش الراقدون بالقيامة .
تتأهل الروح في رحلة الإنتقال من الأرض إلي الفردوس لحياة بلا جسد تأخذ مشاعرها مباشرة من روح الله.تشترك في المشاعر الفردوسية بقدرة إلهية .
تفهم بلا قيود بلا حواجز ما لم تفهمه من قبل عن شخص الرب يسوع في بهاءه و جلاله لأن حواساً روحية جديدة تتفتح في الروح كزهرة للصبح الجديد.
حواس سماوية تعيش الملكوت بصورة أكثر قرباً لأن شجرة الحياة قد إنتقلت من وسط فردوس الله إلي داخل الروح بغير إنقسام.
مزمور 84 لبني قورح يمنحنا درساً يمكن أن يصف لنا رحلة الروح من الأرض إلي الفردوس .
أحد الأماكن التي صنعها الرب ليأخذنا إليها حتي يأخذنا للملكوت.هذا قال عنه أعد لك مكانا حتي آتي و آخذكم. هو ديار الرب لجميع المخلصين بغير تفرقة فالدرجات في الملكوت..تدخله النفس المشتاقة.
القلب إليه يحن.
اللحم أيضاً ينتظر موعده ليتمجد.الروح كالعصفور تطير إلي الفردوس عشها .
أعشاش الطيور ليست أبدية هكذا أيضاً ليس الفردوس أبدياً مثل الملكوت.في الملكوت تكون الأنظار في عظمة الرب و حلاوة و إبهار ما لم يعرفه إنسان من جمال الملكوت.
أما في الفردوس فنكون كالمزمور.نغني بالروح و النفس لا تنفصل عنها.
يا لعظمة مشاعر الراحة التي فيه .غسيل التجديد ينير الأرواح فتبرق ألمع من الكواكب المضيئة بإنبهار.حديث روح الله لا يسكت ليشبع به العطاشى و الجياع إلي البر.لا قلق و لا تعب و لا خوف و لا إحتياج.الموطن مسيج بذراعي الله القدير. يسكنه العابرون من وادى البكاء إلى حيث الموضع الذي هرب منه الحزن و الكآبة و التنهد لكن الملكوت مسكناً أعظم.إلي الفردوس تدخل و من الفردوس إلي الملكوت تخرج كما هو مكتوب تدخل و تخرج و تجد مرعي.
طرق الرب واضحة في الفردوس. مقاصد الرب علانية.الروح تري عالم الروح.تتعلم التسبحة من الملائكة.تفعل مثلهم و تهيم حباً .
تصير صداقة وسط القديسين.تذهب الروح إلي روح أخري و أخري .تذهب من قوة إلي قوة.
جوقة المرنمين تتحد علي قيثارات سمائية. الفردوس كنيسة لم يصنعها إنسان و لم يخدمها إنسان بل راعي الرعاة يعتني بمن فيها و في حضنه يكتملون.
فردوس الله صهيون.فيها يتراءي كل الوقت .مجمع القديسين هنا.
الصلاة لا تنقطع و تيار الحب الجارف يلهب الجميع.لا نملك أوصاف الفردوس لكن حلاوته تجعل يوماً فيه خير من ألف و الجلوس في متكأه الأخير خير من السكني في مظال الغرباء.الرب شمس الفردوس الرب موطن الأرواح يرفعها إليه و به تلتصق.
السالكون قدامه يكللهم بالكمال ,يظل يهيئهم كل الوقت حتي يحين الوقت و يلبسوا الأكاليل و يتملكون علي عروشهم.هذه الأرواح التي له و فيه تتنعم.