قال الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إن الجامعات ليست مجرد مكان للشهادات فقط، وإنما لابد أن يكون لها دور واضح فى الصناعة والزراعة وتطوير العقل ومساعدة الوطن فى المشروعات القومية والمساهمة فى عملية النهوض بكل المجالات.
وأضاف «الخشت»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن الجامعة نجحت فى تحويل معظم الإجراءات المالية لنظام التعاملات الإلكترونية، تفعيلًا لمبدأ الشفافية وعمليات الإصلاح المالى والإدارى داخل الجامعة، واعتماد نظام تقييم الأداء، وربط الحافز المادى بالإنجاز فى العمل، والانضباط لضمان عدالة توزيع المكافآت، وإعداد خطط تدريب للعاملين وأعضاء هيئة التدريس والقيادات بالجامعة.
وأوضح أن متابعته لأساتذة وطلاب الجامعة على مواقع التواصل الاجتماعى من قبيل التواصل الخلّاق معهم وفق لغة العصر، وهذا استخدام صحيح لـ«السوشيال ميديا» فى التواصل الإيجابى،.وإلى نص الحوار:
■ بداية، كم تبلغ موازنة جامعة القاهرة للعام المالى الجديد؟
- موازنة العام المالى الجديد تبلغ نحو 5 مليارات و600 مليون جنيه، من بينها 3 مليارات و600 مليون من الخزانة العامة للدولة، وملياران من الموارد الذاتية للجامعة، بنسبة تصل لـ32% من إجمالى الموازنة، ما يعكس الوضع المالى القوى للجامعة فى العام الحالى بعد نجاح خطتنا فى زيادة الموارد الذاتية زيادة حقيقية نتيجة نجاح البرامج التعليمية الجديدة التى أطلقناها، ونتيجة لعمليات ترشيد الإنفاق وإعادة توزيع الأولويات.
■ هل هناك عجز فى موازنة الجامعة.. وما مدى إمكانية توفير مليارى جنيه؟
- غير صحيح على الإطلاق.. كيف سيكون هناك عجز فى الموازنة والجامعة تتحمل نحو مليارى جنيه من مواردها الذاتية لأول مرة فى تاريخها، وحققت زيادة فى مواردها الذاتية بنحو 30%، بالرغم من حجم الإنفاق على مشروعات التطوير الكبرى، ما يؤكد التحسن المطرد فى فوائض الجامعة، على الرغم من أن الجامعة كان عليها عام 2017 ديون والتزامات بما يزيد على مليار و800 مليون جنيه، ولا نزال نسدد من الديون القديمة، وآخرها قبل عيد الفطر بأسبوع، فقد سددنا 3.5 مليون جنيه لإحدى جهات الدولة من تلك الديون القديمة.
■ إلى أى مدى تم النجاح فى تحويل الجامعة لإحدى جامعات الجيل الثالث؟
- نجحنا بنسبة 100% فى تحقيق أهدافنا المرحلية وفقًا للخطة الاستراتيجية، بدءًا من إصلاح العملية التعليمية والبحثية، مرورًا بالتحول نحو اللامركزية، وتطوير البنية التحتية من خلال مشروع تطوير الحرم الجامعى والمدن، حتى الوصول للعالمية من خلال الشراكات مع جامعات العالم، وتحسين ترتيب الجامعة فى التصنيفات الدولية لأول مرة، علاوة على زيادة رقعة التخصصات البينية، وإنشاء كليات جديدة تخضع برامجها لمعايير جامعات الجيل الثالث.
كما خطونا خطوات واسعة فى سبيل التحول لجامعة ذكية، مع وجود مظلة ميكنة إلكترونية واسعة للجامعة لتحقيق التحول الرقمى والشمول المالى، أبرزها التحول لنظام الدفع الإلكترونى، وتوطين منظومة التحصيل الإلكترونى لجميع خدمات الطلاب، حيث أطلقت الجامعة عدة خدمات تقوم على التحصيل الإلكترونى، مثل: تسديد الرسوم الدراسية وتطبيق الميكنة الإلكترونية والنظام الذكى فى المدن الجامعية وتوحيد أكواد الطلاب على مستوى الجامعة بالكامل.
■ كيف تقيم دور الجامعة فى تطوير العقل وتجديد الخطاب الدينى؟
- جامعة القاهرة أصبحت خالية تمامًا من أصحاب الأفكار المتشددة وحتى المتحزبة، لأننا فرضنا ذلك منذ اليوم الأول لتولى المسؤولية، إذ إن الجامعة مكان للعلم والعلوم وفقط، وليست مكانًا للعمل الحزبى أو السياسى، لأن الجامعة فوق فكرة السياسة والأحزاب، وأصدرنا وثيقة التنوير التى تنص على عدم التمييز بين الطلاب على أساس الدين أو الحزب أو الطائفة.
■ هناك اتهامات موجهة لك بمراقبة أساتذة الجامعة وطلابها على مواقع التواصل الاجتماعى.. فكيف ترى ذلك؟
-.. ولماذا تعتبرها مراقبة؟!.. أمَا آنَ الأوان لأن نستغل مواقع التواصل الاجتماعى فى شكلها الصحيح من تحقيق سرعة التواصل مع منظومة العمل، والدليل على ذلك كم الشكاوى والمشكلات الخاصة بالطلاب وأعضاء هيئات التدريس والعاملين، التى تدخلت مباشرة وتم حلها من خلال متابعتها، فى المقابل لا توجد حالة واحدة تمت معاقبتها أو اتخاذ أى إجراءات قانونية ضدها من خلال متابعة مواقع التواصل الاجتماعى، وبالتالى فإن تفاعلى بشكل مستمر من أجل توفير منفذ أسرع وأسهل لتلقى الشكاوى وحل المشكلات وليس لأسباب أخرى.
■ كيف تسهم الجامعة فى الدور التنموى للدولة؟
- منذ توليت المسؤولية وهدفى أن يكون للجامعة دور واضح فى تنمية المجتمع ومساعدة الدولة على النهوض فى كل المجالات، حيث وجهت الجامعة مخرجات البحوث العلمية لتخدم خطة الدولة فى التنمية والمشروعات التى يتم تنفيذها، من خلال إطلاق مشروعات بحوث تطبيقية فى مجالات تتعلق بالطاقة البديلة، والنانوتكنولوجى، ومعالجة وتحلية المياه، والأمراض المتوطنة، والغذاء، والعشوائيات، ولم نكتف بالدور البحثى فقط، وإنما هناك دور واضح من خلال إطلاق مشروعات تطوير العقل المصرى وتجديد الخطاب الدينى، ومشروع «1000 قائد إفريقى»، لدعم التوجهات الوطنية بشأن الملف الإفريقى.
■ أين البحث العلمى من اهتمامات الجامعة؟
- الجامعة عملت بالتوازى مع الإصلاحات الإدارية والتحول نحو اللامركزية وإعادة هيكلة التنظيم الإدارى والمشروعات الكبرى على الارتقاء بمنظومة البحث العلمى، حيث بلغت الأبحاث المنشورة دوليًا باسم الجامعة 4 آلاف و38 بحثًا علميًا فى المجلات والدوريات العلمية المصنفة دوليًا بزيادة 3.43%، إلى جانب زيادة أعداد الباحثين بنسبة 10.50%، وزيادة معامل التأثير والاستشهادات بالبحوث العلمية بنسبة 17.11%، وزيادة المكافآت المخصصة للنشر الدولى بنسبة 17%، إلى جانب إنشاء وتطوير 31 معملًا، مثل معامل الكيمياء التحليلية بكلية الصيدلة وتزويدها بأحدث المعدات، ومعامل الفيزياء بكلية العلوم، وهو ما ساهم فى تصدُّر الجامعة كل التصنيفات الدولية على مستوى الجامعات المصرية.
■ ماذا يعنى حصول الجامعة على موافقة المجلس الأعلى للجامعات على تخصصات الذكاء الاصطناعى وكلية النانوتكنولوجى؟
- الجامعة تضع نصب أعينها التحول نحو جامعات الجيل الثالث، وهذا التحول ليس إلكترونيًا فقط، بل لابد أن نواكب الثورة المعلوماتية من خلال استحداث برامج وتخصصات المستقبل، وبالفعل ستبدأ الجامعة اعتبارًا من العام الجامعى الجديد فى إطلاق أول بكالوريوس عن الذكاء الاصطناعى، من خلال تطوير كلية الحاسبات والمعلومات، وإدخال مجال الذكاء الاصطناعى فى برامجها، سواء فى مرحلة الدراسات العليا أو مرحلة البكالوريوس، لمواكبة التطورات العالمية فى تكنولوجيا المعلومات، وتم تعديل اسم الكلية لـ«كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعى».. كما حصلنا مؤخرًا على موافقة المجلس الأعلى للجامعات على إنشاء كلية الدراسات العليا للنانوتكنولوجى، والتى تعد أول كلية من نوعها فى مصر.