حمدي رزق
يعنى إيه منتخب وطنى، يعنى علم ونشيد وملايين تهتف من الأعماق تحيا مصر.. يعنى إيه فانلة المنتخب، يعنى ارتداء العلم، وعندما ترتدى ألوان العلم فأنت جندى مجند فى حب الوطن.. يعنى إيه تلعب باسم مصر، يعنى تضحية ونخوة وفداء.. يعنى إيه النشيد الوطنى، يعنى صوتك عالى زى الرعد، يعنى صوت واحد، يعنى الكل فى واحد، واحد صحيح بصحيح، يعنى روح الفانلة.. لكن نجيب منين ناس لمعناة الكلام يفهموه.
هذا الذى حدث فى استاد القاهرة من صنع أيديكم، هذا حصاد غرسكم الفاسد، أأكتفيتم، أخشى هل من مزيد، شبعتم، أم لاتزالون نهمين للغنيمة، خسئتم وخاب مسعاكم، ولا استقالتكم تبيض وجوهكم السوداء، فعلا اللى اختشوا ماتوا عرايا.
والله، لو حجر تلقى هذا الدعم الشعبى والرسمى لنطق إبداعًا، كان ناقص نجيب لكم لبن العصفور، ولو عند بعضكم نخوة لأكلتم النجيلة من تحت أقدامكم، ولو أحدكم سكن جوه ضلوعه أغلى اسم فى الوجود لنضح منه الدم بدلا من العرق، ولو أحس بطعم الدموع المالحة فى عيون الأطفال المفجوعين فى الحلم، لاعتزلتم جميعا من فوركم.
ماذا يفعل الخواجة الفاشل فى الوجه الكروى العكر، دورى هو نكبة الكرة المصرية، دورى يتحكم فيه قبضيات الملاعب، وتؤمه زعران الألتراس، دورى المدرجات الفاضية، والنفوس الخاوية، والإدارات المعطوبة، واللعيبة المضروبة بلعنة الفلوس.
هل هذا دورى يفرز مقاتلين أشداء؟ دورى لوى الذراع لن ينجب إلا هؤلاء العابثين العبثيين المتحرشين، دورى خدوهم بالصوت، دورى يعوم على بحيرة فساد وإفساد كروى، دورى لم ينجب رأس حربة واحدًا يعرف طريق المرمى، دورى الملايين السائلة على العشب الأخضر فى صفقات فاسدة، أفسدوا جيلًا كاملًا، أفسدوا لعبة جميلة، وأورثونا قهرًا، وحزنًا، وألمًا.
أجيرى أو مورينيو أو حتى بيب جوارديولا، لا يصلح العطار ما أفسده اتحاد فاسد، وفضائحكم تزكم الأنوف، ولا أحد اشتم قبلا، حتى بعد فضيحة روسيا اختمار الروائح فى أركان الجبلاية، اتحاد رأسه فى قدميه، وينظر تحت قدميه، لمصالح ضيقة، وتربيطات فاجرة، وإنفاق من لا يخشى الفقر على إفلاس كروى فاضح. وإدارات أندية حمقاء تبحث عن صفقات إفريقية وعربية وحتى لاتينية بملايين مملينة معبأة فى أجولة، غير متعوب فيها، غسيل أموال وغسيل سمعة، ومضاربات على صفقات وهمية وموهومة ومتوهمة، وانكشارية كروية أفشت الكراهية والتعصب، وأفقدت الجماهير متعتها اليتيمة، الكرة فى يد اليتيم عجبة.
وتعالت فى الجوار أصوات الغضب، وتشكلت عصبيات جماهيرية، وانكشارية إعلامية، وانشطر جمهور الكرة بين الأبيض والأحمر، وما بينهما من حروب جاوزت ما بين داحس والغبراء، حروب الجاهلية الكروية أعنف وأسلحتها فاسدة.
نقلا عن المصرى اليوم