صدقوا.. فالكذب مباح!!
بقلم :مرثا فرنسيس
-صدّقوا وزير الداخلية في مداخلته على شاشات التلفزيون وهو يؤكد أن الشرطة وقوات الأمن لم تطلق رصاصة واحدة على شباب الثورة؛ بينما يعرض التلفزيون لقطات عديدة في منتهى الوضوح تصور تعدي قوات الأمن والشرطة بإطلاق الرصاص على الشباب المصري!!
-صدِّقوا وزير الصحة ، عندما أعلن على الملأ أن القنابل مسيلة للدموع فقط وليست قنابل مؤثرة على الأعصاب أو تحتوي على غازات سامة بينما يعرض التلفزيون لقطات لشاب مصاب بتشنجات عصبية ،ومن حوله أطباء وطبيبات كل منهم يحاول بطريقة أو بأخرى مساعدة الشاب وأن حتى هؤلاء الأطباء أصيبوا بنفس الأعراض بالإضافة إلى حالات الإغماء من كثرة تعرضهم لإستنشاق هذا الغاز، وبينما نسمع بآذاننا ان هناك طبيبة في جامعة القاهرة قامت بتحليل الغاز الموجه من هذه القنابل وشهدت باحتوائه على السيانيد السام وإنه قد يصيب من تعرض له بشدة بالسرطان في فترة لا تزيد عن سنة!!
-صدِّقوا وطنية الأمن القومي وعدم تعرض واحد منهم لشباب أو شابات الثورة وأنهم لم يقفوا وجهاً لوجه أمام أبناء جلدتهم، حتى لو كنتم تشاهدون لقطات لهم وكأنهم يحاربون أعداء الوطن بكل وحشية وخشونة ودون أن ينتبهوا إنهم يطلقون الخرطوش على أعين الشباب المصري وصدقوا إنهم لم يتحرشوا بأي فتاة مصرية حتى لو كنتم تشاهدون أكثر من فتاة يحكين ماحدث لهن منهم "منى الطحان نموذجاً"!!
-صدِّقوا أن سيادة المشير طنطاوي في غاية التأثر على شباب وطنه كما بدا في بيانه العجيب وأنه مهتم بالبحث والتحري ومحاكمة كل من أطلق رصاص أو خرطوش أو قنبلة مسيلة للدموع أو قنبلة مؤثرة على الأعصاب ولنقطع الشك باليقين ونتذكر كل المحاكمات التي لم تتم والأحكام التي لم تصدرعلى المتهمين بهذه الجرائم خلال عشرة شهور منذ يناير وحتى اليوم !!
-صدِّقوا أن هناك مؤامرات خارجية وأيدي خفية وفلول وبلطجية رغم عدم وجود دليل واحد واضح ومؤكد فالمجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ عشرة شهور-لم يتمكن من القاء القبض على أي من هذه الأطراف رغم الإدعاءات ،ورغم تكرار الأحداث، وكأنهم كائنات هلامية أو كأنهم اكثر قوة وسلطة من قواتنا المسلحة بقيادة المجلس العسكري ، وكأن الأمن والأمان أهداف يستحيل تحقيقها خلال هذه الفترة، باعتبارها أهداف أساسية ورئيسية حتى لو لم يتم تحقيق اهداف أخرى منذ بداية الثورة في يناير حتى أعادتها للمرة الثانية في نوفمبر الحالي!!
-صدِّقوا أن من يدَّعون إنهم يحرصون على مصلحة الوطن ويصرون على إجراء الإنتخابات بعد أيام قليلة، رغم الظروف غير الآمنة لهذا الإجراء في الوقت الحالي ورغم اهتزاز الثقة بين المصريين وبين المجلس العسكري وقوات الأمن- صدقوا إنهم يصرون على إجراء الانتخابات ليس لأي اهداف شخصية خاصة ولا تهتموا بأنهم كسروا قوانين الدعاية الانتخابية وقاموا بتقديم بعض المواد الغذائية وحقائب مدرسية للبسطاء واستخدام الشعارات الدينية للتأثير عليهم، فهؤلاء البسطاء لا يرغبون مطلقا في مخالفة الدين ولا دخول النار بأرجلهم!!
- صدِّقوا حسن نوايا المجلس العسكري وسيادة المشير وانهم لظروف قاسية جدا ًلم يستطيعوا تحقيق الأمن والأمان للمتظاهرين ولكنهم سيحققونه بإذن الله في الانتخابات!!
صدِّقوا فالكذب مباح!!
رغم الكذب هناك كلمات صادقة:
صدِّقوا أن مصر عظيمة وأن شعبها رائع وأنها لن تنكسر ابداً
محبتي للجميع
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :