كتبت – أماني موسى
قال ممدوح الشيخ، الباحث في التراث الإسلامي، أن فهم قواعد الدين علم، لكن الدين نفسه ليس علم، وأن معظم الحوارات التي تدور حول التقاطع بين العلم والدين، كل طرف فيها يحتفظ بالحق لنفسه في تعريف العلم وتعريف الدين، ثم يدخلك في الحوار بأنه يجب عليك أن تسلم بصحة ما يقوله ويدور النقاش على هذا الأساس.
الدين ليس كلاً واحد واحد.. فالدين به غيبيات وأحكام وتعاليم
وأضاف في لقاءه مع الإعلامي عمرو عبد الحميد ببرنامج "رأي عام" المقدم عبر شاشة TEN، أن احتكار البعض لتعريف العلم وتعريف الدين خلق سوء فهم، كما أن الدين ليس كلاً واحدًا فالدين به غيبيات وأحكام فقهية وشرعية وجوانب وجدانية ونفسية، وتعاليم أخلاقية، ومن ثم فهم النص الشرعي هو علم، وكذا فهم النص القرآني هو علم.
بينما قال الكاتب مؤمن المحمدي، صاحب كتاب "هل الدين علم"، بأنه يتفق مع ممدوح الشيخ في عدة جوانب مما قاله، على رأسهم أن الدين ليس علمًا، وفهم الدين هو الأمر الذي يحتاج للعلم.
هناك فارق بين العلم والقوانين أو القواعد التي يخترعها البشر لتنظيم حياتهم، فهي خاضعة للتغيير
وأوضح بقوله فيما أظنه أنا فأني أعتقد أن العلم هو العلم التجريبي القائم على التجريب، كمثل قانون المعادن تتمدد بالحرارة، فهذا قانون علمي أتى من خلال التجربة، فحدث الاكتشاف بأن المعادن تتمدد بالحرارة، ومن ثم فالعلم كما أفهمه هو القائم على المادة وقائم على وجود موضوع يتم دراسته.
بينما هناك فارق بين العلم والقوانين أو القواعد التي يخترعها البشر لتنظيم حياتهم، فهي خاضعة للتغيير، ومن ثم فأن وضع قواعد معينة في مجال معرفي معين هي ليست علمًا حتى وإن كانت ثابتة أو مستمرة مع الزمن، وهذا ينطبق على الفقه وخلافه الذي يقوم بتفسير الدين والنصوص الدينية.
ومن ثم فالدين ليس علمًا، الدين هو الإيمان بالله، وذات الله ليست مبدأ للدراسة العلمية، وهنا أقصد الدين وليس ما يسمى بعلوم الدين أو العلوم الشرعية.
ورد الشيخ بأن فصل الإيمان عن الدين الطاعة هو فصل غير مقبول، فلا إيمان بدون التسليم والطاعة، ولا اجتهاد مع النص المحكم.
الشيخ يشبه أطروحة المحمدي بالشيطان
وشبه الشيخ، من يقول مثل هذه الأطروحات ومنهم الكاتب مؤمن المحمدي بـ "الشيطان"، قائلاً أن الله سبحانه وتعالى حين خلق آدم، كان هناك الملائكة وبينهم إبليس، ورب العزة له الحجرية في اختيار ما يشاء، فاختار أن يكرم أدم، وهنا اعترض الشيطان، وأدعى امتلاكه معايير تصنيف الأشياء في الكون، واعتبر أن النار أعلى من الطين وقال خلقته وخلقتني وأنا أفضل منه، وهذا ما يحدث الآن في هذه الأطروحة أني أنا أملك المعايير وضمن هذه المعايير أن الدين هو عبادة الله وإذا مشينا على هذا التفسير سيصبح الدين أمرًا شخصيًا خالصًا، فيصبح لديّ أديان بعدد المسلمين، ليصبح لدينا نحو مليار إسلام غير متشابهين وغير متطابقين.
الدين به أحكام يجب إتباعها إلى أن تقوم الساعة
وأضاف الشيخ، إبليس كان يقسم في مواجهة رب العزة، ووصفه الله بـ الكفور، وهو الأشد كفرًا المبالغ في الكفر، ومن ثم لا يجوز لأحد أن يقول أنا هكذا أؤمن والموضوع وجداني خالص، وجداني له شواهد في الحياة يترتب عليها أحكام يجب إتباعها إلى أن تقوم الساعة.
إن أراد رجال الدين أن يفرضوا على الناس أحكامًا فيلفرضوا ولكن لا يقولوا هذا العلم
بدوره رد مؤمن المحمدي بأنه إذا أراد رجال الدين فرض أمور بعينها فيما يصفوه بـ الأحكام المطلقة التي يجب إتباعها إلى أن تقوم الساعة، فليفعلوا لكن دون أن يقولوا أن هذا علم، ويلصقوا صفة العلم عليها، كأن يقولون أن هناك فوائد طبية للصيام أو يفرضوا منع الشرب أو الأكل بنهار رمضان، افعل ذلك لكن لا تقل أن هذا هو العلم، مشددًا يجب التفرقة بين العلوم الإنسانية والعلم اليقيني.
التحرر من العلوم الشرعية باب من أبواب الخروج من الدين
وأكد الشيخ أن من ينتقدون العلوم الشرعية ليس لديهم منهجية، وأن التحرر من العلوم الشرعية هو باب من أبواب الخروج من الدين.
وتساءل: من هو الشخص المعياري المطلوب منه أن يلقي خلف ظهره 1400 سنة من الاجتهاد الفقهي وبه ما هو مهم وجيد وقابل للحياة حتى الآن والاتجاه لتفسيرات أخرى؟