حمدي رزق
جدد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، دعوته حجاج بيت الله الحرام ليتفرغوا لأداء شعائر الحج ومراعاة إخوانهم وخصوصية الأماكن المقدسة وروحانيتها، والابتعاد عن كل ما يعكر صفو الحج وسكينته برفع أى شعارات سياسية أو مذهبية، وشدد: لن تُقبل مثل هذه التصرفات بأى حال من الأحوال وستُتخذ بشأنها الإجراءات اللازمة كافة للحيلولة دون القيام بها، وتطبيق ما تقضى به الأنظمة والتعليمات حيال من يُقدم على ذلك.
أُثمن دعوة الملك سلمان إلى حجاج بيت الله الحرام ليتفرغوا لأداء شعائر الحج ومراعاة إخوانهم وخصوصية الأماكن المقدسة وروحانيتها، «فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِى الْحَجِّ» (البقرة: 197)، هذا أمر إلهى من فوق سبع سموات، وعلى الهدى الإلهى نسير.
البيت الحرام يقينا لا يتسع لجدال ولا لخلاف ولا تُرفع فيه راية عمية متعصبة بغيضة، البيت المعمور يعتمر بالحجيج، سلامًا بيت الإسلام، العالم الإسلامى يموج بالاضطرابات والحروب المذهبية والطائفية فإذا ما استعرت فى موسم الحج خرجت الشعيرة المقدسة عن سياقاتها المعتبرة إسلاميا، وغم الأمر، واختلط الحابل بالنابل، وزُج بالحجيج فى أتون صراعات مذهبية لا قبل لنا بها.
الملك سلمان يستبطن خشية، وهو ما نخشاه جميعا ونخشى منه على البيت الحرام «وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا...»، ما يخشى منه الملك وحكومة وشعب المملكة الحبيبة نخشاه جميعًا، والخشية ماثلة كل عام والله حافظ بيته.
معلوم الخشية هذا العام مضاعفة أضعافًا، لذا جاء التحذير الملكى حاسمًا «لن تُقبل مثل هذه التصرفات بأى حال من الأحوال وستُتخذ بشأنها الإجراءات اللازمة كافة للحيلولة دون القيام بها، وتطبيق ما تقضى به الأنظمة والتعليمات حيال من يُقدم على ذلك»، المملكة تخشى استخدامًا سياسيًا لموسم الحج من قبل طهران وجماعاتها وهو ما دأبت عليه كل عام لولا وقفة المملكة الحازمة ضد تسييس اجتماع الحجيج.
تكاتفًا مع المملكة فى اتخاذ التدابير التى تحمى الحجيج مما يحاق بهم فى الأقبية الاستخباراتية، ومع المملكة فى إخراج موسم الحج من المعادلات السياسية، اجتماع الحجيج يستوجب إبعاده بمسافة عن الحزبية الضيقة، واعتبار الحج تعبيرًا عن لحمة الأمة المرتجاة لنيل البركات، والدعاء لكشف الغمة وليس تكريسها.
هذا جمع إسلامى فريد فى شعائره فلا جدال فى الحج، وليت دعوة خادم الحرمين تصل أسماعًا وتعيها عقول، وتمتثل لنبلها شعوب تتشوق للزيارة ولتسلم على المصطفى عليه السلام فى قبره، عليه السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام، عليه أفضل السلام، وتقصد بيت الله الحرام والدعاء لوحدة الأمة وزوال الغمة والتضحية والفداء.. يا رب كل من تمناها حجة هى له، ومن قصد بابك وحدك لا شريك لك أن تسعده بالزيارة.. آمين.
نقلا عن المصرى اليوم