كتبت – أماني موسى
قال الكاتب شريف الشوباشي، كلما اقرأ عن شعوب أوروبا في العصور الوسطى أو أشاهد أفلام وثائقية عن تلك الحقبة تزداد قناعتي بوجود تشابه كبير بين المفاهيم والقيم والمعتقدات والمخاوف التي كانت سائدة وقتذاك وبين أحوال مجتمعاتنا العربية اليوم.
مستطردًا في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، أولا كانت الكلمة العليا المهيمنة هي لرجال الدين في كل شئون الحياة اليومية، وكان رجل الدين في المدن والقرى هو المرجعية الرئيسية في الحياة الشخصية للناس رجالا ونساءً.
وتابع الشوباشي، كان الخوف والقلق من عذاب النار والمصير المجهول في الآخرة هاجسًا مسيطرًا على الجميع حكاما ومحكومين.. وكان الناس يعيشون في حالة رعب من الجن والعفاريت والشياطين ويؤمنون بان هذه الكائنات متواجدة حولهم في كل مكان وإنها تؤثر تأثيرًا مباشرًا على حياتهم اليومية.
كان الناس يؤمنون إيمانًا راسخًا بالعين وبالحسد وبالأرواح الشريرة وبأن هناك قوى خفية تتربص بهم من اجل إيذائهم.. كان الناس لا يثقون في بعضهم البعض ولا يصدقون ما يقال لهم من اقرب الناس إليهم.
كان الكذب والخداع متفشيان بين العامة والخاصة، كانت كل ظواهر الدنيا تفسر بالرجوع إلى الدين. فالزلازل والبراكين والحوادث بشتى أنواعها كلها بسبب غضب الرب عليهم.
وأختتم الشوباشي قائلاً: باختصار كان الدين (المسيحي عندهم) هو المحرك الأول والأخير ورجال الدين هم "المترجمون" لإرادة الرب السماوية التي لا يعلمها إلا رجال الكنيسة (ومن يقول إن الإسلام ليس به كنيسة كالمسيحية يضحك على نفسه لان سطوة رجال الدين وسيطرتهم المحكمة على عقول الناس هي الفيصل وهى واحدة في كل الديانات)، باختصار نمط حياة ومفاهيم عامة متشابهة تؤدى إلى تفشى التعصب في القلوب والتطرف في العقول.