الأقباط متحدون | اطمئنوا.. إنه أمر السماء بإزالة دولة الاستبداد وإقبال دولة الحرية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٠٢ | السبت ٢٦ نوفمبر ٢٠١١ | ١٥ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٩٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

اطمئنوا.. إنه أمر السماء بإزالة دولة الاستبداد وإقبال دولة الحرية

السبت ٢٦ نوفمبر ٢٠١١ - ٥٣: ١٠ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

يقول العقاد لو أن علياً رضى الله عنه أخذ بدهاء معاوية وحيلة عمرو بن العاص هل كان سينجح ؟ يقول الكاتب الكبير أرى أنه كان سيخفق ولن يفلح ! لأن السماء أمرت بإزالة دولة الإمامة وإقبال دولة الدنيا وليس لها إلا معاوية ومن معه.
لذلك فإن التطورات التي تشهدها الثورات الناجحة في بعض البلاد العربية ومنها مصر أثبتت أن المشكلات التي تواجهها لعبور مرحلة إسقاط ركائز النظم السابقة وإزالة آثار حكمها ، ربما لاتقل تعقيداً عن مرحلة بناء مجتمعات مابعد الثورة ، ويظهر دلالة ذلك ليس فقط في توسيع دائرة الانفلات الأمني وتعمق ظاهرة الركود الاقتصادي بالبلاد ، وإنما أيضاً في حالة التناقض القائمة بين مفاهيم الثورة الراغبة في التغيير الشامل ، والنهج المحافظ للمؤسسات الحاكمة عسكرية كانت أم مدنية ، التي تفضل الاكتفاء بما تحقق من تغيير والتركيز على إصلاح الأوضاع القائمة .

 
لذلك فقد كان من الطبيعي أن يؤدي بطء الاستجابة لمطالب الثورة والتراخي في تحقيق أهدافها إلى تشرذم فصائلها ، وانقسام قواها في ائتلافات وتحالفات بين مُصرِّين على الالتزام بأهداف الثورة وتحقيقها دفعة واحدة ، ومؤيدين لتجزئة مطالبها ، وداعين لتهدئة الأوضاع حفاظاً على الاستقرار ، فضلاً عن وقوع بعض عناصرها في إغواء طموحات الزعامة أو إغراء النجومية الإعلامية ، وعجزها جميعاً عن تطهير صفوفها من العناصر التي تشوه صورة الثورة ، أو تتجاهل نبض الشارع ، أو تعمل على إفساد علاقتها بالمؤسسة الحاكمة.
 


هذا فضلاً عن مواقف بعض القوى الإسلامية الرئيسة التي شاركت في الثورة ، ولكنها تتحرك في اتجاه إبطاء اندفاعها وإثبات ولائها للمؤسسة الحاكمة ، يساندها في ذلك بعض الجماعات المستجدة على الساحة السياسية التي تحاول استعراض قوتها ، وترديد مطالب تداعب بها المشاعر الشعبية الدينية وتركز فيها على الهوية الإسلامية غير المختلف عليها ، على حساب المطالب السياسية الجامعة للثورة ، الأمر الذي نتج عنه في مجموعه شق صفوف الثوار ، وظهور حالة من الاستقطاب بين قواها المختلفة ، وتفريق الكلمة الوطنية وتعثر مرحلة الانتقال ، وضعف الأداء في إدارتها ، وعدم القدرة على تحديد اتجاها ، وإذا كانت ثورات الربيع العربي قد نجحت في حشد جموع الشعب " ضد " ممارسات النظم السابقة فإنها لم تعمل " من أجل " تجميعهم عبر طرح رؤى بديلة لتحقيق أهداف محددة ، وذلك لافتقادها إلى خارطة طريق مسبقة ، أو مرجع فكري مجمع عليه ، أو نموذج تستوحي منه ، وإن كان هذا الواقع نفسه قد ساهم في إنجاح هذه الثورات ؛ حيث مكنها من توحيد صفوفها وتجميع طاقاتها وأبعدها عن الدخول في خلافات سياسية مبكرة أو منازعات أيديولوجية كان يمكن أن تؤدي إلى إفشالها في مراحلها الأولى ، ولعل ذلك مايفسر خروج هذه الثورات عن المفاهيم التقليدية التي كانت تحكم الثورات السابقة سواء من حيث افتقاد الثوار إلى قيادة سياسية ؛ وإقصائهم بالتالي عن تولي مقاليد الحكم ، وقبولهم بأنصاف الحلول ، والوقوف بأهداف الثورة في حدود المتاح وليس المأمول ، والتراضي بأن يمثلهم " وكيل " يقوم بإدارة شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية رغم اختلافه معهم في الأهداف والرؤى وخطوات التغيير ، إلا أن الواضح أن هذه الثورات والانتفاضات قد تميزت في عمومها على المستوى العربي والاقليمي بما يلي :

 
 
1. أن الفوارق بين الدول التي نجحت فيها الثورات وتلك التي تتعثر فيها الانتفاضات ترجع إلى أن الأولى قد أحرزت قصب السبق في دخول العصر الحديث ، وبناء دولة شبه عصرية وإنشاء جيش وطني متماسك ، ويتمتع فيها المجتمع بالوحدة والتناسق وغياب التنوع الإثني ، بينما تعاني الثانية إما من تعمد نظمها عدم السماح لها بدخول العصر الحديث أصلاً ، أو إصرارها على إعادتها إلى ما قبل هذا العصر .


 
2. إن هذه الثورات تتبادل التأثير والتأثر مع بعضها البعض نظراً لظروفها المتشابهة ، وأهدافها المشتركة ، وأوقاتها المتقاربة ، ممايفرض عليهاً طابعاً من التكامل والتناسق ،  حيث أن تعثر بعضها أو فشلها في إحدي الدول قد يكون له انعكاسات مباشرة - بحكم المحاكاة والعدوى - على نجاح واستمرار الثورات الشعبية في الدول الأخرى ، كما انه قد يدفع الدول الكبرى إلى التردد في حسم خياراتها في مساندة تلك الثورات وقد يوفر مبررات للدول المتخوفة منها للاستمرار في مساندة نظم الحكم الصديقة لها ضد شعوبها .


 
3. أنها تدور فى أفق مشترك وتنطلق في تكاملها من وحدة المنطقة الجغرافية والتاريخية وترتبط ارتباطاً عضوياً ظهرت مفاعيله في حقيقة أن انفجار الثورة في إحدى دولها قد فتح الطريق أمام قيامها في دول عربية أخرى .


 
4.أن هذه الثورات وليدة نفس الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة وتمثل نتاجاً طبيعيا لنفس ممارسات نظم الحكم فيها ، كما أنها تتشارك في نفس المطالب وتستهدف تحقيق نفس الأهداف ، ومع ذلك فإن الشاهد أن الثورات والانتفاضات الشعبية التي انفجرت على الساحة العربية قد غيرت من المعطيات والمفاهيم السائدة ، وفرضت معادلات جديدة على أرض الواقع من الناحيتين السياسية والنفسية ، وأوضحت أنه لم يعد من الممكن – أيا كانت الظروف – إعادة الأمور إلى ماكانت عليه ، وظهر ذلك وأوضحت أنه لم يعد من الممكن – أياً كانت الظروف – إعادة الأمور إلى ماكانت عليه ، وظهر ذلك جلياً في الثورات بدءاً بإجراءات عقد انتخابات برلمانية ورئاسية وإعداد دستور جديد ، ومروراً بمحاكمة قيادات ورموز النظم السابقة ، وانتهاء بتطهير أجهزة ومؤسسات الحكم فيها ، وإن كان ذلك يتم عادة باسترخاء شديد ، وتحت ضغط مستمر من حركة الثورة ، وحراك الشارع السياسي.



كما وضح ذلك من ناحية أخرى بالنسبة للدول التي لم تكتمل فيها دورة الثورة في استمرار قوة وحيوية واندفاع الانتفاضات الشعبية المعارضة لنظم الحكم ، وقيامها بابتكار أساليب جديدة لمواجهة عسف ووحشية السلطات الأمنية ، والإصرار على تحييد محاولات استثمار عنصر الوقت ضد حركتها أو كسب معركة تكسير العظام وتحطيم الإرادة في مواجهتها ، هذا فضلاً عن نجاح هذه الثورات في عمومها في كسر حاجز الخوف لدى الشعوب ، واسقاط نوازع القداسة تجاه الحكام ، وتصاعد ممارسات التحدي في مواجهة قوى السلطة ، إضافة إلى تحرر الجماهير من مشاعر السلبية والدونية والمهانة ، وتصاعد شعورهم الداخلي بالكرامة والحرية والندية ، وإحساسهم بالقدرة على التصدي التحدي والتغيير .

 
 
ومع ذلك يجب أن نعلم أن نجاح الثورة المصرية كان من عند الله العزيز الحكيم ، لأن النظام السابق كان يتضمن كسراً داخلياً ، فهو يفرز خصمه وخميرة تلاشيه ، ولايستطيع النظام شيئاً ضد هذا الشكل من الارتداد التلقائي لقوته الخاصة وتأتي الثورة لتمثل التيار الصاعق لهذ1 الارتداد الصامت ، فالنظام بأجمعه وبسبب هشاشته الداخلية كان يتدخل في رهان تصفيته ، فلا يمكن للإله أن يعلن الحرب على نفسه ، ولكن الفرعون أعلنها ؛ لأنه كان يعتبر نفسه في مركز الإله وكلية القوة الإلهية والشرعية الأخلاقية المطلقة ، هكذا كان مبارك رئيساً للقوات المسلحة وللشرطة وللقضاء ولمصر كلها ، ولذلك صار انتحارياً ، وأعلن الحرب على نفسه ، فانتقل بالشعب من القوة إلى الضعف ، ومن الصحة إلى المرض ، ومن الكيف إلى الكم.
 


وأخيراً من القمة إلى القاع ؛ لذلك شهدنا تنامياً في الجسم وضموراً في العقل ، فأفرز ذلك تشوهات فكرية لم تعد آياتها خافية على أحد ، وأدى ذلك إلى لجة من الضمور الثقافي وهبوط في الحياة السياسية ، ووهن في الجسد التنظيمي ، وتعاظم الحيرة الفكرية وتضاعيف من عدم الاطمئنان الاجتماعي ، لذلك يجب على كل القوى وخاصة الإسلامية ألا تستأثر بالنصر دون بقية الشعب ؛ لأن النصر للثورة جاء من عند الله لهذا الشعب المصري العظيم باختلاف طوائفه ، ورحم الله رجلاً ساهم في الثورة ولم ينتظر أن يأكل من رزقه شيئًا!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :