د.جهاد عودة
تحدثت قناة i24news الإسرائيلية استنادا لمصادر خاصة عن سلسلة لقاءات "سرية" عقدت مؤخرا بين وفد إيراني برئاسة حفيد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، ومسؤولين أمريكيين. وقالت المصادر التي وصفتها القناة الإسرائيلية بالسرية: إن المفاوضات بين الطرفين جرت في أحد فنادق عاصمة إقليم كردستان العراق أربيل، مشيرة إلى أن وفدا من المسؤولين السعوديين كان يقيم في الفندق قبل أن يتم نقلهم إلى مكان آخر، بعيدا عن مكان التفاوض. وأضافت أن الوفد الإيراني ضم حسن خامنئي، وقياديين من الحرس الثوري الإيراني، والسفير الإيراني لدى العراق أراج مسجدي، وشخصيات أخرى. قناة إسرائيلية: حفيد خامنئي التقى سرا وفدا أمريكيا بفندق كان يسكنه مسؤولون سعوديون. ويفهم ان هناك صراع ضارى بين حفيد خمائنى والذى كان ضمن الوفد الإيراني الأمريكي السرى وحفيد الخميني وكان حسين الخميني عقب خروجه من إيران كشف فيه دوافع خروجه، وتحدث عن برامجه لتغيير النظام لإحلال حكومة وطنية محله، تحترم الدين وتحافظ على حرمة العلماء، على حد قوله.
هو حجة الإسلام حسن الخمينى (ولد في 1959) عالم أو باحث إيراني ورجل دين إصلاحي. وهو حفيد آية الله الخميني، ابن روح الله الأول ابن، مصطفى الخميني. المثير للدهشة، هو على عكس جده الشهير حيث حسن الخميني هو علماني ليبرالي وأحد منتقدي الحكومة الإسلامية الثيوقراطية في إيران وقد ندد الخميني الحكومة الإيرانية بأنها "دكتاتورية رجال الدين".. وعلاقة الحفيد بجده مرت بفتور استمر عدة سنوات حين عزل الرئيس أبو الحسن بني صدر، أول رئيس جمهورية لإيران بعد الثورة، إذ أن حسن الخميني وقف إلى جانب بني صدر مهاجمًا العناصر المتورطة في مؤامرة إقصائه (رفسنجاني ومحمد بهشتي وخامنئي) من اجل فرض سيطرة المؤسسة الدينية على الحم. وبتوصية من جده لأمه توجه حسين الى قم حيث استكمل دراسته الدينية الى جانب دراسة العلوم الحديثة.
أكد حسن الخميني، حفيد آية الله الخميني، مؤسس النظام الإيراني، أن رضا الناس يشكل الأساس لأي مجتمع، محذرًا المسئولين الإيرانيين بضرورة مراعاة مبادئ السلوك البشري والأخذ بعين الاعتبار قواعد البقاء أو السقوط، وشدد على أنه في غير هذه الحالة لا ضمان لبقائهم في الحكم، على حد تعبيره. وفي هذا السياق، سرد حسن الخميني، الذي يعتبر كبير أسرة مؤسس النظام الإيراني وسادن مرقد آية الله الخميني، أسباب سقوط الأنظمة قائلا: "لو رأيتم الاهتمام فقط بالشكليات في المجتمع بدلًا من أسس العلاقات الاجتماعية وأمهات المشاكل فيه، اعلموا أن ذلك ينذر بعواقب غير سعيدة للحكومات".
وأكد حفيد مؤسس النظام الإيراني على ضرورة السعي لكسب رضا الشعب، منوهًا "بأن المجتمعات مبنية على أساس التوافق، لذا فإن تقطيع المجتمع بشكل مستمر وإعادة نشر الحقد باستمرار وبث النفاق دون انقطاع، يرغم الأفراد على اتخاذ شخصية ازدواجية والابتعاد عن دائرة الصدق، وكل ذلك مؤشر على أن عواقب غير سعيدة تنتظر الحكومات". وفي معرض تشديده على ضرورة استرضاء الجماهير، أشار إلى أن عدم الاهتمام بأصحاب الكفاءات يُعتبر سببًا آخر لانهيار الحكومات، وأوضح قائلا: "أن ترجيح المبتذلين على الحكماء يعد من علامات الانهيار وتواجد الصعاب والمستقبل السيئ للحكومات". وفي ختام كلمته قال محذرًا حاكم بلاده: "علينا أن نخشى اليوم الذي تنهار المناصب وتتغير الأدوار" في إشارة إلى خطر سقوط النظام. وصف حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن الخميني الفكر السلفي بالكارثة الكبيرة التي حلت على العالم الاسلامي ووصمة عار على جبين الحضارة الإسلامية، أسفرت عن شعور المسلمين بالخجل.
وأكد أن العقلانية تشكل نقطة فارقة بين الفكر السلفي المتحجر الذي نتج عنه "داعش". وبحسب حسن الخميني، فإن "التمزيق المستمر للمجتمع، وانتشار الحقد، والنفاق المنظم، وإجبار الأفراد في المجتمع على أن تكون لهم شخصية مزدوجة، وأن نبتعد جميعًا عن الصدق، كلها نذير شؤم على الحكومات". وأضاف حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية: "إذا اختفت الأصول المهمة من المجتمع وحل محلها اهتمام بالفروع والصغائر، فهذا جرس عن خطر يداهم المجتمع".
وعلاقات حسن الخميني بالسلطة القائمة في إيران ظلت متوترة منذ وفاة جده في عام 1989 غير ان هذه العلاقات اتخذت اتجاهًا نحو المواجهة العلنية عقب وفاة عمه احمد الخميني وتسرب اعترافات مصطفى كاظمي (موسوي نجاد) مدير دائرة الأمن الداخلي في وزارة الاستخبارات والمتهم الثاني في ملف سلسلة الاغتيالات السياسية، حول دور وزارة الاستخبارات في قتل احمد الخميني الذي بدا متفقًا مع حسين الخميني أواخر حياته في ضرورة التصدي لسياسات الفئة الحاكمة بحيث بدأ يوجه انتقادات لاذعة إلى رفسنجاني وخامنئي متهما إياهما بإطالة أمد الحرب لتعزيز سلطتهما وعزل آية الله حسين علي منتظري من منصب خليفة الخميني المعين. وقد بلغت حدة التوتر بين حسين الخميني والقيادة الدينية ذروتها في الآونة الأخيرة بعد تبني حفيد زعيم الثورة الإيرانية موقفًا مؤيدًا للطلبة والإصلاحيين بصورة علنية، وتصريحاته هنا وهنالك حول عدم شرعية الأحكام الصادرة ضد الطلبة والمثقفين والكتاب من قبل القضاء.الثورة.
يعيش ابن مطصفى الخميني في العراق ولا يزور بلاده، وهناك اخبار تتردد عن منعه من دخول البلاد. في أثناء زيارته إلى واشنطن في عام 2003، دعا حسين الخميني، رجل الدين، إلى تدخل الولايات المتحدة في إيران، لإرساء قواعد الديمقراطية كما حدث في العراق، . أمر مثير للدهشة أن يدعو حفيد الرجل الذي طالما وصف الولايات المتحدة بأنها الشيطان الأكبر، بأن تتدخل في بلاده، ولكن كل تصريحات حسين الخميني مثيرة للاستغراب، فهو أكثر أحفاد الخميني غرابة. وعاش مع جده فترات في منفاه بين العراق وفرنسا، انتفض في وجه مجلس صيانة الدستور عندما رفض ترشح عدد من الإصلاحيين للانتخابات. وعام 2009، وقف بجوار المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي، وعندما أُعلن فوز محمود أحمدي نجاد غادر البلاد لكنه لم يمكث طويلًا. وخلال إحياء الذكرى السنوية لرحيل جده عام 2010، انزله الحضور عن المنبر مرددين شعارات مناهضة له، كما تم حذف مشاهد ما دار أثناءها عن مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب. حاول حسن الخميني أن يترشح إلى مجلس الخبراء المعني بتعيين المرشد الأعلى لإيران، لكن مجلس صيانة الدستور رفض طلبه.
فمن المفارقات الكبرى أن يخرج أول معارض لحاكميه الفقيه من قلب بيت المرشد الأعلى نفسه، هو من طالب بإنهاء مبدأ ولاية الفقيه الذي اعتنقه وحكم به جده مسار إيران لأكثر من ثلاثين عامًا، وقد جهر برأيه منذ البدايات الأولى من قيام الثورة الإيرانية، فوضع قيد الإقامة الجبرية أثناء حياة جدّه الإمام الخميني وبأمر منه، بعد أن ألقى خطبة في قم، ولم يكن قد بلغ الرابعة والعشرين من عمره، هاجم فيها سلطة رجال الدين، التي أطاحت بــ(أبي الحسن بني صدر) أول رئيس للجمهورية، وقال في خطبته المعروفة آنذاك “إنني أسمع وقع الديكتاتورية يقترب من إيران على وقع نعال رجال الدين ” أعلن معارضته للنظام الذي أسسه جده في فبراير عام 1979، ورأي أن الثورة التي قام بها جده ليست إسلامية وإنما شمولية، وفي 2003، أعلن أن الحركة الإصلاحية انتهت، ودعا لإجراء استفتاء لتقرير الكيفية التي يجب أن تحكم بها البلاد في المستقبل.
اعتقل حسن الخميني في عام 1981 لقوله: "الديكتاتورية الجديدة التي أقيمت في شكل ديني أسوأ من الشاه والمغول"، ثم وضع "تحت الإقامة الجبرية الفعلية، وبعدها انتقل للإقامة بواشنطن بسبب الاضطهاد وتلقيه تهديدات عديدة بالقتل، وخلال الإقامة بها، زار مدينة كربلاء بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. تم القبض عليه في الثمانينات؛ لأنه عارض النظام قائلًا «إن الحكومة الدينية هي أسوأ من حكومة الشاه»، وطالما صرَّح بأن جده لو كان حيًا لما وافق على القادة الحاليين.
وذهاب حسن الخميني إلى العراق الذي تم دون علم السلطات الحاكمة في إيران أثار قلقًا كبيرًا لدى المحافظين الذين يعرفون جيدًا مدى نفوذ الخميني الشاب في الحوزة وبين الشبان المتدينين إضافة إلى التيارات الإصلاحية الداعية للتغيير. ووفقًا لمصدر قريب من الإصلاحيين فان مخاوف السلطات من تحول حسين الخميني إلى رمز جديد للمعارضة الدينية، لها مبرراتها، إذ أن هناك الآلاف من الطلبة ورجال الدين والمؤمنين في البازار والجامعات ممن يعارضون الوضع القائم ولكنهم خائفون من ان البديل للنظام الحالي قد يكون معارضًا للدين والقيم الإسلامية. وبإعلان حسين الخميني عبر الشرق الأوسط بأنه يعارض تدخل رجال الدين في الحكم بالنظر إلى الأضرار التي تعرض لها الدين والمذهب الشيعي خلال سنوات حكمهم، فان التيار الديني المعارض، أصبح الآن صاحب رمز يتحدث باسمه.
ومن مقره المؤقت في إحدى مناطق العراق حيث يقيم حفيد الإمام الخميني لبعض الوقت قبل انتقاله الى النجف التي عاش فيها 15 عامًا من حياته، أكد حسن الخميني أن إيران بحاجة إلى نظام ديمقراطي لا يستخدم الدين كوسيلة لقمع الناس وخنق المجتمع وأشار إلى ضرورة فصل الدين عن الدولة وإنهاء الحكم الديني الاستبدادي الذي يذكرنا بحكم الكنيسة في عصر الظلام في أوروبا. ويعتقد حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية أن حركة الاحتجاج المتصاعدة في إيران ستتطور في وقت لن يكون بعيدًا الى ثورة شعبية، والحدث العظيم (تغيير النظام) . وأكد حسين الخميني الذي يحظى بعلاقات وثيقة مع بعض القيادات في الحرس الثوري والبرلمان وأجهزة الأمن على انه سيواصل نضاله من اجل تغيير الوضع في إيران، وقال أن الحرية أهم من الخبز ولو كان الأميركيون سيوفرونها فليأتوا، غير ان الشعب الايراني قادر على تحديد مصير النظام الحاكم.. ما نحتاج إليه هو تعاطف عالمي وتفهم لمطالبنا المشروعة.
تم تعيين حسن الخميني كحارس لإرث جده، وتولى أعمال «ضريح الخميني»، تلك المؤسسة التي تهتم بحفظ ونشر آثار الخميني. كان المعروف عن حسن أنه يتجنَّب الأضواء والشهرة، ولا يتدخل في أي شيء يخص الحكم في إيران، ولكن تبدَّلت الأحوال في عام 2008 عندما تم منع ترشح عدد من الإصلاحيين، من بينهم علي إشراقي، من انتخابات البرلمان، حينها انتقد سيطرة التيار المحافظ على البرلمان، قائلًا: «يجب على الأشخاص الذين يدعون أنهم مخلصون للأمام الخميني أن يكونوا دقيقين في تنفيذ أوامره»، وبعدها تعرض لهجوم كبير من قبل التيار المحافظ. وفي عام 2009، وقف بجوار المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي، وعندما تم إعلان فوز محمود أحمدي نجاد ترك إيران وسافر، مما فتح الباب أمام الشكوك بأنه يوافق ضمنيًا على أن الانتخابات قد تم تزويرها.
حاول حسن الخميني دخول عالم السياسة، وتنبأ البعض بأنه سيكون خليفة خامنئي. ولكن في عام 2016، قدم حسن أوراق الترشح ليكون أحد أعضاء مجلس الخبراء (مجلس مكون من 88 رجل دين وهم المعنيون بتعيين المرشد الأعلى لإيران، وهم من يملكون حق عزل المرشد الحالي)، لكن رفض مجلس صيانة الدستور أوراق حسن الخميني، مبرِّرًا ذلك بأنه "ليس لديه ما يكفي من المعرفة الدينية للمساعدة في تعيين المرشد الأعلى المقبل". حاول حسن الاستئناف على القرار، خاصة أنه حصل على درجة حجة الإسلام، وهذا يؤهله للمنصب إلى حد ما، بجانب أن عددًا من رجال الدين قد قدَّموا له الدعم في تلك الخطوة، ولكنه خسر الاستئناف أيضًا. علق حسن باستغراب على خبر منعه من الترشح قائلًا: "إنه لَأمر مفاجئ أن يرى السادة في مجلس صيانة الدستور أنني غير مؤهل لهذا المنصب".
نقلا عن صدى البلد