بقلم : د . مجدى شحاته
مجرد قراءة فى احداث تكتنف الشأن التركى ، تناولتها وسائل الاعلام المختلفة فى الايام القليلة الماضية .
أحداث ملفتة مثيرة للجدل أتناول البعض منها دون التطرق للتفاصيل او التحليلات السياسية المعقدة ، ولكن مجرد سرد مختصر للأحداث ونترك النتائج وما يترتب عنها تتكشف بمرور الوقت فى تلك الملفات الصعبة ، ربما يتولد عنها تغيرات كثيرة تشهدها المنطقة ، مجرد سرد بعض الاحداث .
.. بدءا بفوز المعارضة بمقعد رآسة بلدية اسطنبول ، مرورا بأستقالة وزير الاقتصاد والخارجية التركى الاسبق على بابا جان من حزب العدالة والتنمية ، ومرورا أيضا بالاحداث الاخيرة حول عزم تركيا البحث والتنقيب عن النفط والغاز فى محيط الشواطئ القبرصية ، كذلك احتدام الخلاف بين واشنطن وانقرة حول منظومة الدفاع الجوى المتعلقة بصواريخ أس 400 الروسية .
بخصوص الملف الاول ، فقد كان لفوز المعارض أكرم امام أوغلو فى الانتخابات المحلية واعتلائه مقعد رئيس بلدية اسطنبول وهزيمة الحزب الحاكم فى هذه الانتخابات أمر بالغ الاهمية . فقد سبق و صرح الرئيس التركى رجب طيب اردوغان منذ حوالى 25 عاما وقال مقولته الشهيرة : " من يفوز بأسطنبول يفوز بتركيا " و كان وقتها رئيسا لبلدية اسطنبول ، وبعدها أصبح بالفعل رئيسا للدولة التركية . ومنذ أسابيع قليلة فاز مرشح المعارضة ، أكرم أمام اوغلو فى انتخابات بلدية اسطنبول موجها ضربة قوية للحزب الحاكم .
وكان الرئيس اردوغان قد قرر الغاء الانتخابات المحلية التى اجريت فى شهر مارس الماضى بعد ان شكك فى نتائجها .
.. وأعيدت الانتخابات لتأتى النتيجة الصادمة بفوز اوغلو من المعارضة وهزيمة الحزب الحاكم !! والسؤال الذى يطرح نفسه اليوم : هل مازالت المقولة التى قالها الرئيس اردوغان منذ حوالى 25 عاما بان " من يفوز باسطنبول يفوز بتركيا " ؟ مازالت قائمة ويعترف بها وسارية المفعول ؟؟ سنرى ما تخفيه الايام . هناك أنباء كثيرة تردد ان فوز أوغلو يمهد لضغوط قوية من المعارضة التركية لفتح قنوات الحوار والتقارب مع العالم العربى وكثير من دول الشرق الاوسط ، كذلك الكشف عن العناصر الهاربة الى اسطنبول التى تشن هجوما متواصلا على دول لها خلاف مع السياسات التركية .
وربما الامر يحتم مغادرة تلك العناصر للأراضى التركية الى دول اخرى تخوفا من خطوة قادمة تطالب فيها المعرضة تسليم تلك العناصر الى بلادهم التى أصدرت بحقهم أحكام لأتهامهم فى قضايا سياسية خطيرة .
الملف الثانى يتعلق باستقالة وزير الخارجية التركى الاسبق على باباجان من حزب العدالة والتنمية والتى لم يعتبرها البعض خطوة مفاجئة ، بل كانت خطوة متوقعة فجرت بدورها الكثير من التكهنات داخل الحزب الحاكم . يرى البعض ان استقالة بابا جان من الحزب الحاكم والسعى نحو تأسيس حزب جديد ( حزب الشعب الجمهورى) ربما تكون خطوة فارقة جاءت
تعبيرا عن حالة من الغضب المكتوم ربما تفتح الباب أمام استقالات قادة آخرين من الحزب الحاكم . الملف الثالث يحمل فى ثناياه قلق عسكرى ، والذى يتمثل فى اصرار تركيا على التنقيب عن النفط والغاز الطبيعى فى محيط جزيرة قبرص . مما يعتبر اصرارا على مواصلة اتخاذ اجراءات أحادية من الجانب التركى ، مما يؤدى الى زيادة التوتر فى منطقة الشرق الاوسط وعدم احترام القانون الدولى واحكامه خاصة بعد قيام مصر بترسيم الحدود البحرية مع قبرص واليونان وقيام تحالف بين الدول الثلاثة .
وفى هذا الصدد أعربت الولايات المتحدة الامريكية عن قلقها العميق ازاء عمليات التنقيب التى تعتزم تركيا القيام بها قبالة الشوطئ القبرصية . فى نفس الوقت الذى أدان فيه الاتحاد الاوروبى تلك الخطوة من الجانب التركى المثيرة للجدل ، الامر الذى جعل قادة الاتحاد الاوروبى أن يعبروا عن أسفهم الشديد لعدم استجابة أنقرة للنداءات المتكررة من الاتحاد لوقف مثل تلك النشاطات والتى تهدد أمن المنطقة . ملف آخر ، حيث احتدم الخلاف بين واشنطن وانقرة بشأن قرار الاخيرة على شراء منظومة الدفاع الجوى اس 400 الروسية ،. حيث تقول واشنطن ان تلك المنظومة لا تلائم دفاعات حلف شمال الاطلنطى وستعرض المقاتلات الامريكية اف 35 للخطر ، وهى مقاتلات تساعد تركيا فى تصنيعها وتخطط ايضا لشرائها . كل ذلك مجرد قراءة عابرة فى ملفات صعبة او شائكة وفقا لما تناولته وكلات الانباء العالمية ، ولنا وقفة .. وننتظر ما تكشفه لنا الايام القادمة فى تلك الملفات الصعبة