منذ أن انطلقت البطولة الأفريقية التي تستضيفها مصر وهناك نغمة تسود إعلامنا الرياضي يرددها دوما وزاد ترديده لها بعد أن خرج منتخبنا الوطنى من البطولة في دور الستة عشر.. وهي نغمة دعم وتشجيع ومساندة الفرق العربية في مواجهة الفرق والمنتخبات الأفريقية. وإذا كنّا نفهم أن يحدث ذلك بين بعض جماهير الكرة المصرية فكيف يتورط إعلامنا الرياضي في ذلك؟!
أن هذا الإعلام الرياضي الذي فعل وما زال ذلك يغيب عنه الدوافع التي دعت الدولة المصرية لتقديم ضمانات لاستضافة البطولة الأفريقية، في ذات العام الذي تترأس فيه الاتحاد الأفريقي.. ويغيب عنه الجهد الذي بذلته الدولة المصرية بمختلف مؤسساتها حتى تأتى هذه الاستضافة على أفضل وأكمل وجه، وحتى يشعر الأشقاء الأفارقة أنهم في بيتهم وأن مصر تعتز بانتمائها الأفريقى، وحريصة عليه، قولا وفعلا.
ولو كان هذا الإعلام الرياضى يدرك ذلك لما تورط في تقسيم البطولة الأفريقية إلى عرب وأفارقة، خاصة وأن هناك دوائر داخل القارة الأفريقية ظلت لوقت طويل تشكك في الانتماء الأفريقى لمجموعة دول شمال أفريقيا العربية، وساعدها على ذلك تباعد مصري عن هموم ومشكلات واهتمامات القارة الأفريقية بعض الوقت، أو فلنقل عدم اهتمام كاف بها بالمقارنة بسنوات الخمسينات والستينات، عندما كانت القاهرة هي القبلة التي يتطلع إليها الأشقاء الأفارقة.
يا سادتنا الذين في الإعلام الرياضى لا تفسدوا بنقص الوعي السياسي الأهداف السياسية الكبرى من استضافتنا للبطولة الأفريقية في هذا العام تحديدا، والجهد الذي بذلته الدولة المصرية ليس لنجاحها فقط، وإنما لتكون نموذجا مبهرا يحتذى به.
ويا سادتنا الذين تقودون الإعلام عموما لماذا تركتم إعلامنا الرياضى يرتكب وما زال هذا الخطأ؟!
نقلا عن فيتو