- الكاهن الذي يفشي أسرار الاعتراف يستوجب العقاب.
كتبت – أماني موسى
تحدث البابا تواضروس الثاني في عظته الأسبوعية أمس الأربعاء عن ستر الله في حياتنا، وكيف أن كل إنسان يحتاج للستر من الله في حياته.
وأضاف حول نقطة ستر الإنسان على أخيه الإنسان، نأتي لدور الإنسان نحو أخيه الإنسان، الله يستر على الخليقة كلها صباحًا ومساءًا وفي الأديرة يُصلي صلاة الستار.
ستر الإنسان على الإنسان" لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ " لا تستطيع أن تستر على أخيك وتفضحه في حين أن لسانك قد يضيعك ويفقدك الأبدية وهذا الجزء يبدأ "لا تدينوا لكي لا تدانوا " مثال قصة الراهب الذي لا يدين وكان فرح وقت وفاته.
ستر خصوصيات الآخر:
كل واحد فينا له عائلة وأصدقاء ومعارف، ليس لك الحق في نقل خصوصيات الآخر ونقل أخباره، أيها الحبيب هل تستطيع أن تستر الآخر؟ ويجب على المتزوجين أن يحافظوا على خصوصياتهم "بكلامك تتبرر وبكلامك تدان"، مثال المرأة التي أمسكت في ذات الفعل والناس يريدوا أن يرجموها ولا ينظروا لخطيتهم أما السيد المسيح فعالج الأمر بمنتهي الستر "جلس على الأرض وكتب".
وبعض الأباء يقولوا أنه كتب خطيتهم وعندما رأوا خطيتهم انزلوا الحجارة ومضوا "، وقال أما دانك أحد اذهبي ولا تخطئ" وانتهت القصة.
حفظ خصوصيات سر الاعتراف
سر الاعتراف أحد الأسرار الأساسية في حياة كنيستنا وهو يضبط ميزان ومسار الحياة الروحية للإنسان و يضبط الطريق الروحي، وأب الاعتراف هو الكاهن والمرشد ويعرفك الطريق وكل ما نسمعه في سر الاعتراف يجب أن يحفظ تمامًا.
والكاهن الذي يفشي أسرار الاعتراف يستوجب العقاب ولكن بعض الناس تعتقد أن الكاهن يفشي سر الاعتراف لأنه قال حكاية في عظة وقالها بدون تفاصيل ولكن الناس تكون حساسة.
سرية سر الاعتراف أحد صور الستر ولذلك ممارسة سر الاعتراف من أصعب الممارسات التي يمارسها الكاهن لأنه تتجمع عنده أحوال وخصوصيات آخرين ولا يستطيع أن ينطق بحرف وأحيانًا يكون في مأزق خطير عندما يسأله أحد في موضوع الارتباط فيكون هناك نزاع بداخله وأنصح الكاهن أن يتحلي بالحكمة دون أن يفشي أي سر، استر على غيرك ما دمت محتاج للستر.
كيف نقتني فضيلة الستر.. تذكر ستر الله لك:
الله يستر علينا جميعًا ومن لا يشعر بستر الله ويشكره عليه كل يوم هو إنسان جاحد.
تعلم أن تحب الآخرين مهما كانوا:
حب الجانب الحلو الذي في الإنسان، الله عندما تحدث مع زكا والسامرية واللص اليمين أهتم بالكلمة الحسنة التي قالها اعتبرها توبة وركز في هذه الكلام ولم يركز في باقي الأخطاء السابقة، " لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدا لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا " ومار أفرام السرياني"التلذذ بعيوب الآخرين يدل أننا ممتلئين بغضة"، والقديس مكاريوس الكبير يقول "يا أخي أحكم على نفسك قبل أن يحكموا عليك"، والقديس موسي الأسود عندما سألوا أن يحضر محاكمة واحد من الرهبان ودخل معه شوال الرمل وقال "خطاياي تجرى وارئي و احكم على غيري" يجب أن نعيش بهذا الكلام ونغير من سلوكنا ونعرف أن الذي يسير في طريق السما يتمتع بنعمة الستر من الله وهو أيضا يستر على الآخرين.
تعلم أن لا تدين غيرك: وقد يتساءل البعض لماذا يوجد مجالس تأديب ولكن هذا نظام في إدارة العمل " الأنبا أنطونيوس يقول "لا تدن غيرك لئلا تقع في ايد أعدائك " الذي يدين يقع في نفس الخطية التي أدان عليها و " إذا ادنا أنفسنا لا يبقي لنا وقت لندين الآخرين " ليس أفضل أن يرجع الإنسان بالملامة على نفسه في كل شئ، العبارات كثيرة جدًا في موضوع الستر لكن خلاصة الأمر.
أنك عندما تصلي صلاة الشكر تقول أشكرك يا رب لأنك سترتنا، سترت حياتي في الماضي والحاضر وسترت أسرتي الكبير والصغير فيها وسترت على أصدقائي وعلى خدمتي وكنيستي ومجتمعي، نعمة الستر نعمة غالية حاول أن تشعر بها واستر على كل اللي تعرفهم وتعلم هذه الفضيلة.