عبد المنعم بدوى
إفتتحت يوم الأحد الماضى ، الدكتوره إيناس عبد الدايم " وزيرة الثقافه " متحف " نجيب محفوظ " بتكية محمد بك أبو الدهب بمنطقة الأزهر بالقاهره ... وبهذه المناسبه أسمحوا لى أن أعود بحضراتكم إلى يوم هام فى حياة نجيب محفوظ وهو:
يوم 13 إكتوبر 1988
بدا هذا اليوم كأنه يوم عادى ... شوارع القاهره مزدحمه بالنساء والرجال ، أشعة الشمس تنعكس على سقوف العربيات التى كانت تسير فوق الأسفلت ببطء شديد من الزحام ، يوم يبعث على الملل والزهق .
فى تمام الساعه الثانيه ظهرا بتوقيت القاهره ، يخرج سكرتير الأكاديميه السويديه معلنا فوز الأديب المصرى " نجيب محفوظ " بجائزة نوبل للأداب ... فيتحول صمت القاهره ومللها إلى صخب وفرحة عارمه لهذا الأنجاز العظيم .
كان نجيب محفوظ نائما فى منزله الكائن فى حى العجوزه بالدور الأرضى والملاصق تماما لمطعم سندوتشات " نعمه " ... تتلقى زوجته " عطية الله " إتصالا تليفونيا من جريدة الأهرام يزف إليها نبأ فوز محفوظ بجائزة نوبل ، تهرول إليه وتوقظه فيقول لها " كفايه أحلام بقى " .
دقائق ويمتلىء المنزل بالمراسلين والصحفيين ، وفجأه يصل السفير السويدى إلى المنزل ، ليتأكد محفوظ من صحة النبأ ... كان رأيه دائما فى هذه الجائزه " إن الجائزه دى مش بتاعتنا ، ويقول أنا لاأطمع بها ، وماليش علاقه بيها .
لكن رأى النقاد ، ورأى الأكاديميه السويديه فى أدبه كان عكس ذلك ، حيث جاء فى حيثيات منحه الجائزه " إن الأجيال ستذكر أن نجيب محفوظ قد خلق لنا أدبا قصصيا فى مستوى الأدب الروسى الذى أسترعى أنظار العالم بفضل ديستوفسكى وتشيكوف ... فقد أوجد أدبا عربيا يقف سامقا يفيض قوه وحياة ونبضا .
( اليوم الثانى الهام فى حياة نجيب محفوظ سأتناوله فى مقالى التالى بعد غد بإذن الله ، وهو يأتى بعد هذا اليوم بست سنوات بالتمام والكمال ) .