الكاتب
جديد الموقع
انتبهوا أيها الليبراليون الإخوان يتقدمون!!
بقلم: جرجس وهيب
خلال أقل من أسبوع واحد، اكتسح مرشحو جماعة الإخوان المسلمين، وحصلوا على أغلبية كاسحة في اثنين من أهم النقابات الموجودة في "مصر"، والتي تضم عددًا كبيرًا من الأعضاء، فحصل مرشحو الجماعة على غالبية أعضاء نقابة المحامين باستثناء منصب النقيب، والذي فاز به "سامح عاشور".
كما حصلوا على غالبية مقاعد نقابة المهندسين، ففي "بني سويف" على سبيل المثال حصل مرشحو الجماعة على جميع مقاعد النقابة، حيث حصلوا على منصب النقيب وجميع مقاعد النقابة الـ 14. حدث ذلك والجميع منشغل في أحداث "التحرير"، والمشاركة في المظاهرات المتعاقبة واليومية التي أصبحبت بداعي أو من غير داعي كما هي الآن؛ فأنا لا أعلم لماذا يتظاهر الشباب الآن في ميدان "التحرير"، فحكومة الدكتور "كمال الجنزوري" سواء قام بتشكيل الوزارة أو قام شخص آخر عمرها شهرين فقط، فهل كل هذا الصراع الذي يسقط من أجله كل يوم الضحايا والمصابين من أجل هذه الفترة البسيطة التي ستقضيها الوزارة، فضلًا عن المعاناة التي تسببها هذه المظاهرات لسكان ميدان "التحرير" وشوارع وسط البلد من جراء المظاهرات والاعتصامات والقنابل المسيلة للدموع. فأنا أشفق على أي أسرة تعيش في هذه المنطقة؛ فكيف ينام ويذاكر طلاب هذه المنطقة؟!! معاناة كبيرة تسببها هذه المظاهرات للكثيرين دون أن يدري المتسببون في ذلك.
فأنا على المستوى الشخصي مفروس من شباب ميدان "التحرير"، فما أن تنتهي مليونية حتى يتم الدعوة لمليونية جديدة. فعلى الرغم من أن الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب بدأت أمس الاثنين بمحافظات المرحلة الأولى، تم الدعوة لمليونية جديدة في ذات اليوم! شىء في منتهى الغرابة، ودليل قاطع على أنهم ليس لديهم أي خبرة سياسية، بل أنهم لا يهمهم شىء سوى التظاهر والمنظرة.
فمن لا يعلم من شباب ميدان "التحرير" أن عدد المقاعد بمحافظات المرحلة الأولى (168) مقعدًا، وعدد الناخبين 17.5 مليون ناخب، يعني حوالي ثلث عدد مقاعد مجلس الشعب الذي سينتخب لجنة تأسيسية لإعداد الدستور المصري الذي سيحكم البلاد لعشرات بل قد يكون لمئات السنين.
وما يحزنني أن غالبية الشباب الموجود في ميدان "التحرير" أغلبه من الليبراليين الذين كانوا من المفترض الآن بالدوائر الانتخابية يدعون للمرشحين والأحزاب الليبرالية، فالتيار الديني قد يحقق غالبية كاسحة في المقاعد الفريدة في المرحلة الأولى بعد أن ترك المرشحون والأحزاب الليبرالية الدوائر الانتخابية ليتفرغوا للتظاهر والظهور في الفضائيات والمنظرة الكدابة، إذا لم يفق المرشحون الليبراليون والأحزاب الليبرالية أن هناك انتخابات ستحدِّد مستقبل البلد.
الإخوان المسلمون يلعبون سياسية ببراعة متناهية، وينظرون إلى الأمام وليس تحت أرجلهم، فمن الممكن أن يكون الإخوان سبب هذه الأحداث الأخيرة لشغل الجميع بعيدًا عن الانتخابات، بعد أن تراجع التأييد في الشارع المصري للجماعة، وحالة الشقاق بينها وبين التيارات الدينية الأخرى، والتنافس بينهم على معظم المقاعد، وتخويف فئات معينة لعدم المشاركة في الانتخابات، وخاصةً الليبراليين والأقباط.
الفرصة مازالت قائمة، ومازالت الكرة في الملعب، بشرط التحرك الفوري والكبير وترك ميدان "التحرير" والميادين الأخرى حتى يشعر الناخبون بالأمان ليصوتوا في هذه الانتخابات التي تحتاج خلالها الأحزاب الليبرالية- مع كل أسف- لمعجزة لكي تحصل على عدد من المقاعد، بعد الإدارة السيئة لحملتهم الانتخابية خلال الأيام القليلة السابقة، والتي تواكبت مع أحداث "التحرير" والمليونيات اليومية.
أخيرًا، أدعو الجميع إلى التخلي عن المصالح والخلافات الشخصية وينظروا لمستقبل البلاد الذي أصبح في خطر عظيم، والخطر سيكون أعظم إذا وصلت التيارات الدينية للحكم.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :