وسيم السيسي
بدعوة كريمة من أكاديمية ناصر العسكرية العليا، اللواء أركان حرب خالد الجزار، مدير كلية الحرب العليا، لإلقاء محاضرة عما يحاك ضد مصر محليًا وإقليميًا منذ عصر محمد على وحتى الآن!. اجتمعنا قبل المحاضرة فى مكتب اللواء أ.ح خالد الجزار مع صديقى اللواء أ.ح أسامة راغب، واللواء أ.ح الهمشرى، واللواء أ.ح أمين حسنى، وتجاذبنا أطراف الحديث، حدثتهم عن تضخم البروستاتا وسرطانها ودور الجينات فى أمراض السكر والضغط والسرطان، حتى أكاد أقول الآن: «مكتوب على جينك وليس على جبينك!!»، ثم بدأت المحاضرة فى قاعة مهيبة للمحاضرات، ترمى الإبرة ترن.. حقيقة لا مجاز!، قلت إن المرض هو بكتيريا أو فيروسات من الخارج، وجهاز مناعة من الداخل، علينا بالوعى لأخطار الخارج وسلامة جهاز المناعة من الداخل، قوة هذا الجهاز المناعى تقوم على الحب، أى الولاء والانتماء، هذا الحب يأتى من الإعجاب الذى يأتى من المعرفة، التى تأتى من التنوير، الذى هو: إضاءة المساحات المظلمة فى العقل الجمعى، خصوصًا المساحات التاريخية والسياسية والدينية والعلمية، بل أى فرع من فروع المعرفة.
حدثتهم عن أعظم كلمة فى قاموس أى لغة، ألا وهى: النقد! بمعناها العلمى البناء!، أى ذكر الإيجابيات والسلبيات، وطرق علاجها، وكيف كان فولتير يقول: «إذا طرق الرقى باب أمة، يسأل: هل لديهم نقل؟! هل لديهم حرية فكرية؟ فإذا أجابوه: نعم، دخل الرقى وارتقت الأمة، وإذا أجابوه: لا، ولى هاربًا، وانحطت الأمة!».
كما أن فولتير هو القائل: «إن الذى يقول لك اعتقد ما أعتقده وإلا لعنك الله! لا يلبث أن يقول لك إذا اعتلى السلطة: اعتقد ما أعتقده، وإلا قتلتك!».
حدثتهم كيف أن «الولس» هزم عرابى، واحتل الإنجليز مصر 1882، وكلمة ولس معناها الخديعة.. وأيضًا استخدمها المصريون- إشارة إلى القائد البريطانى: ولسلى!. صحيح أنها كانت هزيمة عسكرية، ولكنها كانت انتصارًا للوحدة الوطنية «الشيخ إمبابى والبابا كيرلس الخامس».
حدثتهم عن صفقة القرن العشرين: دور اليهود فى سقوط ألمانيا، وروسيا القيصرية، الخلافة العثمانية، مقابل دور إنجلترا فى إقامة دولة إسرائيل «لورد بلفور- حاييم وايزمان»!.
حدثتهم عن «سايكس- بيكو 1916» ومولد برنارد لويس فى نفس العام، حتى يكمل التقسيم 1980 «برنارد لويس- بريجنسكى- جيمى كارتر».
حدثتهم عن العامل المشترك الأعظم بين الدول الرخوة، ألا وهو: غياب سيادة القانون «جونار ميردال- الدراما الآسيوية».
حدثتهم عن دور رئيس وزراء بريطانيا سير هنرى كامبل بانرمان، ودعوته لسبع دول أوروبية للبحث عن حليف مهمته خلق حالة عدم استقرار لهذه المنطقة حتى لا تتقدم، وكان ذلك 1907! وكان الحليف هو حاييم وايزمان «رئيس الوكالة اليهودية».
حدثتهم عن بن جوريون وموشيه شاريت، ومخطط تقسيم الدول العربية إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية، وكيف أن نجاحهم يعتمد على غباء الطرف الآخر «نحن»، وذلك باستخدام الجماعات المتأسلمة، وكيف نجحوا، إلا فى مصر «الجائزة الكبرى- كونداليزا رايس»، وذلك بفضل مخزونها الحضارى، وقواتها المسلحة، ولأن اسمها المحروسة من العناية الإلهية.
كانت أوروبا تعانى من المجاعات فى الحرب العالمية الثانية، حتى إن رئيس الولايات المتحدة جاء مصر يطلب المعونة منها لأوروبا، ونحن الآن فى حروب من الداخل والخارج، وهى قسوة على الأفراد ولكنها رحمة بالمجموع، يكفينا من هذه الرحمة الأمن والأمان داخليًا وخارجيًا، وأيضًا السمعة الطيبة لمصر والثناء الرفيع.
نحن الآن فى حروب من الداخل والخارج، وهى قسوة على الأفراد ولكنها رحمة بالمجموع، يكفينا من هذه الرحمة الأمن والأمان داخليًا وخارجيًا، وأيضًا السمعة الطيبة لمصر والثناء الرفيع.
نقلا عن المصرى اليوم