الأقباط متحدون | شامم ريحة حرية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٥٥ | الاربعاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١١ | ١٩ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٩٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

شامم ريحة حرية

الاربعاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : ماهر ميشيل

دم الشهيد .. بهذا الدم الطاهر الذي لا نستطيع أن نقدر قيمته ولا نستطيع أن نوفيه حقه، وضعنا أرجلنا على أول طريق الحرية .. الحرية التي تنشدها كل شعوب الأرض على مر العصور والأزمنة.


ولا أعلم ما هو السر في الدم بالذات في تحريك العروش والرياسات والسلاطين، وكأن الدم له صوت عالي ومرتفع، ويصل صوته الى أعالي المستويات، حتى إلى عرش الله نفسه، كما قال الله لقايين: صوت دم أخيك صارخ اليّ من الأرض.
هذه الحرية التي نشتاق اليها ونلهث ورائها ونتظاهر من أجلها وندعو ونصوم ونصلي بالآيام والشهور لأجلها، لابد أن تُمنح لشعب أصر على الحصول عليها ولو كان الثمن دمه أي حياته.


اليوم استطيع أن أشتم رائحة هذه الحرية من "العرس الإنتخابي" الذي تم بالأمس في جزء من محافظات مصر، والذي توقعنا أن يكون الخوف مانعا للشعب في أن ينزل للشارع ويدلي بصوته، لكن هذا الشعب العظيم تحدى هذا الخوف لأنه يريد حريته بأي ثمن، وهذا الاقبال الشديد على صناديق الانتخابات ليس خوفا من غرامة أو عقاب، لكنه حبا في ثورته وحريته ومستقبله.
انها ليست مجرد انتخابات ... لكن يمكن أن يقال عنها مظاهرات منظمة وحشد كبير لكي يقول الجميع كلمته ولكي يصنع باختياره مستقبل افضل بعيدا عن عصور الظلم والقهر والأستبداد.


في خلال متابعتي لأول يوم انتخابات الثامن والعشرون من نوفمبر 2011 ومن خلال أراء الناس في الشارع التي تم نقلها من خلال الراديو وشاشات التلفزيون استشعرت بأن رياح الحرية قادمة وما حدث أمس كان أول موجة من هذه الرياح الجميلة التي اشتنشقت جزءا منها في هذا اليوم العظيم.
كأنك تأتي من مدينة مزدحمة ومليئة بالأتربة ومليئة بالدخان وتسير في طريق طويل جدا، وفي نهاية هذا الطريق شاطيء جميل، يأخذك هذا الشاطيء بعيدا عن هذا التلوث في المدينة، وقبل أن تصل إلى هذا الشاطيء تستطيع أن تشتم رائحة الهواء النقي والرياح الخالية من أتربة المدينة.
إنها حرية من الفساد والروتين والتعقيدات.


إنها حرية من الدكتاتور ومن الطاغية والحاكم بأمره.
إنها حرية التعبير عن الرأي بكل حرية بدون خوف.
إنها حرية العقيده والديانة والمواطنة بدون تمييز.
إنها حرية الحياة اليومية من مأكل وملبس ومشرب.


إنها حرية الاقتصاد من سالبيه وعيش وكرامة وعدالة اجتماعية.
إنها انشودة الحرية .. زرعها دم الشهيد .. ورواها الثائر العنيد .. ورعاها شعب فريد .. وسيحصدها الجيل الجديد ...
نعم ... أنا شامم ريحة ....حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرية

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :