لمصر لا للأقباط
أكد الشعب المصرى يومى 28 و29 نوفمبر على عدة حقائق أساسية تجلت فى إقبال المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية. أولا: الدفاع عن الدولة والشرعية، ولا أقول المجلس العسكرى، بل جسد المصريون رغبة حقيقية فى الدفاع عن عودة السلطة التشريعية جنبا إلى جنب مع السلطة القضائية ومؤازرة السلطة التنفيذية من أجل عودة الأمن والأمان وإعادة الاعتبار للدولة المصرية.
ثانيا: وإن كان الوقت مبكرا للتنبؤ باتجهات التصويت للمصريين فى المراحل القادمة الثانية والثالثة، إلا أن مؤشرات المرحلة الأولى تؤكد على أنه ليس هناك تيار سيحصل على أغلبية ساحقة ماحقة كما يشير البعض.
ثالثا: تردد فى الآونة الأخيرة بوعى أو بدون وعى أحاديث حول تصويت المواطنين المصريين الأقباط، الأمر الذى قد يؤدى تدواله إعلاميا إلى إفساد الفرح الانتخابى فى المرحلتين القادمتين من جهة وإعطاء التيار الإسلامى مشروعية فى ما يستخدمه من تديين العملية الانتخابية من جهة أخرى.
ودون الخوض فى تفاصيل كثيرة بحكم خبرتى فى مكونات اتجاهات الرأى فى الكنيسة المصرية وفى أوساط الاتجهات القبطية العلمانية الجديدة، نود أن نلفت الانتباه الى ما قاله قداسة البابا شنودة الثالث ونشر بالصحف وهو "اذهبوا إلى الانتخابات وكونوا وحدة واحدة.. وبهذا الشكل تكونوا قد نفعتم البلد.. فالإدلاء بالصوت فى الانتخابات واجب وطنى والمقصر فيه مقصر فى حق الوطن.. وأيضا واجب دينى وروحى وسوف يسألنا الجيل المقبل عما فعلناه فى هذا الجيل..
وأشار البابا إلى أن هناك مسلمين يدافعون عن حقوق الأقباط أكثر من الأقباط أنفسهم، وهى قمة الوطنية والمصرية، حيث دعا للانتخاب على أساس وطنى وليس على أساس دينى، وطالب بانتخاب المسلم المعتدل المستنير أفضل من القبطى الذى لا يقدم شيئاً".
هكذا تحدث البابا مجسدا الروح المصرية الوطنية الأصيلة فى مواجهة بعض من يمارسون مهنة القبطنة ويحاولون القفزعلى شهداء ماسبيرو من أجل شهرة مرضية أو تمويل مشبوه، ويدعون جموع الأقباط للمقاطعة، وينشرون بيانات كاذبة عن هجرة الأقباط ويمارسون أوسع حملة شعوذة من أجل تخويف المواطنين الأقباط من الذهاب لممارسة حقهم الانتخابى.
وبعد مغادرة البابا إلى أرض الوطن من أجل العلاج شكل العلمانيون الأقباط لجانا سميت لجان المواطنة فى كل دائرة من الدوائر الانتخابية وتوصلت تلك اللجان إلى ترشيحات من مختلف القوى السياسية المصرية، ولكن هذا الأمر لم يرق الأساقفة المتنفذين فى الكنيسة فاختلقوا وسربوا قوائم غير حقيقية عبر مواقع طائفية مشبوهة من أجل إجهاض التيار الثورى السياسى والقبطى الذى نشأ بعد الثورة، ومن ثم ظهرت تلك البلبلة.
وعلى الجميع أن يدرك أن المواطنين المصريين الأقباط الذين خرجوا منذ 25 يناير تأييدا للثورة رغم مواقف قيادات الكنيسة المناهضة للثورة منذ مطلعها والشباب القبطى الذين قدموا أرواحهم بسخاء فى التحرير أو فى ماسبيرو، ورفضوا وصاية الإكليروس الكنسى بما فى ذلك قداسة البابا شنودة، حينما دعاهم إلى عدم التظاهر.
كل تلك التضحيات جعلت المواطنين المصريين الأقباط يحبطون مؤامرات بعض الأساقفة من العهد البائد، بل محسوبون على أمن الدولة سابقا والأمن الوطنى حاليا، وينطلقون دفاعا عن الوطن والديمقراطية. وستثبت مؤشرات المرحلة الأولى (وفق معلوماتى المؤكدة أن المواطنين المصريين الأقباط قد تنوع تصويتهم من دائرة إلى أخرى حتى إننى أجزم أنهم صوتوا إلى أحد مرشحى حزب الحرية والعدالة فى إحدى دوائر أسيوط.
هذا نداء للجميع كفوا عن تديين المعركة الانتخابية، فالدماء الطاهرة التى سالت والأرواح التى بذلت والأعين التى فُقئت من جراء نيران أطلقت لم تفرق بين مسيحى ومسلم فى الوطن. ودعوا إيزيس تجمع أشلاء أوزوريس لينطلق حورس من ميدان التحرير ليقتل ست إله الشر والفلول.
نقلاً عن اليوم السابع
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :