كتب – روماني صبري
سلط برنامج "الأسبوع الاقتصادي"، المذاع عبر فضائية (فرانس 24)، الضوء على إعلان مجموعة السبع في فرنسا خطة لفرض ضرائب على الشركات الرقمية والتكنولوجية العملاقة .
وكان وافق وزراء مالية مجموعة السبع في فرنسا الخميس الماضي ، على خطة لفرض ضرائب على الشركات العملاقة الرقمية ستحدد الحد الأدنى من الضرائب المتوجبة عليها، مع السماح للشركات بممارسة أعمال تجارية في البلدان التي ليس لها فيها وجود فعلي.
وأفاد بيان أصدرته فرنسا التي ترأس مجموعة العشرين لعام 2019، إن الوزراء دعموا تماما حلاً من ركيزتين سيتم تبنيه بحلول عام 2020، على أن يتم تطوير أنظمة جديدة تراعي نماذج الأعمال ،ما يسمح للشركات بالقيام بأعمال تجارية في منطقة ما دون التواجد فعليا فيها.
وضع شركات التكنولوجيا في إطارها الصحيح
وقال دانيال ملحم – أستاذ وباحث في الشؤون المالية ،ردا على سؤال " هل من الممكن التوصل لحلول العام المقبل لفرض ضريبة عالمية على الشركات الرقمية ، تتفق عليها دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ؟ .. :" نعم .. اعتقد انه يمكن أن يكون هناك حل قريبا ، باعتبار أن هناك فرنسا وسبقتها كل من انجلترا وغيرها من الدول الأخرى المعنية بهذه الخطوة ، ودول عديدة سوف تحذو حذوها ، لعدة أسباب ، موضوع الضريبة لا يتوقف على 4 شركات فقط ، بل هناك أكثر من 30 شركة عالمية تطالها هذه الضريبة .
واستطرد :" فرنسا تستهدف الشركات التي تحقق رقم مبيعات يفوق 750 مليون دولار على الصعيد العالمي منها 25 مليون في فرنسا .. خصوصا أن هناك شركات إعلانات على الانترنت ، وهذه الشركات حققت إرباح هائلة مثل شركة "ابل"، هذه الشركة فقط تحقق أرباح 800 مليون وتدفع 19ضرائب مليون دولار فقط ، لكن الأرقام الحقيقية 3.5 مليار ، وهذه فضيحة لذلك يجب وضع هذه الشركات في إطارها الصحيح .
ولفت إلى أن الحل يأتي من ايرلندا والاتحاد الأوروبي، موضحا أن الولايات المتحدة هي حجر العثرة الذي يقف في وجه الخطة ، واستطرد :" لكن رغم ذلك لا تستطيع الولايات المتحدة أن تفرض ضريبة على المداخل الشخصية لمواطنيها في العالم وتجبر الكل بتكاليف تشغيلية بكافة البنوك العالمية وعندما نقف على مصالح الولايات المتحدة الشخصية فانه لا يجب أن تطبق على الأخر .. واشنطن حاليا في مرحلة تخبط وفي النهاية ستوافق على القانون لكن مع ضع بعض الشروط .
اختلاف الأنظمة
ومن جانبه قال يونس بلفلاح – أستاذ في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، ردا على سؤال " هل يمكن لبعض الدول أن ترفض هذه الضريبة على الصعيد العالمي إذا كان ذلك من قبل الولايات المتحدة أو من قبل دول داخل الاتحاد الأوروبي مثل ايرلندا أو هولندا أو دول أخرى؟ :" أتوقع رفض هذه الضريبة وكذلك أتوقع أن لا يكون هناك اتفاق شامل بين كل الدول .
واستطرد :" اتفاق هذه الدول على رقم معين موضوع صعب للغاية ، بسبب الاختلافات في الأنظمة ، واختلافات الضرائب بين كل دولة وأخرى ، في النهاية الدول تريد الاستفادة من استثمارات شركات التكنولوجيا والتقنية .
لا أظن أن يكون هناك اتفاق على الرقم أو معدل الضريبة لكن قد يكون هناك اتفاق على مبدأ الضريبة.
ولفت ، منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أعلنت في السنوات الأخيرة ضرورة فرض ضرائب على الشركات الرقمية والتكنولوجية ، لما تجنيه هذه الشركات من أرباح هائلة .. لكن في النهاية هذه الشركات لها مصالح مع الحكومات والعكس ، ما يجعلني أتوقع رفض الضريبة الجديدة .
