حمدي رزق
الوفاء العسكرى ليس بالهوى، ولكنه بعظم التضحيات، لا تسقط أسماء القادة العظام من ذاكرة الوطن، والقوات المسلحة تعرف جيدًا معنى الوفاء، وإطلاق اسم المشير محمد عبد الحليم أبوغزالة على الدفعتين (113 حربية و48 معهد فنى) فى حفل تخرج الكليات العسكرية، برهان على ما نقول، الوفاء عنوان عريض للقوات المسلحة المصرية، رسالة بعلم الوصول، نحن نعرف قدر الرجال.
لن أذهب إلى التاريخ وهو خليق بالدرس، تاريخ أبو غزالة (1930 / 2008) لا تحيطه الكلمات، كفاه أنه أحد أبطال جيش العبور العظيم، قائدا لمدفعية الجيش الثانى، مشاركا فى كل معارك الوطن، شارك فى ثورة 23 يوليو ضابطا من الضباط الأحرار، كما شارك فى حرب 1948 وهو لا يزال طالبا بالكلية الحربية، وشارك فى حرب السويس وحرب أكتوبر، وكان أداؤه وزيرا للدفاع مبهرًا.
ما يهمنا الحاضر الذى يحمل فى أيامه رغبة مؤكدة على رد الاعتبار لقامات أعطت لهذا الوطن حياتها، وهبت لنصرة شعبها، ولم تتول عند الزحف، وسجلت سطورا مضيئة فى كتاب التاريخ المصرى، لن أحدثكم عن المعسكرات تتسمى بأسماء الشهداء من القادة والضباط والصف حتى جندى مجند ضرب مثلا فى التضحية والشهادة، التسميات يحكمها قانون الوفاء.
إعادة الاعتبار لاسم أبو غزالة، ومعه فى يوم واحد أسماء قادة عظام (المشير فخرى محمد على فهمى، والفريق محمد محمود ناشد، والفريق محمد علاء بركات، واللواء محمد سعيد على)، يرسم طريقًا جديدًا فى الوفاء، غاب عنا فى زمن الإنكار والنكران، والوفاء شيمة الأوفياء، ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل.
وإن تعدوا أسماء القادة العظام لا تحصوها، تاريخ العسكرية المصرية زاخر بالأسماء والقامات والقادة العظام، الأسماء المختارة لتزيين أسماء الدفعات كل منهم تاريخ حى يستبطنه الضمير الوطنى، وعندما يطالعه شباب الكليات العسكرية المتخرجون ليكونوا جنودا أوفياء، ليعلموا أن سبقهم إلى المجد قادة عظام، وأنهم يكملون سطور تاريخ عظيم مخضب بالدماء والتضحيات.
الحمد لله أن هيأ لنا قائدًا يعرف الفضل، ويتسم بالوفاء، ويجلى جواهر التاج فى العسكرية المصرية، أن تختار زهرة من باقة زهور، أن تقف على اسم من أسماء عظيمة، أيهم تختار، تختار وأنت مطمئن أن الاختيار سيصادف أهله، وهم أهله، أهل لكل تكريم على قطعة بحرية أو سلاح أو قاعدة عسكرية، فى معسكرات القوات المسلحة يتنسمون الذكرى العطرة.
وضربت مثلًا، القوات المسلحة تدقق الاختيار من بين رجالها العظام، ولو أحسنت الإدارة المحلية لشعبها أن تدقق فى كتب التاريخ لتخرج كنوزها من أسماء العظام من المدنيين المضحين ورموز الفكر والتنوير، كل فى محافظته لتنير الشوارع والميادين بأجمل الأسماء.
نقلا عن المصرى اليوم